يومُ الحساب
مرقَ الزمانُ كضحوةٍ ، قمرٍ غفا
وتسارعت خطواتُه: كَدَرٌ صفا
وتأرجحتْ بشبابِها وكهولةٍ
غزتِ الشبابَ بشيبِها فتأففا
وتشابكت ْطُرُقُ الحياةِ بوردها
وبشوكِ درْبِ مروجِها حَفَرَ الوَفا
وتعانقَ ومشيبُهها عَبَقُ الذي
مسحَ الدروبَ بحبِّهِ وتعفَّفا
أفيا دُروبَ شبابيَ أزفَ النوى
بنشوةٍ ، فتمايلَ و تعرَّفا
بشعارِهِ رسمَ الخُطى ، وبدائهِ
غمرَ الفؤادَ وأرجلاً وتَطَرَّفا
وغدوتُ أعرفُ أنني متناقصٌ
بزمانيَ ، وبطلعتي ، عوزي طفا
وأريجُ زهريَ قد طوتهُ مدامِعي
وتأرجحتْ قسماتُهُ: مرضٌ ،شِفا
وتمايلتْ بحميةٍ وبتؤدةٍ
نخرتْ جدارَ بنائيَ نظري اكتفى
وغدوتُ أحلُمُ بالنهى وبجنَّةٍ
عرضتْ إليَّ بخاطري وتَشَـرُّفا
ولهيبُ نارِ جهنمَ هربتْ فلا
صَخَبٌ يُخيفُ جنابيَ نَفَسـي غفا
فعلمتُ أنَّ إلهيَ غفرَ الذي
علِمَ وأخفى عنِ العيونِ تلَطُّفا
فعنائيَ وبقاءُ دينيَ واقفاً
وعلى ضفافِ غِوايَةٍ قطعَ الجفا
ففؤاديَ غُمِرَ بحُبِّ محمدٍ
فتطايرتْ خَنَساتُها ، قدمي نفى
فتأدُّبي ، شطحاتيَ وترقبي
نصبُ الخلائقِ تستبيحُ تكَفُّفا
ذهبتْ ملوكُ زمانِها وتسمَّرتْ
بدموعها سقتِ الخدودَ وأسرفا
وتجاوزتْ سُحُبُ الرعيةِ أبلَغَتْ
بسؤالِها ، ثَقُلَ القفا
ركضتْ تسيحُ إلى شفيعِ مقامِنا
بخشوعها وتذللٍ فتَشَـرَّفَا
بدأَ الحسابُ فكان عفوُكَ رافعي
صدقتْ ظُنونُ فؤاديَ فتوقَّفا
فُتحتْ لهُ غُرَفُ الجنانِ وأبصَـرَتْ
نِعَمَ الكريمِ فأجزلَ وتَعَطَّفا
شحدة خليل العالول
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق