ثورات الجياع
المعلم: أريدُ مدرسةً حديثةً، أنا جائعٌ للطرقِ المتطورةِ في العالمِ، فما زلتُ أعملُ بطريقتي الكلاسيكية، وعددُ طلابي في الصفِ الواحدِ (60) تلميذاً، أنا ثائرٌ ولأ أدري هل أنا اليومُ حقيقةٌ أم إدعاءٌ؟!
الطالب: أنا أعيشُ ثورةً في المدرسةِ أبطالُها الجبسُ، والشوكولاته، والمشروباتُ الغازيةُ، وأنا وسطَ هؤلاءِ الجياعِ، أشعرُ وكأنَّني عملاقٌ لكنَّهم مجموعةٌ من الحمقى والسذجِ ليس إلا.
المتسول: أنا أكتفي بمدِّ يدي للناسِ في ثورةٍ للتسولِ، وأقتلُ وقتي فوقَ مقابرِ الطرقاتِ، فلقد استقبلَني الشارعُ وهو يعيشُ ثورةَ تشردٍ مؤلمةٍ مثلي تماماً!
الشهيد: أعترفُ أنَّ هناكَ خيطاً من الحنينِ، يشدُّني صوبَ الوجعِ الذي أصابَ مدينتي، لكنَّني أرشفْتُ حياتي في ثورةٍ من الدماءِ ومن أجلِ ماذا؟ إنَّها من أجلِ الجياعِ في بلدي!
فتاةٌ في العشرينَ: أنا نخلةٌ بلا سيفٍ، وموسمٌ بلا عناقيدٍ، وربيعٌ بلا إخضرارٍ، ونهرٌ بلا ضفافٍ، فبلدي يعيشُ ثورةً من التواصلِ المزيفِ، عبرَ شاشاتٍ وهميةٍ خلقَها الإستكبارُ العالميُّ لنا ليُفرغَ عقولَنا من كلِّ شيءٍ، وأنا بإنتظارِ قبلةِ المطرِ، فأنا فتاةٌ جائعةٌ مهدورةُ الكرامةِ!
الشيخ: وجعُ مطرٍ حزينٍ تذرفُهُ عيوني، لأنَّ عظامي كعظامِ أجدادي مسالمةٌ، وأبدو كملكِ معتوهٍ في عرشِ بيتي العائمِ على الفوضى، والقطيعة، والتناحرِ، أعيشُ ثورةً من الأسى على موتِ تأريخي العظيمِ وآسفاه!!!
العجوز: وردةٌ ذَبُلَتْ بإنتظارِ الربيعِ كي يداهمَ أغصانَها لكنْ دونَ جدوى، وساختصرُ قصتي بثورةٍ من رغيفِ كرامتي، وحجابي، وطُهري، فبْتُ كضبابٍ لكنْ ليسَ أبيضاً بل أسودَ، من كثرةِ دخانِ المكانِ الذي وُلِدَتْ فيهِ روحي، وثورتي مع الجياعِ هيَ لوطني!
الأب: أنا داخلٌ في خدمةِ دفنِ الموتى من عائلتي، فأسرتي تغرقُ في بحرِ العولمةِ الحديثةِ، وليسَ بوسعي فعلُ شيءٍ سوى أنْ أدعوَ لهم بالهدايةِ، فما عادَ بيتي كالسابقِ، ورمى جوالَهُ وأركيلتُهُ في الأرضِ منتفضاً، لا بدَّ لي من ثورةِ أبدؤها من نفسي.
الأم: في روحي تتراكمُ غيومُ الآخرينَ من عائلتي، ولا بدَّ لي من صنعِ ثورةٍ تليقُ بي، فأنا الرأسُ الذي يتجددُ ويصمدُ بوجهِ كلِّ التحدياتِ، أعني لا بدَّ لي من ثورةٍ.
االطفل في عمر السنتين: أبدو كسمكةٍ لا تملكُ أقداماً، شكراً لهذهِ اللحظاتِ التي منحتموها للجياعِ في مديتني، أنا أعيشُ أحلاماً على قارعةِ الطريقِ، وعنما أشعرُ بالجوعِ أنظرُ الى القمرِ، لأنَّهُ يبدو كرغيفِ الخبزِ.
الكاتب: أعلمُ أنَّ الحاكمَ لا يريدُ من المفكرِ تفكيرَهُ الحرِّ بل تفكيرَهُ الموالي، كما يقولُ توفيق الحكيم، لكنَّي سأخرجُ في ثورةٍ من الصمتِ المتصلِ ليلاً ونهاراً، وأصنعُ حبلاً من (لالالالالا......) يتصلُ بينَ الأرضِ والسماءِ، لأنقلَ ملفَ الجياعِ.
