عقوق
..........
يا بحْرُ مالكَ هادراً وتنادي
جارَ الزمانُ وعقَّني أولادي
ما كنتُ أعلمُ أنَّ دهري ظالمٌ
حتّى رأيتُ تهافتُ الأحقادِ
إنِّي أنا الوطنُ المسجّى مرهقاً
مِمَّا أعاني مِنْ ظمى الأكبادِ
تركوا صقيعَ الجوعِ ينخرُ معدتي
وجراحُ قلبي بالعراءِ تنادي
أينَ الَّذينَ تعبتُ في إسعادهمْ
وسقيتهمْ من خافقي وودادي
أينَ الَّذينَ زرعتُ أرضيْ حنطةً
كي لا يجوعوا حيثُ شُحُ الزادِ
والسلسبيل من العيون تدفقت
كي يشربوا وتسَلَّقوا أوتادي
شبُّو وشابَ الرأسَ مني عنوةً
صاروا قساةً وانحنتْ أعوادي
حتى إذا حطَّ الغزاةُ بمفرقي
سهمَ المذلَّةِ في صميمِ فؤادي
فَرُّوا وقالوا فليمتْ ما هَمَّنا
وَدَعُوهُ مرميَّاً معَ. الأصفادِ
فلتضحكواما شِئْتُمُ فمصيركمْ
نحْوَ المذلَّةِ تلبسونَ سوادي
هذاهوالوطنُ الجريحُ مضرَّجاً
مِنْ غَدْرِ أهلٍ أنكروا وأعادي
سيجيءُ يوماً تنهشونَ اصابعاً
تركتْهُ ملقىً خلفَ ذاكَ الوادي
لا تامنوا غدرَ الزمانِ وضيمهِ
صبراً فإنَّ اللهَ بالمرصادِ
************************
ابو مظفر العموري
رمضان الأحمد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق