قصيدة " ******* ( الوطن ) ******* "
******* ( الوطن ) *******
الوطن .. ليس قطعةَ أرض ٍ
وشعب ٍ وسلطة
ففي ذلك .. تتشابه جميعُ الأوطان
الوطن .. أمن ٌ وأمان
الوطن ُ .. إنتماء
الوطن .. كرامه
الوطن .. لا تنتمي إليه بالأوراق الثبوتيه
وحسب
بل هو انتماء ٌ بالروحِِ .. والقلبِ ..
والعقل
هو انتماء ٌ .. إلى ماضيه .. وحاضرِه ..
ومستقبلِه
* * *
الوطنُ .. لجميع أبنائِه .. وفوق الجميع
الوطنُ .. ليس ملكاً لعائله..
ولا لأسرة حاكمه
ولا لطائفه ..
ولا لدين ..
ولا لحزب ..
ولا لفئه
الوطن .. هو ذلك الشيء ..
الذي يجعلك تعيشُ من أجله
وتموتُ من أجله
الوطن .. الذي لا يستحقُّ التضحيه ..
لا تسميه وطناً
بل هو ملجا .. وإلى حين
* * *
الوطنُ .. الذي لا يتساوى فيه جميعُ أبنائِه
في الحقوق والواجبات
لا تسميه وطناً ..
بل هو وطنٌ مع وقف التنفيذ
الوطنُ .. الذي لا تستطيع فيه ..
أن تعبّر عن مظلوميتك ..
ولا تتمكن من انتزاع حقوقك من ظالميك
_ كفارس نبيل _
لا تسميه وطناً .. بل هو وطنٌ مع وقف التنفيذ
الوطنُ .. الذي تعيش فيه بلا كرامة ..
وبلا عدالة..
وبلا حقوق
لا تسميه وطناً ..
بل هو وطنٌ مع وفف التنفيذ
* * *
الوطنُ .. الذي يتحول فيه مواطنوه .. إلى رعايا
وإلى خدم
لا تسميه وطناً ..
بل هو وطنٌ مع وفف التنفيذ
الوطنُ .. الذي يتحولُ فيه أبناؤه ..
إلى حكام .. ومحكومين
هو وطن العبيد .. ولا أحرار فيه
وهو وطن مع وفف التنفيذ
الوطنُ .. الذي تأخذ فيه بعضاً من حقوقك ..
على أنها منحة من سلطانٍ .. أو هبة منه
لا تسميه وطناً ..
بل هو وطنٌ مع وقف التنفيذ
الوطن .. الذي تُقتل فيه على أيدي أعدائه مره..
وعلى أيدي أبنائه .. ألف مره..
لا تسميه وطناً ..
بل هو وطنٌ مع وقف التنفيذ
* * *
في وطننا العربي .. مفهومُ الوطن غيرُ متفقٍ عليه
البعضُ يراهُ .. حسبَ موقعه في السلطه
وحسبَ مصالحِهِ .. وطموحاتِهِ
والبعضُ الأخرُ .. يراهُ حسبَ فهمه ..
ومعرفته .. وثقافته
وما تبقى .. يميل إلى حيثُ الريحُ تميل
في وطننا العربي .. المسؤولُ يعتبر نفسَهُ مالكاً للوطن
لا مواطناً فيه
يعتبر نفسَهُ .. في مزرعةٍ وارثا لها
في غابةٍ .. والناس جموعَ قطيع ..
وأسرابَ طيور ..
وهو سيّدها .. وراعيها
* * *
في وطننا العربي .. أصحابُ الجلالة والفخامة والسمو
يحكمون باسم الشعب
الجميعُ .. يغتصبون دورَ الشعب ..
ويصادرونه
الحاكمُ في وطننا العربي .. يحكمُ باسم الشعب
والقاضي .. يقضي باسم الشعب
والسياسيُّ .. يتحدثُ باسم الشعب
والسارقُ .. يسرقُ باسم الشعب
والزاني .. يزني باسم الشعب
والشعبُ .. مغلوبٌ على أمره
لا حول له ولا قوه
في وطننا العربي .. العبدُ يلعبُ دورَ السيِّد
والأمةُ .. تمثلُ دورَ الحره
* * *
في وطننا العربي .. وبالرغم من هذا التراجع والانحدار
في المبادئ .. والقيم .. والأخلاق
هناك مَن يسمي ذلك تطوراً .. وتقدماً .. وحضاره
في وطننا العربي .. وبالرغم من هدا الفساد المستشري
على الصعيدين العام والخاص
هناك من يسميه نباهةً .. ومهارةً.. وشطاره
في وطننا العربي .. وبالرغم من هذا الجهل
والظلم
والفقر
والتخلف
هناك من يسترسل في الحديث ..
عن العلم والعدل والغنى والصداره
* * *
في وطننا العربي .. وبالرغم من هذا القتل .. والخراب ..
والدمار
هناك من يدّعي .. ان انسانيتَنا ما زالت بخير
واننا ما زلنا أربابَ المكرماتِ .. والفضيلةِ .. والطهاره
في وطننا العربي .. نظريةُ المؤامره .. وصفةٌ جاهزه
ومعدَّةٌ بشكلٍ مسبق
الكلُّ مرتهنٌ ومرتبطٌ .. ومتهمٌ بالخيانة والعماله
في وطننا العربي .. الجميعُ أشرار ..
إلى أن يقدِّموا صاغرين
فروضَ الولاء والخنوع والطاعه
في وطننا العربي .. وبالرغم من ألامنا.. وأحزاننا ..
وكلِّ التضحيات
تضيعُ النظافةُ .. في فم القذاره
* * *
في وطننا العربي .. الكلُّ يأخذُ دورَ القائد والموجه
المربي .. والمعلم .. والمسؤول
في وطننا العربي .. الكلُّ يتحدثُ عن الحكمة .. والفطنة..
وعن الذكاء .. والدهاء ..
وعن رجحان العقول
في وطننا العربي .. الكلُّ يتحدثُ عن الشرف والنزاهه
عن المحبة والتأخي ..
عن الأخلاق الحميده ..
ولا يفرق .. ما بين العلة والمعلول
في وطننا العربي .. الكلُّ يتحدثُ عن الغيب والعيب
عن الحلال .. والحرام ..
عن الظهور .. والأفول
* * *
في وطننا العربي .. الكلُّ يتحدثُ عن الحق والباطل
عن الأسود والأبيض .. عن الظالم .. وعن المظلوم
في وطننا العربي .. وفي لحظة الحقيقة الحاسمه ..
يتساوى لدينا .. القاتل مع المقتول
في وطننا العربي .. كم من منافقٍ يكذبُ بصدقٍ ؟!
وكم من طاغٍ مستبدٍ واعظٍ نذق
يتحدثُ عن الحرية والديموقراطية والعداله
في وطننا العربي .. كم من شيطانٍ شريرٍ ..
يلعب دور الرسول
في وطننا العربي .. الزاني يَلْبَسُ ثوبَ العابد الزاهد
والعاهرةُ .. تتقمصُ دور البتول
* * *
في عالمنا العربي .. نقتلُ باسم اللهِ .. وكتب الله ..
وانبياءِ الله
ونعتقد .. أن اللهَ لَمْ يهدِ سوانا
وأنه انحاز إلينا
وانه .. خلق النار مثوى لغيرنا
وجعلَ الجنةَ .. مسكننا ومأوانا
في عالمنا العربي .. نزعنا عن الله صفاتِ الرحمةِ ..
والعفو .. والصفح .. والمغفره
والبسناهُ مزايانا
في عالمنا العربي .. تذكرنا الغزو .. والقتلَ .. وسفكَ الدمِ
والسبي .. وفتاوى الرضاعة والنكاح
اما الرحمة .. والدعوة إلى سبيل ربك بالحكمة
والموعظة الحسنه
تناسيناها
* * *
في وطننا العربي .. واسفاه
يموتُ الحرُّ عبداً .. ويعيشُ العبدُ حرا
في وطننا العربي .. واسفاه
هناك مَن يرى في الحمار .. حصاناً
وهناك من يرى في الحصان .. حمارا
انتفض أيها الإنسان .. في عالمنا العربي
انطلق من بين الرماد .. كطائر الفينيق
ولا تخشَ .. ساحاتِ الوغى
حرّر نفسك من القيود .. ومن الأغلال
وانظر إلى العلا
امتشق سيفك من غمده .. غضباً
اقتل به الموت ..
واستحضر الحياة .. من فم الردى
امتشق سيفك ، وارفعه عاليا
واهوِ به .. على هام العدا
* * *
اغضب أيها الإنسان .. في عالمنا العربي
أما آن لك .. أن تغضب
قم حطم الأصنامَ التي صنعتَ ..
والأوثانَ
فو الله .. ما ثار قوم ظٌلِموا ..
على الطغيان
إلا واقترب النصر منهم ،
ودنا
قم ، وخذ بالعلم والعمل .. توكل على مولاك
فمن توكلَّ على الله .. عن علم ومعرفة
وأحسن عملاً
وجد الله .. له سندا .
* * *
بقلمي / عدنان رجب ريشه /
سوريه
للشاعر/ة/ عدنان رجب ريشة
تحت إشراف
د. منى ضيا
رئيس مجلس الإدارة د. منى ضيا (منى داوود ضيا)