أمل الياسري/ العراق
المعلم: أريدُ مدرسةً حديثةً، أنا جائعٌ للطرقِ المتطورةِ في العالمِ، فما زلتُ أعملُ بطريقتي الكلاسيكية، وعددُ طلابي في الصفِ الواحدِ (60) تلميذاً، أنا ثائرٌ ولأ أدري هل أنا اليومُ حقيقةٌ أم إدعاءٌ؟!
الطالب: أنا أعيشُ ثورةً في المدرسةِ أبطالُها الجبسُ، والشوكولاته، والمشروباتُ الغازيةُ، وأنا وسطَ هؤلاءِ الجياعِ، أشعرُ وكأنَّني عملاقٌ لكنَّهم مجموعةٌ من الحمقى والسذجِ ليس إلا.
المتسول: أنا أكتفي بمدِّ يدي للناسِ في ثورةٍ للتسولِ، وأقتلُ وقتي فوقَ مقابرِ الطرقاتِ، فلقد استقبلَني الشارعُ وهو يعيشُ ثورةَ تشردٍ مؤلمةٍ مثلي تماماً!
الشهيد: أعترفُ أنَّ هناكَ خيطاً من الحنينِ، يشدُّني صوبَ الوجعِ الذي أصابَ مدينتي، لكنَّني أرشفْتُ حياتي في ثورةٍ من الدماءِ ومن أجلِ ماذا؟ إنَّها من أجلِ الجياعِ في بلدي!
فتاةٌ في العشرينَ: أنا نخلةٌ بلا سيفٍ، وموسمٌ بلا عناقيدٍ، وربيعٌ بلا إخضرارٍ، ونهرٌ بلا ضفافٍ، فبلدي يعيشُ ثورةً من التواصلِ المزيفِ، عبرَ شاشاتٍ وهميةٍ خلقَها الإستكبارُ العالميُّ لنا ليُفرغَ عقولَنا من كلِّ شيءٍ، وأنا بإنتظارِ قبلةِ المطرِ، فأنا فتاةٌ جائعةٌ مهدورةُ الكرامةِ!
الشيخ: وجعُ مطرٍ حزينٍ تذرفُهُ عيوني، لأنَّ عظامي كعظامِ أجدادي مسالمةٌ، وأبدو كملكِ معتوهٍ في عرشِ بيتي العائمِ على الفوضى، والقطيعة، والتناحرِ، أعيشُ ثورةً من الأسى على موتِ تأريخي العظيمِ وآسفاه!!!
العجوز: وردةٌ ذَبُلَتْ بإنتظارِ الربيعِ كي يداهمَ أغصانَها لكنْ دونَ جدوى، وساختصرُ قصتي بثورةٍ من رغيفِ كرامتي، وحجابي، وطُهري، فبْتُ كضبابٍ لكنْ ليسَ أبيضاً بل أسودَ، من كثرةِ دخانِ المكانِ الذي وُلِدَتْ فيهِ روحي، وثورتي مع الجياعِ هيَ لوطني!
الأب: أنا داخلٌ في خدمةِ دفنِ الموتى من عائلتي، فأسرتي تغرقُ في بحرِ العولمةِ الحديثةِ، وليسَ بوسعي فعلُ شيءٍ سوى أنْ أدعوَ لهم بالهدايةِ، فما عادَ بيتي كالسابقِ، ورمى جوالَهُ وأركيلتُهُ في الأرضِ منتفضاً، لا بدَّ لي من ثورةِ أبدؤها من نفسي.
الأم: في روحي تتراكمُ غيومُ الآخرينَ من عائلتي، ولا بدَّ لي من صنعِ ثورةٍ تليقُ بي، فأنا الرأسُ الذي يتجددُ ويصمدُ بوجهِ كلِّ التحدياتِ، أعني لا بدَّ لي من ثورةٍ.
االطفل في عمر السنتين: أبدو كسمكةٍ لا تملكُ أقداماً، شكراً لهذهِ اللحظاتِ التي منحتموها للجياعِ في مديتني، أنا أعيشُ أحلاماً على قارعةِ الطريقِ، وعنما أشعرُ بالجوعِ أنظرُ الى القمرِ، لأنَّهُ يبدو كرغيفِ الخبزِ.
الكاتب: أعلمُ أنَّ الحاكمَ لا يريدُ من المفكرِ تفكيرَهُ الحرِّ بل تفكيرَهُ الموالي، كما يقولُ توفيق الحكيم، لكنَّي سأخرجُ في ثورةٍ من الصمتِ المتصلِ ليلاً ونهاراً، وأصنعُ حبلاً من (لالالالالا......) يتصلُ بينَ الأرضِ والسماءِ، لأنقلَ ملفَ الجياعِ.
أمل الياسري/ العراق
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق