قصة قصيرة
<< الصدمة >>
شاب مشرئب الطول ,قمحي الوجه , ممتليء الجسد , الابتسامة لا تفارق ثغره , ,في طيات قلبة الطيبة , نقي السريرة , ناصع القلب ,متواضع ,كريم الخلق ,مرح , مع الصغار تراه طفلا .. ولطيف مع النساء كأنه شاعر رومنسي.. ومع الرجال تراه الرجل الواثق من نفسه , ومع المسنين يكون الفيلسوف و الحكيم , والشيخ الوقور ,متدين... يحفظ بعض الايات والقصص الدينية ..هكذا كانت صفاته محبوب من الجميع يمتلك روح الشباب وحكمة الشيوخ ...وبراءة الاطفال ورقة النساء ..
بعد أعوام مضت تخرج <غ .م >من كلية الطب وراح يمارس مهنته كطبيب عين في إحدى المشافي العامة كان كل صباح يقوم بعمله المعتاد من مشاهدة المرضى والقيام بالجولات الصباحية على غرف المرضى ويكتسب خبرات جديدة مما يشاهده ويسمعه من رئيس ا لشعبة, ومما يرويه زملائه الاقدم في العمل والممارسة ’ ومما تعلمه من المرضى الذين مر عليهم ,,,,
بعد مضي عدة أشهرفي عمله المعتاد في المشفى ... ذات صباح قال له رئيس الشعبة < دكتور.غ .م.>هناك في الغرفة رقم 6 مريض يدعى< و.م >لديه كسر في الساق الايسر إذهب وافحص لنا المريض وتحرى عن وضعه الصحي وزودنا بأقتراحاتك المناسبة حول خطة العلاج .....
تلقى الطلب من رئيسه برحابة الصدر وهو الواثق من نفسه وانطلق بسرعة نحو المصعد نزل في الطابق الرابع وتوجه نحو الغرفة المذكورة والابتسامة التي لا تغادر وجهه كانت أكبر من المعتاد , طرق الباب ودخل بهدوء وألقى تحية الصباح على نزلاء الغرفة من مرضى عرف عن نفسه , ثم توجه نحو المريض قال للمريض وهو يبتسم بلهجة العارف والواثق من نفسه قبل ان يرفع الغطاء الابيض عن اطراف المريض قال وهو يبتسم أرى ان وضعك جيد طالما ان رجلك اليمنى سليمة وكسر الساق لن يعيقك عن المشي .و..كان يتكلم بهذه الكلمات وهو ينظر في عيني المريض القلقة صمت عن الكلام فجأة لقد أرعبه وجه المريض الغاضب مع أن كلام الطبيب يمنح التفاؤل ويقوي العزيمة .....صرخ المريض بصوت غاضب كيف ,,,أي رجل سليمة يادكتور ما.ذا وأجهش بالبكاء ....
ذهل الطبيب من نوبة الغضب التي اعتلت وجه المريض .. قال الطبيب بهدوء وهو يبتسم ويربت بيده على كتف المريض هدء من روعك ياصديقي سنرى ورفع الغطاء عن طرفي المريض ...وكانت الصدمة التي لم يحسب لها أي حساب والدهشة التي استنفرت لها كل الحواس غمرت وجه الطبيب بالحيرة وسلبت الابتسامة عن وجهه وانتزعتها عنوة عن ثغره الموقف محرج زعزع الثقة في قرارة النفس....لم يكن تحت الغطاء سوى الطرف الأيسر
بقلم غسان أبو شقير
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق