ما للجوانح إن خطرت للحظة
طارت إليك كغيمة تتنقل ؟
بالأمس ما كانت تطير صبابة
كلا ، ولا كانت بفيء تحفل
واليوم نيران تؤججها النوى
وحرائق تذكي الحنين وتشعل
وأنا هنا وسط الحرائق أرتمي
لا غيم يهمي ، لا سحابة تهطل
أزرت بنا الأيام ما تركت لنا
غصنا به سرب الحمائم يهدل
ذبلت خمائلنا التي كم أينعت
ومضى الربيع وما تغنى البلبل
أفلت نجوم العمر قبل أوانها
وبكى الضفاف الهاربات الجدول
ما كان ظني أن سيتركني الشذا
لمواجعي ، ومواسمي تتبدل !
أنا ذلك الحسون بات مؤرقا
والليل ملتحفا بحزنه ، يقبل
لا تتركي الأفياء ظامئة فلا
غيم هنا يروي الغليل ..ويهطل ! (مضى الربيع !)
البشير المشرقي.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق