الجمعة، 11 يناير 2019

فتنةُ النِّهاية ... شعر : مصطفى الحاج حسين .


فتنةُ النِّهاية ...
شعر : مصطفى الحاج حسين .
هَرَبَت مِنِّي خُطايَ
تَرَكَتني وَحِيداً
أزحفُ على جبلِ أوجاعي
ويدايَ تَتَعَثَّرانِ بلهفتي
لا دربَ يفتحُ ذراعيهِ لقلبي
لا أُفُقَ تُبصرهُ روحي
لا سماءَ تَرتَشِفُ حنيني
أعدُو في أزقَّةِ الحُلمِ
أدقُّ أبوابَ السّحاب
لأمنحَ دمعتي عشبَ الانتظارِ
أنا تجاعيدُ الكلامِ
يباسُ الهواءِ
نارُ الانطفاءِ
وهمسُ الرَّحى اللائبةِ
أفتِّشُ عن جذورِ المدى
عن حائطِ الصّدى
عن نوافذِ الرّكامِ
وعن ظلِّ آهتي العجفاءِ
عَسَايَ أصادِفُ نسمةً
في جوفها بحرٌ من الصّهيلِ
أشرعةٌ من القبلاتِ
شواطئٌ من الضّحكاتِ
وتقولُ لي الفراشةُ
أنتَ الضّوءَ الذي يشدُّني
قصائدكَ
الرَّحيقُ الذي يُسكرني
فأحتضنُ أنوثةَ النّدى
أُهمِي بناري على عِطرِها
وتغفو فرحتي على ضفائِرها
وأشتمُّ في ثوبها
أغصانَ الحياة
وجعي يَتَسَلَّقُ دربي
يُسَابقني إلى التَّنَفُّسِ
يقرصُ دمي بشهيَّةٍ
ويصارعُ قامةَ جنوني
أنا تصحُّرُ الرُّؤى
ألبسُ عباءةَ الموتِ
أتعكَّزُ على رمادِ أيَّامي
أرقصُ على لهيبِ الذّكرياتِ
أنادي على رحيلي
وأمضي في غَيهَبِ غيابي
إلى فتنةِ النّهايةِ
وغوايةِ البدايةِ .
مصطفى الحاج حسين .
إسطنبول

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...