خاطرة اليوم..في السياسة ايضا..
الشمال السوري والتوقعات..
منذ اعلن ترامب عن قراره بسحب القوات الأمريكية من الشمال السوري وأجهزة الإعلام والصحافة تهوج وتموج بشتي التوقعات..
فماذا ينتظرنا هناك من أحداث..!؟؟
هل ستقوم تركيا باجتياح الشمال..؟
هل ستنسحب ام ستبقي القوات الفرنسية حسب الادعاء..!؟
أم سيقوم الجيش السوري بملىء الفراغ وافق ام لم يوافق على ذلك الأكراد..؟
أسئلة من الصعب الإجابة عليها دون أن نبحث في علاقات القوى المؤثرة على مسرح الأحداث ومصالحها الاستراتيجية هناك مأخوذا بعين الاعتبار المخاطر التي تحيط بأي
تحركات عسكرية ميدانية دون تفاهم تلك الأطراف..
إن اطراف المعادلة الأهم الأن هم .. سوريا ...وروسيا.. إيران.. تركيا وإسرائيل.. وأوروبا بالتبعية..
١) بالنسبة إلى سوريا ..
إن الشمال السوري جزء لا يتجزأ من سوريا وسكانه مواطنون سورين وبالتالي ستقوم بأي عمل أو نشاط مع ما يستتبع ذلك من تضحيات لاستعادة ذلك الجزء الحيوي والمهم بترولا وزراعة وجغرافيا واقتصاد، إلا أن سوريا للأسف أو لما هو خير لا تملك حرية القرار بسبب اعتمادها العسكري الكلي على روسيا من حيث العتاد والسلاح وكذلك بسبب التعقيدات الدولية التي لازمت الأزمة منذ بداياتها للأن بالإضافة الى أن أي اشتباك مسلح مع أي دولة قد يجر روسيا مباشرة إلى ساحة الحرب وقد تضطر إيران لتحمل المزيد من المسؤليات.
٢) بالنسبة إلى روسيا..
إن التواجد الروسي في سوريا هو تواجد استراتيجي هام لتعلقه بمحاربة التطرف الأصولي الاسلامي الذي في حال نجاحه باي صورة قد يهدد وحدة روسيا بسب خطورة امتداده إلى المناطق الإسلامية فيها مثلما حدث ولمرتين في حرب الشيشان،كما وأنها تقبع الآن مباشرة بالقرب من دولة الاحتلال الإسرائيلي مما يشكل بحد ذاته_ بالضغط على إسرائيل ضغطا على الإدارة الأمريكية_ حينما تجد ذلك مناسبا بالإضافة إلى إمكانية تنمية علاقاتها السياسية والاقتصادية بمختلف دول المنطقة لتصبح بالتالي لاعب أساسي ومهم على خارطة الشرق الأوسط ومن ثم العالم،لذلك فنجاحها في صيانة وحدة الأراضي السورية وسيادة الدولة السورية عليها مهمة أولية لها تتقدم على ما عداها من أولويات.
نخلص إلى أنه ليس من مصلحة روسيا تمدد تركيا في الشمال السوري لما في ذلك من هزيمة لأهدافها هناك، فمثل هذه الهزيمة قد تؤدي إلى مواجهة عسكرية واشتباك مع تركيا التي لن يدعمها حلف الناتو في هذه الحال مثلما تلكىء عن دعمها في أزمتها الأولى مع روسيا بعد أن قامت بإسقاط الطائرة الحربية الروسية.
هذا ومن المحتمل أيضاً أن تقوم بمحاربة تركيا بالواسطة عن طريق الجيش السوري والعديد من حلفائه ومنهم في هذه الحالة الأكراد.
٣) بالنسبة إلى إيران..
أستطيع أن أقول براحة أن إيران وافقت منذ زمن على دور محدود ولكن مهم في سوريا _يتلخص ببعض النفوذ وعلاقات جيدة وصلة وصل لها الي لبنان وذلك كله ليكن لها دور في صنع القرار _ وذلك حين سعت لاستقدام المساعدة العسكرية الروسية ومن ثم اتفاقها مع تركيا وروسيا على إدارة الأزمة هناك ولقد بذلت إيران في سبيل هذا الدور الأرواح والمال وبالتالي لن توافق على احتلال تركي للشمال يحرمهامن هذا الدور بكل الوسائل باستثناء الاشتباك المباشر مع تركيا.
