من بطون الكتب
السعيد عبد العاطي مبارك – الفايد " مصــــر "
--------------------------
((( بين الخليفة عبد الملك بن مروان و جرير و رجل من بني عذرة )))
إن العيون التي في طرفها حور قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
------------
مع علم الشعر ... و أشعر بيت في المديح و الغزل و الهجاء و الفخر و التشبيه !!
قال الحافظ ابن عساكر ( ت 571 هـ ) في " تاريخ دمشق " : قرأت في كتاب أبي الفرج علي بن الحسين بن محمد الكاتب : صنع عبد الملك بن مروان طعاماً فأكثر وأطاب ودعا إليه الناس فأكلوا، ... ( فقال عبد الملك بن مروان لرجل من بني عذرة ) : هل لك علم بالشعر ؟ .
قال : سلني عما بدا لك يا أمير المؤمنين، قال :
أي بيت قالت العرب أمدح ؟
قال : قول جرير :
ألستم خير من ركب المطايا ...... وأندى العالمين بطون راح
قال : وجرير في القوم، فرفع رأسه وتطاول لها، قال :
فأي بيت قالته العرب أفخر ؟
قال : قول جرير :
إذا غضبت عليك بنو تميم ......... حسبت الناس كلهم غضابا
قال : فتحرك جرير، ثم قال : أي بيت أهجا ؟
قال : قول جرير :
فغض الطرف إنك من نمير ....... فلا كعباً بلغت ولا كلابا
قال : فاستشرف لها جرير، قال : فأي بيت أغزل ؟
قال : قول جرير
إن العيون التي في طرفها حور ....... قتلننا ثم لم يحيين قتلانا
قال : فاهتز جرير وطرب، ثم قال له :
فأي بيت قالت العرب أحسن تشبيهاً ؟
قال : قول جرير :
سرى نحوهم ليل كأن نجومهم ....... قناديل فيهن الذبال المفتل
فقال جرير : جائزتي للعذري يا أمير المؤمنين، فقال له عبد الملك :
وله مثلها من بيت المال، ولك جائزتك يا جرير لا ننقص منها شيئاً .
و أخيرا :
ويبقي جرير رمزا للغرض الشعري بكافة أنواعه يتصدر فاتحته بجدارة لغة وصورة وخيالا و ايقاعا هذه كانت قراءة سريعة في علم الشـــــــعر العربي نخلص من ديوانها الدرر المكنونة دائما .
مع الوعد بلقاء متجدد لتغريدة الشعر العربي أن شاء الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق