شتاء الغربة
أَتسلى مع خيالاتِ الشَمعةِ على جِداري
والليلُ يَلُفُّ خُيوطَ السكونِ حَولَ داري.
وَالمَطَرُ يَسقي الخَوفَ في أَعصابي
وَيَتَلَونُ على لَمعِ حَثيثِها بَرقُ
وَيسكُنُ في عيوني حُرْقُ
وَيَعودُ لِطرُقَ البُعادِ على بابي
يُذَكِرُني......
يَحرُقُني.....
وأَتَنهَدُهُ مَع صُوَرِ أَصحابي
وَأَبقى في رُكني الحَزينْ
والرِيحُ عَويلُها أَنينْ
يَرسُمُ في دَاخلي يلقيها في ليلي ونهاري
دونَ شَوقٍ لا يُداري
لا عُيونٌ ولا نومْ
تَختَلِجُ في نَفسي وفي قَراري
وَعُيوني تَتَشِحُ سُهدا....مَجهولٌ قراري
وحِينَها أَنتَظِرُكَ على البابِ تَطرُقْ
وعَلى ثَنايا زُجاجِها تُورِقْ
لَكِنكَ لا تَأتي .....حَتى مَعْ ضُحى أَفكاري
وَثَلجُ ألايادي تَغْمُرُني
وَتَتْشِحُ بِوساوسِ تَقهَرُني.
تَقتَاتُ مِن أَعصابي تُدَمِرُني
و دَهْماءُ الليلِ يُوترني
وَكَأنَّ صَقيعُ الليالي......
دُروبٌ مُقفَلَةٌ على زَمهَريرِ سُؤالي....
أَينَ أَنتَ....
بَل مَن أَنتَ أَيُها الغَريب..
هَلّْ مِن وَقْتِكَ أَنتَهي
وَهَلّْ أَعودُ لِلقائِكَ أَشتَهي
لِأُعَلِقُكَ على بابي مع كُل أَزهاري
هِيَ ذابلةٌ........
هِيَ نَاحِلةٌ.......
هِيَ دِفّْءُ بَيتي هِيَ......أَحجاري