{ تاه الطَّريقُ }
لا تكشِفنَّ من الأسرارِ خافيةً
قد تندمنَّ ويأتي من يُجرِّمُكَ
في حينها قد يموتُ القلبُ من كّمّدٍ
أمَّا العيونُ فكم غمزٍ يُؤلِّمُك
فاحرصْ عليها وقلْ للعُمرِ يحفظُها
نعمَ الوفاءُ نديمٌ لا يُحطِّمُك
قولُ الأمينِ رسولُ الله قُدوتُنا
سرُّ المودةِ لا تّفشيه يكتُمُك
من أعظمِ الذَّنبِ لو تُفضي رسائِلَه
بين الأنامِ ترى همسا يُلوِّمُك
تمشي وحيدا عن الأنظارِ مُختفيا
أنت المُلامُ ودمعُ العين يسأمُك
إيَّاك يوما ترى للسرِّ حافِظةً
الصدرُ بيتٌ إلى الأسرارِ يرحمُك
أمَّا إذا ما فتحتَ البابَ وارتصَدت
أهلُ البلاء حديثا كان يُرغِمُك
يفنى الجميلُ ولا يُبنى له أملٌ
لمَّا تعنَّى بدا في الوعرِ مرسمُك
تاه الطَّريقُ وهذا الوحلُ أتعبَه
ساقَ الأنينَ ونزفُ الآهِ يحكمُك
================= عبدالرزاق الرواشدة \ البحر البسيط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق