..قصيدة أم الشهيد.. من ديوان واحة الغروب.. رقم..32..
حواء
آرأيت السماء غاضبة
أمطارها تنسال علي الطرقات جمرات حارقة
كما بكاء العين
آرأيت الأرض ثائرة
و الزلازل غاضبة
و الطبيعة تئن
أرأيت البراكين تثور تحرق الأخضر
و اليابس
و الكون إلي الفناء يحن
آرأيت النيازك
و الأفلاك حائرة
و الشمس في كسوف مظلمة
و القمر في خسوف مستتر خلف الضباب
لا تراه العين
أم الشيهد تسير في موكب عظيم
و الدمع يزرف مثل المطر من كل عين
قابلتها صدفة
سألتها ما خطب قلبك باك
و الفؤاد يئن
كانت تبكي
و تتنهد مثل طفل فقد الوالدين
كانت فاقدة الوعي تائهة
قلبها باك يئن
غافلتها
حاولت أن أمسح علي وجنها أول دمعتين
قد مزقت قلبي
و الدمع يجرح وجنها يزرف مثل المطر من كل عين
أم الشهيد قد أخرجت من صدرها صورة ولدها
كانت تجلس علي اليسار
و الشهيد يجلس علي اليمين قرير العين
الدمعة سالت من عيني
رأيتها تنزف علي وجنها تنسال مثل المطر من كل عين
و شعرت أني ولدها
و في صدري هاج الصراخ
و شعرت أني إليها أحن
سكنت بين شغاف قلبي
أحتضنتها ما ببن الزراعين
هم أحرقوا قلبها علي ولدها
مات الشهيد
كانت تصيح علي الملا أبني الشهيد مات
فلذة كبدي
و قرة العين
كن لي أنت المعين يا مالك هذا الكون
قد آلمتني بدمعها
و بكاؤها علي ولدها
كان حصاد عمرها
فقدت بصرها
و نور العين
تبت يداهم هم ظالمين خارجين عن كل دين
قتل الأرهاب ولدها
و سكن قلبها البين
و الجرح في قلبي سكن
هم أحرقوا قلبها
زرعوا بأحشاؤها بذور الحزن
قد صار قلبي ينتفض
و ما دريت
أنني بين أحضانها مثل طفل
و الدمع يزرف من كل عين
آدم
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------
المجد للشهداء
-----------------------------------------------------------------------------------------------------------
حقوق الطبع و النشر محفوظة برقم إيداع ديوان واحة الغروب
بقلم الشاعر : عاطف فؤاد :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق