ملحمة عـلـمـاء الشـهبـاء
شعر عبدالرزاق عبداللـه التاجر
قد أنجبتُ شَهباؤنا عُلماءُ صاروا رَمزَنا
هم أبدعوا وتَفَوَّقوا وبنواالصُّروحُ بِمَجدِنا
بَرعوا بِصُنعِ حَضارةٍ وغدوا النُّجومَ بأفقِنا
وبعلمِهم قد أسهموا وتَألّقوا بِزَمانِنا
ومَنارةٌ بِربوعِنا ونُبوغُنا بِعُلومِنا
أضحتْ كعاصمةٍ لنا لِتُراثِنا ولِشَرْعِنا
ف(ابنُ العديمِ)روى بنا الأخبارَ في تاريخِنا
تاريخُ يروي ما جرى فيه الحديثُ لِروحِنا
أنَّ الغُزاةَ لأرضِنا سَيكونُ لَحدَهُمُ هُنا
بِشهامةٍ ومُروءةٍ وبطولةٍ بِزُنودِنا
هذي هي (المأمونُ)مَن قد خَرَّجَتْ أعلامَنا
وشبابُنا وبناتُنا هم أبدعوا بِفُنونِنا
أمَّا الُّنبوغُ فإرثُنا يَسري بِوَعي عُقولِنا
والعِلمُ تاجُ رُوؤسِنا بالماضي أو بِعُصورِنا
وأوابدٌ فيها سَمَتْ (بالخَسرويّة) عِندَنا
فتفوَّقَتْ أجيالُنا وشبابُنا وبناتُنا
ورجالُنا ونساؤنا نبغوا بكلِّ عُلومِنا
(عُثمانُ طَهَ) خَطُّهُ بِمَصاحِفٍ شَعّتْ سَنا
تدعو الشَّبابَ بأُمَّتي أنْ يَتبعوا مِنهاجَنا
وسعادةُ الإنسانِ في نَيلِ الرِّضا من ربِّنا
أو(مُصطفى العقادِ) في فِلْمِ (الرِّسالةِ) دَلَّنا
أنَّ الشَّريعةَ مَنهلٌ تَروي حَيارى جِيلِنا
هو ابن شهبائي الّتي فيها بنينا صَرحَنا
صانواالوفاءَعلى المَدى قد أصبحوا عُنوانَنا
أمّا الفُنونُ فقد زَهَتْ بأنامِلٍ وبِذوقِنا
والخيرُ في مَوسوعَةٍ قد وَثَّقَتْ عاداتِنا
رَصَدَتْ حَياةَ مَدينتي من عالِمٍ ببلادِنا
ضَمَّتْ مصادرَ فَخرِنا وبها تُراثُ جدودِنا
وتَحَدَّثَتْ عن بيئتي وشؤونِنا وطِباعِنا
(أَسَديُّنا ) قد صَاغَها أدباً يُحاكي فكرنا
والفنُّ تَرجمَ صِدقَنا ولقد تسامى بينَنا
في لوحةٍ ألوانُها فيها رؤى أذواقِنا
بِفُسَيفِساءٍ رائعٍ وزَخارفٍ بفنوننا
والشِّعرُيَصدحُ بالمدى من عبقريَّةِ فِكرِنا
ديوانُ أُمّةِ يَعربٍ وبه مشاعرُ قومِنا
والباحِثون تَفوَّقوا بِبًحوثِنا وعَطائنا
بمؤلَّفاتٍ قد غَدَتْ كَمَراجِعٍ لِشبابِنا
أمَّا ابتكاراتِ الأُلى قد حَلَّقوا بِسمائنا
تَجدونهم في عالمي حَصَدواالجوائزَبالدُّنى
هم قدوةٌ لِمَنِ ارتَضى الأعلامَ في تاريخِنا
نَبغوا بِظلِّ كَرامةٍ وبِعِزَّةٍ بِرُبوعِنا
أمّا (هنانو) عندَنا بَطلٌ عزيزٌ ما انحنى
إلَّا لِخالِقِهِ الّذي نَصَرَ العَزائمَ هاهنا
قد جابَهَ العُدوانَ في عَزمٍ وبأسٍ ما وَنى
إصرارُهُ بَلَغَ الُّذرا كي تَستقَّلَ بِلادَنا
لِنُحقِّقَ الحُلُمَ الّذي يَرضى به أحفادُنا
ورجالًنا قد جاهدوا بدماءِ تروي أرضَنا
ودعانا فِكرُ (كَواكِبي) حتّى نُحَرِّرَ عَقلنا
لنسيرَ في دربِ الهُدى بثقافةٍ فيها المنى
والرَّأيُ في (أُمِّ القُرى) يَصِفُ العِلاجَ لِضعفِنا
بل قادَنا لِتَوَحُّدٍ فيه السّبيلُ لأَمنِنا
و (طبائعُ استبدادِهم) جَعلتهُ يُوقِظُ وعيَنا
لِنُحَرَّرَ الأرضَ الّتي عانت لِظُلمِ مُوهِنا
ولِنَستَعيدَ لِعَز مِنا وإرادةٍ هي عِزُّنا
وطُموحُنا لن ينتهي مادامَ نبضُ عُروقِنا
سَنسيرُ دوماً للعُلا مهما العِدا كادوا لنا
فبأُمَّتي روحٌ سرتْ برجالِنا ونسائنا
حتّى نَصونَ تُراثَنا من طامعٍ بكنوزِنا
لن نستكينَ لِغاصِبٍ وسنحيا حُلمَ وجودِنا
حلبُ الحضارةِ دائماً ستكونُ نِبراساً بنا
(أَسَدِيُنا) : المرحوم خير الدين الأسدي
صاحب موسوعة حلب (18)مجلداً
حلب - مساء الأربعاء 2698 م
الشاعر /ة / عبدالرزاق التاجر
تحت إشراف رئيس مجلس الإدارة السفيرة د. منى ضيا (منى داوود ضيا)