السبت، 12 يناير 2019

أشرقت شمسي من جديد /محمد توفيق محمود الرفاعي

قصة قصيرة اشرقت شمسي من جديد محمد توفيق ممدوح الرفاعي اعدت قهوتها واتجهت الى شرفة المنزل المطلعة على الشارع حيث اعتادت ان تجلس كل صباح لتشرب قهوتها اخذت رشفة من فنجان القهوة وهي تراقب حركة المارة في الشارع وكانها كانت ترصد شخصا اعتاد كل يوم ان يمر من تحت شرفتها ويلقي عليها تحية الصباح مع ابتسامة مرفقة بقبلة يرسلها عبر النسيم ، فرغ فنجانها ولم ترى من كانت تنتظره مر الوقت بطيئا ، اتكأت بمنكبيها على حافة الشرفة وترمق المارة بنظرات متلهفة وكانها تسالهم عنه طال الوقت وحمي وطئ الشمس حتى لم تعد تحتمل البقاء في الشرفة من حرارة الشمس وفجأة رن جرس هاتفها الجوال يحمل رسالة مرفقة بصورة فتحتها فاذا هي رسالة منه : عزيزتي لقد حصلت على فرصة عمل ممتازة خارج البلاد تدر علي دخلا كثيرا وانا الان استقل الطائرة مغادرا وفتحت الصورة فاذا هو يجلس على مقعد في الطائرة بجانب امراة تخطت العقد الخامس وهي بكامل زينتها واناقتها . تهاوت على المقعد وهي بين الصحوة والدهشة والمرارة ، حاولت البكاء لم تسطع احتبست الدموع في عينيها وجمد الدم في عروقها ،ثم تحاملت وغادرت الشرفة ودخلت غرفتها و القت بنفسها متهالكة على الاريكة وتوالت الذكريات والاحداث والرسائل والاماني ، مضى الوقت وكانه كابوس مقيت تحاسب نفسها وتلومها وكانها هي السبب ثم تستعيد ما مضى لتجد نفسها بانها لم تقصر بحقه ولم ترهقه بطلباتها كانت تقبل منه اي شيئ مهما كان بسيطا ، مرت الايام وكانت تعيش على الامل سافر كي يستطيع ان يجعل حياتها المستقبلية جميلة وكانت تعزي نفسها بانه سيعود محملا بكل الاشواق على الفراق ، طالت الايام والليالي وهي لاتزال كعادتها تجلس في الشرفة تحتسي قهوتها الصباحية وتراقب المارة في الشارع وتتمعن في وجوههم وفي ذات يوم وهي ترشف من فنجان قهوتها خطر لها خاطر وضعت فنجان القهوة على المنضدة وفتحت هاتفها الجوال واعادت قراءة رسالته الاخيرة وتمعنت في الصورة ثم نزعت كرت الذاكرة من الجوال واتلفته ومسحت اسمه من الهاتف وتكلمت مع نفسها قائلة اليوم اشرقت شمسي من جديد لقد فككت قيودي من معصمي فحياتي اثمن ولن تنتهي بدونه محمد توفيق ممدوح الرفاعي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...