قصيدة " لك يا بيروت "
بعنوان لك يا بيروت
على خط القدر بكت النجوم
الدخان الأحمر والسحابة البيضاء
كانا كشيطان يحوم
يحرقا الأمان والجمال ويخنقا
النجوم
وكم من فتى بات مهلهل مصدوم
على تجرع كأس النوازل مرغوم
وكم من قمر بات منكود
فلا تحزني ولا تبكي يا بيروت
فذلك حزن لن يدوم
وسيعجل الله بالفرج
وكل مصاب للخالدين مهضوم
سألت نفسي يوم حريقك
هل انبعحت السماء ام أعوجت
وكيف ضاقت بالغمام الملبد بالسموم
وأين فر النورس مع اليمام ام مع
النسور والصقور
وهل بقت
الأعشاش ام انها صارت رماد فوق
صفحة البحر يطفو مشؤم
وماذا قالت أشجار الصنوبر لأشجار
التوت
وكيف بات الأرز يومها في
حزن ذا حر وحميم محموم
وكيف أن السماء كانت تشكو للبحر
من حال الناس المعبأ بالهموم
فكم من منكوب وشهيد
أصيبوا لأنهم عشقوك يا مدينة
النجوم
عشقوا النوم والصوم والصلاة
علي عاتق حجرك المرقوم
عشقوا
المنعطفات والطرقات والجليد
عندما كان يقف على أبوابك
مهزوم
والحارات كانت
في عيونهم عمر جميل ومقسوم
كأنها قد حسناء فينقية مرسوم
ما بين حد البحر والنهر والتخوم
وكانت الغابة شعرك الذي أرسلتيه
على كتف الايام فإن أمطرت
فملموم
وتحت جلد اليافطات عمر المواطنين
وسرهم ومساجلات الفنون
والعلوم
المارة وثقوا بامانك مهما مرت
عليك من خطوب وهم مختوم
فكم هدهدت على ذراعيك أطفالك
والاضياف والزائرون
هدهتيهم بالفن والروح الطيبة
الخالين من التنطع و الهجوم
كم متعتيهم بالرقي
وبحسن دائم بشبابه مفعم نعوم
لم تعرفي تهم ولا لوم ولم.
يخطف روحك يوما عائب ولا موهوم
ولو أتاك يوم خطب على بحر الدماء
يعوم بالضيوم
سألتي الفجر إن يقف على
ابوابك بيرد السلام وعطر
التخوم
ويرده جمال وجوهيك
فإن لم يرد فبالسواعد مهزوم
وإن أتاك ليل بقطع ظالمات
فسرعان ما كان يأتيك النور
فيتبدد كيد الجسوم
يا عروس الشرق ومنك في
كل الشرق إثر مخلد و مطهوم
وعيون وعلوم
وفضل للعالمين معروف ومفهوم
لانك عذراء كل يوم عرسها
وكل دقيقة تحييها الايام
والقرون
وقرون الممالك كم انحنت وهي
تقبل يديها وتعطيك العهود
فمهما نطحتك قرون الشيطان
ومهما أصرت أن تدمر وان تخون
لن يؤثر ذلك فيك أبدا
لأنك أميرة تاجها بالأمجاد مقرون
بها قلوب العالمين مغرمة
ولا تمل من النظر إليها العيون
فمن الذي اذاك يا ملكة الشدو
هل هو موتور ام انه مجنون
أم أنه عاشق أراد جرح
كاحلك لأنه بعينيك مفتون
ام انه أراد الدفع عنك
ولكن دفعه كان بالإيذاء مقرون
أم أنه متكبر مطعون
بالبرجمات مابين صهيون وصيدون
أم أنهم من يتعصبون
أم أنهم من يتشددون ويتعجلون
المنون
بيروت وجعك أوجع العالم
وكم من يوم في التاريخ مشؤم
ولكن ما ظن عاشق
أن تذوق العروس مرارة وسخوم
وما ظن عاشق إن الجرح
سيحدثه خنجر عاشق موتور
إذ كيف لمحب وان حورم
وإن قضي عمره محروم
إن يؤذي من أحب وإن
رفضته وقضى طول عمره مظلوم
فلو انه عشقها حقا
ما اذاها يوما ولكان من سحلها
معصوم
هذا الكريم إن عشق أكرم
عشقه وإن هواه بيته مكلوم
يا عام العشرين بعد الألفين
مالي أراك ما بين مضرم ومعدوم
وعلمت عنك نوائب وبلايا
ولكني ما كنت أحسب أن يجف قلبك المأزوم
فتبلغ بك الجفوة أن تهين
سيدة المدن وبنارك ودخانك عليها تقوم
وكأني بك يا سيدتي واقفة
تحدثين الشهب والقمر والنجوم
وتقولين في همس حزين حنون
كل حب خلا من الإنصاف والسماحة
كاذب مزعوم
نعم علمنا أن كل حقبة فانية
ولكنك يا بيروت خولقتي للخلود المقيم
فأنت في حضن البحر غناء
وإن أحرقوا في فناءها بعض حطب وسهوم
فجمالك وعطرك خالد
يقول لك القمر كم من عاشق بك مغرم
لأن الله حباك بحسن وجمال
وعطرك دام على مر الزمان وسيدوم
وكل أرض بما فضلها الله مميزة
وكل أرض فضلها من فضل قاطنيها معلوم
وانت يا ام الطوائف بك من خير
الناس كل مسالم وكل كريم وطهوم
ولكن قدر الله نافذ حكمه على الرقاب
محتوم
وكم من إراض طاهرات سكنها متشدد
وظلوم
وكم من حسنوات دفعن ثمنا باهظا
والثمن غير مأثوم
إذا ضاقت بهن الدنيا وحلت ارديتهن العتوم
ويد المدمر دائما على إثم
وإن كان محموم
وكل مدمر من الله ومن كل الخلائق
مذموم
إنما الأيادي ما خولقت إلا لتكتب أو
تحنو أو تقيم محروم
إنما الفضل عند أهل الأحكام والشرف
كله لأهل الحلوم
وإن حملت يد يوم سلاحها فذاك
ليس لتعتدي ولكن لتحفظ كل مكنون
فيا لهف قلبي عليك لما أصاب
سحر نغماتك عبس لفه صمت موجوم
لما صمتت ترانميك تنتظر الرحمات
من رب خلق الجمال والجمال مرحوم
لما صرختي للسماء تدعي وبيدك
صليب وهلال وقرآن وانجيل ومزمور
لما قلتي يا رب انا مؤمنة حقا
ولم أكن يوما عمورة ولم أكن يوما سدوم
إلى بيروت
بقلم على الحسيني المصري
للشاعر/ة/ على الحسينى المصرى
تحت إشراف
د. منى ضيا
رئيس مجلس الإدارة د. منى ضيا