٤) بالنسبة إلى تركيا..
قامت تركيا ولا تزال بدور مركزي في الحرب الدولية في سوريا سواء عن طريق إنعاش الحركة الأصولية الإسلامية بإممدادها بكل ما هي بحاجة إليه للنجاح بهدف الركوب على ظهرها لتمدد نفوذها السياسي والاقتصادي والعسكري مما يهيئ لها القيام بدور مركزي في شؤون المنطقة وبالتالي العالم، لأهمية المنطقة ا لإستراتيجية والبترولية والاقتصادية ، ناهيك عن أن السيطرة على آبار البترول والغاز التي تنقصها تكتمل بها كل العناصر الاقتصادية لتضع قدمها على طريق الدول العظمى.
ولكن صدق الشاعر حين قال..
ما كل ما يشتهي المرء يدركه..تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
فسوريا صمدت..وشعبها صمد..والتدخل الروسي ومن ثم الأمريكي والدولي وتغير القوى المسيطرة على الارض غير المعادلة لتنتقل تركيا من المعسكر المهاجم ( الأمريكي- الإسرائيلي_ السعودي والرجعي) إلى شبه مركز الحياد عن طريق التفاهم مع روسيا وإيران،فمصلحة تركيا القومية العليا تقضي بعدم قيام أي كيان مستقل للأكراد لما في ذلك من تهديد لوحدة أراضيها في جنوبها الشرقي،فمعركة تركيا في هذا الخصوص،معركة حياة أو موت.
٥) بالنسبة إلى إسرائيل..
لقد حققت اسرائيل من وراء الحرب السورية الداخلية أهداف هامة جدا وتتلخص في أنها _لطول مدتها وشراستها وبربريتها ودمويتها_ عمقت الأحقاد بين السنة والشيعة، تلك الأحقاد التي ستصاحب المنطقة لأجيال والتي يمكن استغلالها بشكل أو بآخر لإعاقة تقدم المنطقة بشكل عام، بالإضافة الى دمار سوريا الاقتصادي والمالي وإرهاق شعبها وبالتالي جيشها ليكفر بالحرب واسبابها ونتائجها تجاه أي جهة كانت في المرحلة المنظورة على أقل تقدير.
إلا أن إسرائيل خسرت الكثير على المستوى الاستراتيجي..وذلك عن طريق فشلها في إنشاء كيان كردي مستقل أو شبه مستقل وتقسيم سوريا إلى دويلات مذهبية،وكذلك في الحد من سطوتها وطموحها اللامحدود في السيطرة على المنطقة أو السيطرة على صناعة القرار فيها ،فالتواجد الروسي_ اتفقتا أو اختلفنا عليه_ حدد ذلك التطلع والى فترة من الزمان.
إن الحرب أدت إلى نتائج جانبية هامة لا ترغب بها اسرائيل، وهي قيام الدول المحيطة بالتسلح لأسنانها ومنها سوريا ولبنان( ممثلا بحزب الله)،العراق،ايران وتركيا وكسب الخبرات العسكرية المهمة من ورائها، هذا إذا استثنينا السعودية ودول الخليج ايضا،والتي لا تضمن إسرائيل إلى أي إتجاه ستتوجه في حال تغير الظروف اوالحكام،كما وأن الموقف الإسرائيلي سيتحجم أيضاً بانسحاب الولايات المتحدة من المعركة في سوريا، فاجندة ترامب لا تتوافق مع أجندة اسرائيل والحركة الصهيونية العالمية أو مصالحهما في الشرق الأوسط والعالم،وهذا موضوع بحاجة إلى مقال مستقل.
أما بالنسبة إلى باقي اللاعبين وأقصد السعودية والخليج وأوروبا فلقد أقروا بفشل مخططهم وبالتالي يبدون الأن على الحياد إن لم ازد بالقول بأنهم مع سوريا في حال نزاعها مع الاتراك.
فماذا من المتوقع أن يحدث على صؤ الأوضاع والمواقف التي ذكرتها أعلاه..!!؟؟
ابتدأ أشير إلى أن التفاهم أو شبه التحالف بين روسيا وتركيا وإيران هو تحالف استراتيجي لما يتضمنه من مصالح امنيةو سياسية واقتصادية ومالية للأطراف الثلاثة وذلك من منظور اليوم وما يحمله المستقبل من أهمية وتنامي أسواق الشرق الأوسط وآسيا،فالدول الثلاثة لا ترغب في اشتباكات مسلحة بينها لعدم جدواها بالنسبة إلى مصالحهم العليا وما تحمله لهم من دمار لذا أرجح تفهمها بشكل أو بآخر على النزاع.
إن حدود سايكس وبيكو للأسف،حدود وجدت لتبقي ،فوحدة الأجزاء مرفوضة أما تقسيمها مقبول مع ملاحظة أن هذه الحدود رسمت المنطقة بما فيها الحدود السورية التركية بعد هزيمة تركيا في الحرب العالمية الثانية،لذا لا توجد أية مصلحة للدول الكبرى ولا لدول المنطقة بما فيها دولة الاحتلال في مباركة الاجتاح التركي للشمال السوري وبالتالي ستلتف جميعها لهزيمة اوردوجان.
لقد أثبت اوردوجان أنه سياسي محنك وبارع فهو بالإضافة إلى حكم تركيا للعدد الطويل من السنوات نشل تركيا من أوضاع اقتصادية ومالية سيئة الى أوضاع مقبولة وأفضل بكثير عما كانت عليه قبله الحال، وهو الذي أخرجها من تابع للولايات المتحدة إلى دولة تملك قرارها المستقل بشكل عام،لذا لا اعتقد بأنه سيقوم بارتكاب حماقة غزو الشمال،الا أن الإنسان غرورا أو في بعض الأحيان غباء يقوم بارتكاب ما هو قاتل من تصرفات وأخطاء.
إن الشمال السوري لسوريا وهي التي ستملىء بشكل أو بآخر الفراغ،
مع ملاحظة أن كل هذا قد يحدث إذا تم بالفعل إنسحاب القوات الأمريكية والتي بدأت الشكوك تدور حولها مع بداية بوادر التأجيل التي ظهرت في الأفق أمس جراء ضغط اسرائيل والقوي الداعمة لها على ترامب..ففترة الإنسحاب بعدما كانت على الفور أو خلال ٣٠ الى ٦٠ يوم أصبحت أربعة أشهر أو أكثر اليوم.
غسان دلل.
فماذا ينتظرنا هناك من أحداث..!؟؟
هل ستقوم تركيا باجتياح الشمال..؟
هل ستنسحب ام ستبقي القوات الفرنسية حسب الادعاء..!؟
أم سيقوم الجيش السوري بملىء الفراغ وافق ام لم يوافق على ذلك الأكراد..؟
أسئلة من الصعب الإجابة عليها دون أن نبحث في علاقات القوى المؤثرة على مسرح الأحداث ومصالحها الاستراتيجية هناك مأخوذا بعين الاعتبار المخاطر التي تحيط بأي
تحركات عسكرية ميدانية دون تفاهم تلك الأطراف..
إن اطراف المعادلة الأهم الأن هم .. سوريا ...وروسيا.. إيران.. تركيا وإسرائيل.. وأوروبا بالتبعية..
١) بالنسبة إلى سوريا ..
إن الشمال السوري جزء لا يتجزأ من سوريا وسكانه مواطنون سورين وبالتالي ستقوم بأي عمل أو نشاط مع ما يستتبع ذلك من تضحيات لاستعادة ذلك الجزء الحيوي والمهم بترولا وزراعة وجغرافيا واقتصاد، إلا أن سوريا للأسف أو لما هو خير لا تملك حرية القرار بسبب اعتمادها العسكري الكلي على روسيا من حيث العتاد والسلاح وكذلك بسبب التعقيدات الدولية التي لازمت الأزمة منذ بداياتها للأن بالإضافة الى أن أي اشتباك مسلح مع أي دولة قد يجر روسيا مباشرة إلى ساحة الحرب وقد تضطر إيران لتحمل المزيد من المسؤليات.
٢) بالنسبة إلى روسيا..
إن التواجد الروسي في سوريا هو تواجد استراتيجي هام لتعلقه بمحاربة التطرف الأصولي الاسلامي الذي في حال نجاحه باي صورة قد يهدد وحدة روسيا بسب خطورة امتداده إلى المناطق الإسلامية فيها مثلما حدث ولمرتين في حرب الشيشان،كما وأنها تقبع الآن مباشرة بالقرب من دولة الاحتلال الإسرائيلي مما يشكل بحد ذاته_ بالضغط على إسرائيل ضغطا على الإدارة الأمريكية_ حينما تجد ذلك مناسبا بالإضافة إلى إمكانية تنمية علاقاتها السياسية والاقتصادية بمختلف دول المنطقة لتصبح بالتالي لاعب أساسي ومهم على خارطة الشرق الأوسط ومن ثم العالم،لذلك فنجاحها في صيانة وحدة الأراضي السورية وسيادة الدولة السورية عليها مهمة أولية لها تتقدم على ما عداها من أولويات.
نخلص إلى أنه ليس من مصلحة روسيا تمدد تركيا في الشمال السوري لما في ذلك من هزيمة لأهدافها هناك، فمثل هذه الهزيمة قد تؤدي إلى مواجهة عسكرية واشتباك مع تركيا التي لن يدعمها حلف الناتو في هذه الحال مثلما تلكىء عن دعمها في أزمتها الأولى مع روسيا بعد أن قامت بإسقاط الطائرة الحربية الروسية.
هذا ومن المحتمل أيضاً أن تقوم بمحاربة تركيا بالواسطة عن طريق الجيش السوري والعديد من حلفائه ومنهم في هذه الحالة الأكراد.
٣) بالنسبة إلى إيران..
أستطيع أن أقول براحة أن إيران وافقت منذ زمن على دور محدود ولكن مهم في سوريا _يتلخص ببعض النفوذ وعلاقات جيدة وصلة وصل لها الي لبنان وذلك كله ليكن لها دور في صنع القرار _ وذلك حين سعت لاستقدام المساعدة العسكرية الروسية ومن ثم اتفاقها مع تركيا وروسيا على إدارة الأزمة هناك ولقد بذلت إيران في سبيل هذا الدور الأرواح والمال وبالتالي لن توافق على احتلال تركي للشمال يحرمهامن هذا الدور بكل الوسائل باستثناء الاشتباك المباشر مع تركيا.
٤) بالنسبة إلى تركيا..
قامت تركيا ولا تزال بدور مركزي في الحرب الدولية في سوريا سواء عن طريق إنعاش الحركة الأصولية الإسلامية بإممدادها بكل ما هي بحاجة إليه للنجاح بهدف الركوب على ظهرها لتمدد نفوذها السياسي والاقتصادي والعسكري مما يهيئ لها القيام بدور مركزي في شؤون المنطقة وبالتالي العالم، لأهمية المنطقة ا لإستراتيجية والبترولية والاقتصادية ، ناهيك عن أن السيطرة على آبار البترول والغاز التي تنقصها تكتمل بها كل العناصر الاقتصادية لتضع قدمها على طريق الدول العظمى.
ولكن صدق الشاعر حين قال..
ما كل ما يشتهي المرء يدركه..تجري الرياح بما لا تشتهي السفن.
فسوريا صمدت..وشعبها صمد..والتدخل الروسي ومن ثم الأمريكي والدولي وتغير القوى المسيطرة على الارض غير المعادلة لتنتقل تركيا من المعسكر المهاجم ( الأمريكي- الإسرائيلي_ السعودي والرجعي) إلى شبه مركز الحياد عن طريق التفاهم مع روسيا وإيران،فمصلحة تركيا القومية العليا تقضي بعدم قيام أي كيان مستقل للأكراد لما في ذلك من تهديد لوحدة أراضيها في جنوبها الشرقي،فمعركة تركيا في هذا الخصوص،معركة حياة أو موت.
٥) بالنسبة إلى إسرائيل..
لقد حققت اسرائيل من وراء الحرب السورية الداخلية أهداف هامة جدا وتتلخص في أنها _لطول مدتها وشراستها وبربريتها ودمويتها_ عمقت الأحقاد بين السنة والشيعة، تلك الأحقاد التي ستصاحب المنطقة لأجيال والتي يمكن استغلالها بشكل أو بآخر لإعاقة تقدم المنطقة بشكل عام، بالإضافة الى دمار سوريا الاقتصادي والمالي وإرهاق شعبها وبالتالي جيشها ليكفر بالحرب واسبابها ونتائجها تجاه أي جهة كانت في المرحلة المنظورة على أقل تقدير.
إلا أن إسرائيل خسرت الكثير على المستوى الاستراتيجي..وذلك عن طريق فشلها في إنشاء كيان كردي مستقل أو شبه مستقل وتقسيم سوريا إلى دويلات مذهبية،وكذلك في الحد من سطوتها وطموحها اللامحدود في السيطرة على المنطقة أو السيطرة على صناعة القرار فيها ،فالتواجد الروسي_ اتفقتا أو اختلفنا عليه_ حدد ذلك التطلع والى فترة من الزمان.
إن الحرب أدت إلى نتائج جانبية هامة لا ترغب بها اسرائيل، وهي قيام الدول المحيطة بالتسلح لأسنانها ومنها سوريا ولبنان( ممثلا بحزب الله)،العراق،ايران وتركيا وكسب الخبرات العسكرية المهمة من ورائها، هذا إذا استثنينا السعودية ودول الخليج ايضا،والتي لا تضمن إسرائيل إلى أي إتجاه ستتوجه في حال تغير الظروف اوالحكام،كما وأن الموقف الإسرائيلي سيتحجم أيضاً بانسحاب الولايات المتحدة من المعركة في سوريا، فاجندة ترامب لا تتوافق مع أجندة اسرائيل والحركة الصهيونية العالمية أو مصالحهما في الشرق الأوسط والعالم،وهذا موضوع بحاجة إلى مقال مستقل.
أما بالنسبة إلى باقي اللاعبين وأقصد السعودية والخليج وأوروبا فلقد أقروا بفشل مخططهم وبالتالي يبدون الأن على الحياد إن لم ازد بالقول بأنهم مع سوريا في حال نزاعها مع الاتراك.
فماذا من المتوقع أن يحدث على صؤ الأوضاع والمواقف التي ذكرتها أعلاه..!!؟؟
ابتدأ أشير إلى أن التفاهم أو شبه التحالف بين روسيا وتركيا وإيران هو تحالف استراتيجي لما يتضمنه من مصالح امنيةو سياسية واقتصادية ومالية للأطراف الثلاثة وذلك من منظور اليوم وما يحمله المستقبل من أهمية وتنامي أسواق الشرق الأوسط وآسيا،فالدول الثلاثة لا ترغب في اشتباكات مسلحة بينها لعدم جدواها بالنسبة إلى مصالحهم العليا وما تحمله لهم من دمار لذا أرجح تفهمها بشكل أو بآخر على النزاع.
إن حدود سايكس وبيكو للأسف،حدود وجدت لتبقي ،فوحدة الأجزاء مرفوضة أما تقسيمها مقبول مع ملاحظة أن هذه الحدود رسمت المنطقة بما فيها الحدود السورية التركية بعد هزيمة تركيا في الحرب العالمية الثانية،لذا لا توجد أية مصلحة للدول الكبرى ولا لدول المنطقة بما فيها دولة الاحتلال في مباركة الاجتاح التركي للشمال السوري وبالتالي ستلتف جميعها لهزيمة اوردوجان.
لقد أثبت اوردوجان أنه سياسي محنك وبارع فهو بالإضافة إلى حكم تركيا للعدد الطويل من السنوات نشل تركيا من أوضاع اقتصادية ومالية سيئة الى أوضاع مقبولة وأفضل بكثير عما كانت عليه قبله الحال، وهو الذي أخرجها من تابع للولايات المتحدة إلى دولة تملك قرارها المستقل بشكل عام،لذا لا اعتقد بأنه سيقوم بارتكاب حماقة غزو الشمال،الا أن الإنسان غرورا أو في بعض الأحيان غباء يقوم بارتكاب ما هو قاتل من تصرفات وأخطاء.
إن الشمال السوري لسوريا وهي التي ستملىء بشكل أو بآخر الفراغ،
مع ملاحظة أن كل هذا قد يحدث إذا تم بالفعل إنسحاب القوات الأمريكية والتي بدأت الشكوك تدور حولها مع بداية بوادر التأجيل التي ظهرت في الأفق أمس جراء ضغط اسرائيل والقوي الداعمة لها على ترامب..ففترة الإنسحاب بعدما كانت على الفور أو خلال ٣٠ الى ٦٠ يوم أصبحت أربعة أشهر أو أكثر اليوم.
غسان دلل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق