الجمعة، 4 يناير 2019

الإيمان والاعتقاد الجازم بوجود خالق واحد /الكانب محمد الدكروري

الإيمان والاعتقاد الجازم بوجود خالقٍ واحدٍ 
بقلم / محمــــــد الدكــــــرورى 
الإسلام دين التَّوحيد، فالإيمان والاعتقاد الجازم بوجود خالقٍ واحدٍ مدّبرٍ لهذا العالم؛ يجعل منه ديناً تقبله العقول المُفكِّرة؛ فالإسلام يُنظِّم الحياة البشريّة في أيّ مجتمعٍ في مختلف الميادين الاقتصاديّة، والسِّياسيّة، والثَّقافيّة، والإجتماعيّة وجاء الإسلام ليكون خاتمة الأديان السّماويّة؛ فجاء بتعاليم سمحةٍ وقابلةٍ للتّطبيق في أيّ زمانٍ ومكانٍ على المجتمعات العربيّة وغير العربيّة، فأولى الإسلام في تعاليمه ومبادئه اهتماماً كبيراً بالمجتمع وقبله الأُسرة؛ فمجموع الأُسر الصّالحة هو مجتمعٌ صالحٌ قادرٌ على مواجهة التَّحديات الدَّاخليّة والخارجيّة والإسلام وبناء المجتمع فقد ركزّ الإسلام في بناء المجتمع المُسلم على الفرد المسلم أولًا ثُم الأُسرة، ثُمّ المجتمع، وبنى علاقاتٍ تبادليّةٍ بين هؤلاء الأطراف؛ فجعل لكلّ واحدٍ منهم حقوقٌ وواجباتٌ من خلال: تأكيد روح التّساوي والأخوة بين المسلمين، فالإسلام يُنكر وينهى عن العصبيّة والفوارق على أساس العِرق واللَّون والنّسب التي تُدمر المجتمع، وجعل معيار التّفاضل بالتّقوى والصّلاح، قال تعالى:"إنّ أكرمكم عند الله أتقاكم" والإسلام يسعى إلى تنظيم المجتمع من خلال تنظيم حياة الفرد المُسلم، والعنصر الرئيسيّ في ذلك هو تنظيم الوقت واستغلاله في العمل والعبادة ومساعدة الآخرين وفعل الخير ودعوة الإسلام إلى العمل وترك الكسل والتّواكل؛ فالمجتمع يُبنى بالعمل الدَّؤوب المنتظم في مؤسساتٍ وأعمالٍ فرديّةٍ، كي تعود بالنّفع على الفرد المسلم وعائلته فيلبون احتياجاتهم الخاصّة، كما بالعمل تُقللّ الأعباء الواقعة على كاهل المجتمع نتيجة البطالة وارتفاع معدّل الفقر وبالتالي الجريمة والانحراف السُّلوكيّ والأخلاقيّ والإسلام يدعو كافّة أبناء المجتمع المسلم في مختلف الأعمار إلى طلب العلم والتَّطور والبحث العلميّ في كافّة المجالات؛ فالإسلام دين العلم والنُّور والهداية، فالمسلمون كانوا في القرون الوسطى مشاعل العلم في مختلف العلوم العصريّة؛ فبرز العديد من العلماء الأجلاء كابن الهيثم، والبيروني، وابن سينا وغيرهم وحددّ الإسلام مواثيق هامّة في المجتمع أهمها ميثاق الزَّواج ليكون الإطار الشّرعيّ لعلاقة الرَّجل بالمرأة، ثُمّ حددّ حقوقاً وواجبات كُلِّ طرفٍ، ثُمّ حددّ حقوق الأبناء على والديهم وبالعكس؛ وكلُّ ذلك لبناء الأُسرة الصّالحة العفيفة الشّرعيّة التي يسودها الحب والسّكينة؛ فتكون قادرةً على تنشئة الأبناء تنشئةً صالحةً ممّا ينعكس أثرها على المجتمع وحددّ الإسلام وبشكلٍ دقيق طبيعة العلاقات بين النّاس وحقّ كلِّ فردٍ وواجبه؛ فحددّ أحكام البيوع والتجارة والزواج والطلاق، وأحكام الجوار، وأحكام القضاء، والقَصاص، والعقوبات، وأحكام الحاكم والمحكوم وندب الإسلام الشّباب وأصحاب الأموال إلى المساهمة في بناء المجتمع من خلال العمل الخيريّ والتَّطوعيّ، سواءً بالعمل الميدانيّ، وتقديم العون للنّاس أو بدفع الصّدقات والتّبرعات النَّقديّة والعينيّة لمن يُساهم في إفادة المجتمع منها.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...