الاثنين، 7 يناير 2019

(( أيّوب عبد الجبار الفياض كانون ثان 2019

(( أيّوب
لم يكُنْ أيّوبُ يوماً تاجرَ مُخدرات
راعياً لبقرِ السّلطان
سمساراً في أروقةِ الخرّاصين . . .
كانَ ابنَ عتّالٍ
يعاقرُ الشّايَ في أوقاتٍ خمسة
يحلقُ ذقنَهُ بموسى صدئِة . . .
يُرقصُ الدّارَ فرَ حاً
وقتَ يعودُ مساءً بحلوى من دبسِ التّمر . . .
. . . . .
مَنْ لصخرةِ سيزيفَ
أنْ يحملَها مِنْ غيرِ كتفين ؟
في بلدِ النّفطِ الدّاء
حيثُ تختنقُ الأكواخُ برائحةِ الأسمنت . . .
للموتِ ألفُ وجه
للحياةِ رئةٌ مثقوبة . . .
متاريسُ
بها التصقتْ وجوهُ غضَبٍ
يسطحُهُ شيبٌ
تصابى صلَفاً فوقَ حروفِ الله . . .
هم
ولغيرِهم الجّحيم . . .
. . . . .
أهو الفَمُ الذي أزدردَ أسنانَهُ في غُرفِ التّحقيق ؟
يبحثُ عن رغيفِ خُبزٍ في إنبوبِ بترولٍ يشطرُ قلبَ قريتِه . . .
يحملُ أساورَ من ذَهب
ثياباً موشاةً بخيوطِه
عطراً لذاتِ دَلّ . . .
ليسَ لهُ أنْ يسألَ
لماذا . . . أينَ . . . ؟
لا
خطٌّ أحمرُ
لا يعبرُهُ حُفاةُ القَرية !
. . . . .
أيّوبُ
أيُّها المنقولُ من أزمنةِ أوتادٍ
تُسقى بشمسٍ غيرِ ذاتِ غروب . . .
شاءَ لكَ أنْ تكونَ عصاً
تشقُّ صَمْتاً مُنتفخاً بسنواتٍ عِجاف
أضاعَ فيها الطّيرُ منقارَهُ بوهمِ البيادر . . .
ما استكانَ في ليلِها عِرْق
عشِقَ أرضاً
أرضعتْهُ دونَ فِطام . . .
ما لنهرٍ دافقٍ أنْ يعتذرَ لظمأِ السّواقي . . .
. . . . .
كُنتَ صغيراً
تحلمُ بطائرةٍ ورقيّة
ترى فيها ما يَكلُّ عنهُ بصرُك . . .
كيفَ يصطرعُ البؤساءُ مع يومِهم المشدودِ بأربطةِ تعبٍ
يُوهنُ عظماً بصبرِ جان فالجان ؟
سياطَ ظهيرةٍ لا ترحمُ مَنْ أدارَ لها ظهراً . . .
ليسَ لبيوتِ الصّفيحِ إلآ أنْ تسفَّ الرّيحَ
مُفتّحةَ الأزرارِ لمضاجعةِ المَطر . . .
آبارَ البترول
تعصرُها حيتانُ البرِّ خمراً على موائدَ خُضرٍ
تستبيحُ خطوطَ الطّولِ والعَرضِ بوقاحةِ عينٍ زانية . . .
هذا ما نقلتْهُ الطّائرةُ الورقيّةُ قبلَ أنْ ينقطعَ خيطُها الأمل . . .
غيرَ أنَّكَ السّاعةَ أنتَ هي
بجناحِ نَسر !
دونَكَ فريستَك
ودَعْ ما تعفّنَ منها
فالخائنُ تقتلُهُ عفونتُه . . .
الجروحُ
لا تندملُ بحزن . . .
لم ينمْ جرحٌ دونَ أنْ يَفتحَ تحتَ ضمادِهِ جُرحاُ لطاعنِه !!
. . . . .
عبد الجبار الفياض
كانون ثان 2019

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...