السبت، 22 ديسمبر 2018

جاعت فأكلت ذاكرتها /ااشاعر عيسى نجيب حداد

جاعت

اكلت ذاكرتها
وكل الاحساس
وابتلعت الاشواق
حتى اتخمت الدواخل
وكانها ملهوفة لعذوبة الغزل
فعلقت على جدارية الحوائج ذاتها
بالف طلبية اخرى لتتناولها بازمنة الحرمان
وكتبت عناوين هواها اتغداك قبل ان تتعشاني
واوزع بقاياك على الطيور الجوارح مني صدقات
حتى لا تكرر معي خيانة مع اسماك البحر السابحة
بين امواج القلب والروح لاني غيورة على مقدراتي
وانت ضمن محتواي وممتلكي الخاص فلا انا اهملك
بين براثن الانياب لحيتان ولا اسلمك لحوريات البحر
فتذكر دائما انني كالغولة ان جاعت اكلت كل اولادها
اما ان تقف مصلوبا معي بفضاء الافق عريس كالبدر
واما احرقك كالشمس ان التهبت بكل براكين غيرتها
اعلم انني شمع ينصهر على منافذ الوفاء والاخلاص
انني عطارة البساتين افوح للمحبين بطيبي طواعية
واعلم بانني الصحراء القاحلة اذا هجرت من احبتي
اثور كالبراكين والحمم اللاهبة لاحرق الاخضر الندي
اجعل اليباس يحيطك بعالمك المأسورة لي بالعصمة
لا تحاولني ان تذهب بعيدا بشطحاتك مع الاخريات
حتى تتقهرني بغيرتي كأنثى فلا اجد لك الا الانتقام
فاترك حبائل نسيمي تدغدغ اجزائك كلها وانا راضية
ولا تستفز مني الهيجان على بوابات الغضب الاحمق
ليس لدي ممتلك للضوابط اتحكمها اذا عضبت منك
ساصنع منك الدمية المتحجرة على ابواب قصوري
وتكون التمثال للزائرين امام باحات سلطاني وعزي
مركون للعبر والحكايا من امرأة زمانها والتي تهواك
تذكر بانني لست العوبة بين يديك تلهوها بكل وقت
وانني حرة ابني عشي على تلال الشموخ للمرتفعات

                                      الشاعر
                            د . عيسى نجيب حداد
                                    رحلة العمر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...