الأربعاء، 19 ديسمبر 2018

المرأة وحقوقها بالحرية /إعداد الكاتب والباحث قاسم المجالي

المرأة وحقوقها في الحرية

   الحرية إذا فهمت على حقيقتها وفهمت علاقة الإنسان بها، فلسوف يتضح حينئذ أن هذه المزية التي متع الله الإنسان بها ،ضمن حدود وقيود ، مزية مشتركة في الكم والكيف بين الرجل والمرأة ، ولسوف يتضح أيضا أن هذه المزية لا تتجزأ مع تجزء الأنشطة أو المصالح الإنسانية ، فلا فرق في الحرية التي يتمتع بها الإنسان بين أن يمارسها في نشاط سياسي أو إقتصادي أو إجتماعي . المهم أن نعلم من حيث المبدأ مدى الحرية التي يقر بها الشارع للإنسان في التعامل مع العالم المحيط به من حيث سائر الانظمة والانشطة التي تتجلى فيه.
   تقييد الحريات حق اجتماعي ورعاية مدنية لابد منها لاشاعة العدل بين الناس واقامة العلاقات على نحوتعاون مفيد . وجميع المجتمعات تقيد الحريات بهذه الموازين لتجعل منها موئلا للجميع، لا نصيبا للاقوى او الاغنى او الاقدر على التحايل واستلاب الحقوق . وإن علاقة الإنسان بالحرية تنطبق عل كل من الرجل  والمرأة على السواء.
   من أبرز الحقوق في الحرية هو الحرية الاقتصادية او حرية العمل . إن الأعمال المشروعة التي أباحها الإسلام للرجال هي ذاتها التي أباحها للنساء، والاعمال الشائنة التي حرمها الله على الرجال هي ذاتها التي حرمها على النساء. غير أن الله تعالى الزم الرجال بآداب سلوكية واجتماعية ، فاقتضى ذلك أن تكون أعمالهم التي يمارسونها خاضعة لتلك الضوايط والأداب.
    وعلى سبيل المثال ، فإن الله فرض على المرأة التقيد بمظاهر الحشمة وحرم عليها الخلوة بالرجال الاجانب كما حرم عليهم ذلك، فلا يجوز ان تمارس من الاعمال ماقد تضطرها الى الخلوة أو إلى التخلي عن حشمتها المطلوبة ، كما لا يجوز للرجل ان يباشر من الوظائف ما قد يزجه في خلوة محرمة.
   فإذا إنتفى هذا المحذور الذي هو محذور في حق كل من الرجل والمرأة ، فللمرأة أن تمارس أي وظيفة من الوظائف المشروعة بحد ذاتها، كما أن لها أن تباشر أي عمل من الاعمال المباحة في أصلها سواء كانت صناعة او زراعة  او تجارة او تدريسا او غير ذلك.

اعداد: قاسم محمد المجالي
فارس وسفير سلام، كاتب وباحث
--------------------
مجلة المرأة / المؤتمر الاسلامي الدولي
حقيقة الاسلام ودوره في المجتمع 
المعاصر ( منزلة المرأة في الاسلام)
مؤسسة ال البيت للفكر الاسلامي

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...