الحرب والسلام فى ميزان العقل
بقلم / محمــــــــد الدكــــــــرورى
إن السّلام في مفهومه العريض لا يعني زوال الصّراع والخِصام فقط، إنّما يُمكن أن يتطلّب تأسيس حُزمةٍ من المُفردات، والقيم، والمواقف، والعادات التي ترتكز على الاحترام الكامل لمبادئ السّيادة والحُريّات الأساسيّة وحقوق الإنسان، والحوار والتّعاون بين الشّعوب والثّقافات المُتعدّدة، ونَبذ ثقافة القوّة واستخدامها، وإكراه الشّعوب لخوض خياراتٍ ضدّ إرادتهم وبما أنّ السّلام هو نعمة للبشريّة، فإنّ العُنفَ والحروبَ لعنةٌ، ولمّا كان السّلام هو المحبّة والتّعايش، فالحروب هي العِداء والتّفرقة وان الحرب نقيض السّلام
ولقد أجهَدت الحروب والصّراعات على مرّ الزّمان شعوب الأرض كلّها، فالجميع يطمح اليوم إلى السّلام الذي يستجيب لآمالهم وأُمنياتهم، ويؤمِّن لهم حياةً رغيدةً دون خوفٍ من القذائف بكل أنواعها، أو الرّصاص أو القنابل أو الأسلحة النوويّة، فهذه الأمور تُخيف الكبار، وتقضي على طفولة الأطفال، وتهدم المُنشآت والحضارات والإرث التاريخيّ للأوطان وكان جري شعوب العالم جميعاً جرياً مُجهداً وراء الوصول للغاية العظيمة الذي يطمح لها الجميع، والذي أسّست لها ودعمتها الدّيانات السماويّة جميعها على مرّ الزّمان؛ فقد دعت كلّها إلى المحبّة، والرّحمة، والتّآخي، والمودّة، وبناء المُستقبل المُشتَرك بين كافّة الشّعوب والأعراق والأجناس، فالسّلام اسم نَسَبه الله إليه ضمن أسمائه الحُسنى، وهو تحيّة المُسلمين، ودعوة الأنبياء جميعاً، وهو ما يُدعى به بعد الانتهاء من الصّلاة وكأنّها وصيّةٌ أنزلها الله للأرض لكي يُؤمن بها ويتقلّدها النّاس وأهميّة السّلام في حياة الفرد فلا يمكن أبداً إهمالُ الدّور الذي يحتلّه كلّ من السّلام والتّصالح والرَّحمة في الحياة اليوميّة؛ فقد خُلِق الإنسانُ ليعيش في سلام وأمان واطمئنان، ولم يُخلق ليُقتل ويُباد، وما يمكن تحقيقه في أوقات السّلام أضعاف ما يمكن تحقيقه في النّزاعات الدمويّة والحروب والكوارث البشريّة، ويُمكن تلخيص أهميّة السّلام في الحياة وهى أن السّلامُ يُحوّل الرّديء إلى حسن وحين يتمكّن الإنسان من المُحافظة على السّلام في كل الأوقات فإنّ كثيراً من الإمكانات تتفتّح أمامه، وهذا ما يحدث عند تحويل السّالب إلى موجب وهناك آثار للسّلامُ تعمُّ الكائنات كلّها وهى إنّ السّلام مُهمّ للكائنات الحية كلها على وجه الأرض أو في الفضاء الذي يُحيط بالكرة الأرضيّة، ولا يقتصر تأثيرها على الإنسان وحده؛ وذلك لأنّ انعدام السّلم والأمن وشيوع الحروب يتجاوز أثره وخرابه ودماره إلى حدودٍ أبعد ممّا يُمكن تصوّره؛ فتتضرّر الحيوانات وتفقد مساكنها وبيئاتها، وتُحرَق الأشجار والغطاء النباتيّ الذي يُفيد كُلّاً من الحيوان والإنسان، كما تفنى الموارد والسّلامُ يحمي الإنسان من المرض حيث يتسبَّبُ انعدام السّلم والأمن بعدد من الاضطرابات والأمراض النفسيّة للأفراد، وقد تجرّ هذه الأمراض النفسيّة أمراضاً جسمانيّةً فتتفشّى بين كثير من النّاس، وايضا من خلال السّلام يمكن للإنسان بثُّ أفكاره التي من المُمكن أنّها اندثرت خلال الحروب بالعنف والتّدمير، أو على الأقل تمّ تشويهها، لهذا فإنّ رسول الله محمّد –عليه الصّلاة والسّلام- وعلى الرّغم من صعوبة الشّروط التي اشترطها الكُفّار على المسلمين في صُلح الحديبيّة إلا أنّه قَبِلَ بها في مُقابل الإبقاء على الهدنة عشر سنوات بين المسلمين وكفّار مكّة وكذلك السّلام يُمكّن الشّعوب من التعلّم، واكتسابَ ونشر الثّقافة، وبناء الحضارات، والنّهوض بالدّولة اقتصاديّاً واجتماعيّاً؛ فالبناءُ لا يكونُ إلا في أوقات السّلم والأمن والسّلام يجعل النّاس على وعي كافٍ لخطر الدّخول في الحروب والانشغال بها وبمُتطلّباتها وتأثيرها عليهم، والتي ستُكلّفهم حياتهم مُقابل هذه الغطرسة البشريّة والسّلام هو الذي يُصدّع الطّريق أمام تُجّار الحروب الذين سيكون من مصلحتهم افتعال الحروب وإشعالها، والذين يرغبون بدوامها لوقت طويل لأجل زيادة أرباحهم من الأسلحة والذّخائر، وبالتّالي زيادة أرباحهم وطمعهم والحروب تُقدِّم أسوأ ما في الإنسان، وتُقويّه لصالح الشرّ ودمار البشريّة، وأما السَّلام فيُقدّم أفضل ما بداخله وكذلك السّلام بيئة مُشجّعة للإبداع ووسائله؛ فهو الذي يُحفّز النّاس على الإبداع وزيادة الجمال والإنتاج، وهو على عكس الحروب التي تُنتج الدّمار والخراب والفساد والسّلام ينقل الإنسان إلى آفاقٍ سماويّة روحانيّة عالية، إذ يُشجّع على انتشار الروحانيّات والسّكينة ويُشيعها بين الشّعوب والسّلام يُقرّب بين النّاس ويجمعهم على المحبّة والتّعايش، وأما الحروب فتُفرّقهم وتُقطّع نسلهم وتُبيدهم والسّلام يرفعُ الإنسانية إلى مُستوى الوجود الاجتماعيِّ المُتحضِّر، في حين تقودُ الحروب الشّعوبَ نحو الانزلاق صوب الهمجيّة... فهذه دعوه الى السلام ....
بقلم / محمــــــــد الدكــــــــرورى
إن السّلام في مفهومه العريض لا يعني زوال الصّراع والخِصام فقط، إنّما يُمكن أن يتطلّب تأسيس حُزمةٍ من المُفردات، والقيم، والمواقف، والعادات التي ترتكز على الاحترام الكامل لمبادئ السّيادة والحُريّات الأساسيّة وحقوق الإنسان، والحوار والتّعاون بين الشّعوب والثّقافات المُتعدّدة، ونَبذ ثقافة القوّة واستخدامها، وإكراه الشّعوب لخوض خياراتٍ ضدّ إرادتهم وبما أنّ السّلام هو نعمة للبشريّة، فإنّ العُنفَ والحروبَ لعنةٌ، ولمّا كان السّلام هو المحبّة والتّعايش، فالحروب هي العِداء والتّفرقة وان الحرب نقيض السّلام
ولقد أجهَدت الحروب والصّراعات على مرّ الزّمان شعوب الأرض كلّها، فالجميع يطمح اليوم إلى السّلام الذي يستجيب لآمالهم وأُمنياتهم، ويؤمِّن لهم حياةً رغيدةً دون خوفٍ من القذائف بكل أنواعها، أو الرّصاص أو القنابل أو الأسلحة النوويّة، فهذه الأمور تُخيف الكبار، وتقضي على طفولة الأطفال، وتهدم المُنشآت والحضارات والإرث التاريخيّ للأوطان وكان جري شعوب العالم جميعاً جرياً مُجهداً وراء الوصول للغاية العظيمة الذي يطمح لها الجميع، والذي أسّست لها ودعمتها الدّيانات السماويّة جميعها على مرّ الزّمان؛ فقد دعت كلّها إلى المحبّة، والرّحمة، والتّآخي، والمودّة، وبناء المُستقبل المُشتَرك بين كافّة الشّعوب والأعراق والأجناس، فالسّلام اسم نَسَبه الله إليه ضمن أسمائه الحُسنى، وهو تحيّة المُسلمين، ودعوة الأنبياء جميعاً، وهو ما يُدعى به بعد الانتهاء من الصّلاة وكأنّها وصيّةٌ أنزلها الله للأرض لكي يُؤمن بها ويتقلّدها النّاس وأهميّة السّلام في حياة الفرد فلا يمكن أبداً إهمالُ الدّور الذي يحتلّه كلّ من السّلام والتّصالح والرَّحمة في الحياة اليوميّة؛ فقد خُلِق الإنسانُ ليعيش في سلام وأمان واطمئنان، ولم يُخلق ليُقتل ويُباد، وما يمكن تحقيقه في أوقات السّلام أضعاف ما يمكن تحقيقه في النّزاعات الدمويّة والحروب والكوارث البشريّة، ويُمكن تلخيص أهميّة السّلام في الحياة وهى أن السّلامُ يُحوّل الرّديء إلى حسن وحين يتمكّن الإنسان من المُحافظة على السّلام في كل الأوقات فإنّ كثيراً من الإمكانات تتفتّح أمامه، وهذا ما يحدث عند تحويل السّالب إلى موجب وهناك آثار للسّلامُ تعمُّ الكائنات كلّها وهى إنّ السّلام مُهمّ للكائنات الحية كلها على وجه الأرض أو في الفضاء الذي يُحيط بالكرة الأرضيّة، ولا يقتصر تأثيرها على الإنسان وحده؛ وذلك لأنّ انعدام السّلم والأمن وشيوع الحروب يتجاوز أثره وخرابه ودماره إلى حدودٍ أبعد ممّا يُمكن تصوّره؛ فتتضرّر الحيوانات وتفقد مساكنها وبيئاتها، وتُحرَق الأشجار والغطاء النباتيّ الذي يُفيد كُلّاً من الحيوان والإنسان، كما تفنى الموارد والسّلامُ يحمي الإنسان من المرض حيث يتسبَّبُ انعدام السّلم والأمن بعدد من الاضطرابات والأمراض النفسيّة للأفراد، وقد تجرّ هذه الأمراض النفسيّة أمراضاً جسمانيّةً فتتفشّى بين كثير من النّاس، وايضا من خلال السّلام يمكن للإنسان بثُّ أفكاره التي من المُمكن أنّها اندثرت خلال الحروب بالعنف والتّدمير، أو على الأقل تمّ تشويهها، لهذا فإنّ رسول الله محمّد –عليه الصّلاة والسّلام- وعلى الرّغم من صعوبة الشّروط التي اشترطها الكُفّار على المسلمين في صُلح الحديبيّة إلا أنّه قَبِلَ بها في مُقابل الإبقاء على الهدنة عشر سنوات بين المسلمين وكفّار مكّة وكذلك السّلام يُمكّن الشّعوب من التعلّم، واكتسابَ ونشر الثّقافة، وبناء الحضارات، والنّهوض بالدّولة اقتصاديّاً واجتماعيّاً؛ فالبناءُ لا يكونُ إلا في أوقات السّلم والأمن والسّلام يجعل النّاس على وعي كافٍ لخطر الدّخول في الحروب والانشغال بها وبمُتطلّباتها وتأثيرها عليهم، والتي ستُكلّفهم حياتهم مُقابل هذه الغطرسة البشريّة والسّلام هو الذي يُصدّع الطّريق أمام تُجّار الحروب الذين سيكون من مصلحتهم افتعال الحروب وإشعالها، والذين يرغبون بدوامها لوقت طويل لأجل زيادة أرباحهم من الأسلحة والذّخائر، وبالتّالي زيادة أرباحهم وطمعهم والحروب تُقدِّم أسوأ ما في الإنسان، وتُقويّه لصالح الشرّ ودمار البشريّة، وأما السَّلام فيُقدّم أفضل ما بداخله وكذلك السّلام بيئة مُشجّعة للإبداع ووسائله؛ فهو الذي يُحفّز النّاس على الإبداع وزيادة الجمال والإنتاج، وهو على عكس الحروب التي تُنتج الدّمار والخراب والفساد والسّلام ينقل الإنسان إلى آفاقٍ سماويّة روحانيّة عالية، إذ يُشجّع على انتشار الروحانيّات والسّكينة ويُشيعها بين الشّعوب والسّلام يُقرّب بين النّاس ويجمعهم على المحبّة والتّعايش، وأما الحروب فتُفرّقهم وتُقطّع نسلهم وتُبيدهم والسّلام يرفعُ الإنسانية إلى مُستوى الوجود الاجتماعيِّ المُتحضِّر، في حين تقودُ الحروب الشّعوبَ نحو الانزلاق صوب الهمجيّة... فهذه دعوه الى السلام ....
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق