الأحد، 20 يناير 2019

عميد اللغة العربية طه حسين /إعداد الكاتب عماد كورشى

حينما نتحدثُ عن الرواية العربية بشكلها الحديث، لعلَّ أول من يتبادر إلى ذهننا عميدُ الأدب العربي «طه حسين» المبدع الذي ساهم بنقل الأدب العربي إلى مرحلةٍ جديدة من الانفتاح والمزج بين الثقافات الشرقية والغربية. 
و مع سيرته الذاتية الغنية بالكتب والروايات المميزة والتي لا تخلو من الأحداث المثيرة للجدل، فإن للحديث عن السيرة الذاتية لرائد هذا المجال يحتاج إلى مقالات ومقالات...
|
|
|
|
|
|
|

"ويل لطالب العلم إن رضي عن نفسه"! 

في قرية صغيرة تُدعى الكيلو القريبة من مدينة مغاغة التابعة لمحافظة المنيا، وُلد طه حسين في 15 تشرين الثاني 1889، في أسرة كبيرة مؤلفة من أحد عشرة طفلاً لأب موظفٍ في شركة السكر. لم تكن طفولة حسين لتعتبر بالمثالية، وخاصة بعد ما فقد بصره في الرابعة من عمره كنتيجةٍ لمرض أصابه، و زاد عليه الطب الشعبي الخاطئ! 

بدأ الدراسة في جامع القرية (الكتّاب) ليكتسبَ أساسيات الحساب والعلوم الدينية. دخل طه حسين الأزهر عام 1902 ليتخصص في علوم اللغة العربية، ولكنه أثار زوبعةً كبيرة نتيجة لانتقاداته الصريحة لنظام التعليم القديم في الأزهر. وعندما تم افتتاحُ الجامعة المصرية عام 1908 انتقل طه للدراسة فيها، فدرس العلوم العصرية والحضارة الإسلامية و عدداً من اللغات، و قدَّم رسالته الدكتوراه عام 1914، والتي تعلقت بالفيلسوف السوري الكفيف «أبو العلاء المعري»، و تمت مهاجمته بسببها في الأوساط العامة بسبب ما حملته من أفكارٍ و التي اُعتبرت مخالفة للكثير من التقاليد والمبادئ الدينية. 

وفي عام 1916، تم إيفاده من الجامعة المصرية إلى فرنسا، فبدأ في مونبيلييه وتابع الدراسة في باريس ليحصلَ على الدكتوراه الثانية عن أطروحته «الفلسفة الاجتماعية عند ابن خلدون». وخلال وجوده في فرنسا قام بتوظيف طالبة فرنسية شابة تُدعى «سوزان بريسو» لتكونَ مساعدةِ له و قارئة للكتب، فكان لها دور كبير في تعريف حسين بالثقافة الغربية بشكل أكبر من خلال القراءة من جهة وتزويده بالكتب المكتوبة بطريقة «بريل» لتصبح فيما بعد شريكة حياته ولينجبا طفليهما «أمينة» و«مؤنس». 

العودة إلى مصر... 

بعد حصوله على شهادة الدكتوراه عاد حسين إلى مصر عام 1919، ليصبحَ مُحاضراً بالتاريخ القديم في الجامعة المصرية. وعندما تم تأميم الجامعة في عام 1925، تم تعيينه كأستاذٍ في قسم الأدب العربي، وثم عُيِّن كعميد لكلية الآداب ليكون أول مصري يشغلُ هذ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...