الاثنين، 28 يناير 2019

قصة قصيرة ( غرفة المغفلين الأربعة ) بقلم الكاتب غسان أبو شقير

قصة قصيرة
( غرفة المغفلين الأربعة )
في إحدى المشافي العسكرية تناول المعالج / G/ من رئيس شعبتة البطاقة الطبية المخصصة لعلاج أحد ى المرضى في قسم الأمراض العصبية ....
مدون عليها اسم المريض /× / والقسم ورقم الغرفة والحالة المرضية وخطة العلاج
صعد المعالج G إلى الطابق المذكور , توجه نحو الغرفة المقصودة , حيث هناك يرقد المريض × لإجراء خطوات العلاج المناسبة ,كانت الغرفة جناح كبير يضم أربعة أسرة
فالمريض × تعرض لكسور عديدة في الأطراف السفلى وتهشم بالفقرات جعله طريح الفراش مشلول الطرفين ....
طرق المعالج G الباب وعندما دخل إلى الغرفة لمح اربع مرضى يتمددون فوق الأسرة ,, سأل المعالج المريض كيف تعرضت للحادث يا سيد x
كان المريض خجلاً مرتبكاً مطأطيء الرأس .. فقال صديقه المريض الذي يقبع في السرير المجاور وهو مريض تبدو عليه علائم الجرأة والجنون المفرط يضحك ويقهقه بشكل هستيري قال أن المريض / X/ يعمل في قسم الدوريات التي تطار الجنود الذين يسيرون في شوارع المدينة بلا ورقة مغادرة وبلا إجازة وكذلك المخالفون للهندام ...ثم استطرد بالقول كانت الدورية مكونة من أربع عناصر و رئيس الدورية كل عنصر من الشباب يضع على رأسه بيره أحمر وبيده هروة غليظة و يضع يديه خلف ظهره ...يسيرون بنظام عسكري يلفت الإنتباه , نظر نحو صديقه المصاب الذي يتحدث بقصته المؤلمة كما سمعها عن لسانه
وهو يهز رأسه و يبتسم وتابع يقول وحين شاهد رئيس الدورية جندي مخالف على بعد خطوات يسير بالشارع وما أن لمح هذا الجندي المخالف الدورية حتى راح يركض بسرعة البرق ليختفي ويتوارى عن الأنظار , فقال رئيس الدورية الأرعن مشجعاً عناصره الأربعة ياشباب من أمسكه منكم سأعطيه إجازة خمس أيام فرجوني عضلاتكم ,,,,وما أن سمعوا هذا التشجيع حتى بدأت المطاردة واصبح الرصيف غابة وحوش او مضمار سباق للجري وصارت الدورية كأنها مجموعة من الذئاب الجائعة تطارد فريسة خائفة مذعورة ...وبعد خطوات من الركض تراجع ثلاث من العناصر أما الرابع المتهور السيد / X / لم ينثني عزمه ...وعاد الراوي للضحك من جديد ويقول وبقي السيد X يركض ويركض ويركض وراء المسكين , حتى وصل هو والهارب الى حفرة الموت التي كانت تنتظره وهي حفرة عميقة وقبر ..حفرة مجهزة لإقامة نفق للمشاة وجسر للسيارات , فخفف الهارب المسكين السرعة وقرر التوقف والإستسلام لكي لا يسقط في الحفرة ... لكن السيد X المندفع بأقصى سرعة أعماه الطمع والرغبة في الأجازة إندفع كثور هائج نحو الجندي الهارب لا يرى أمامه ولايبصر ...وكل همه الإمساك بالفريسة بين مخالبه كالنسر الجارح , فسقط الأثنان في الفخ أعني في الحفرة المعدة مسبقاً...مات المسكين الخائف من العقوبة والذي كان يخشى أن يقع بين أيدي الصيادين , .أ.ما المريض /X/ المتهور الطامع في الاجازة والمحروم منها منذ عدة أشهر والراغب في زيارة أهله وزوجته قد اصيب بالكدمات وتعرض لبعض الكسور في فقرات الظهر و الشلل التام الذي سيلازمه مدى العمر كما قال الأطباء ...
قال المعالج / G/ بعد أن استمع لقصة المريض Xحتى النهاية وانت هات وأخبرنا ما قصتك التي أدخلتك المشفى وعند السؤال ضحك كل من في الغرفة حتى المريض X الصامت و المطأطىء الرأس والخجول أ يضا صار يضحك مثل باقي المرضى قال المريض / O/ وهو يضحك يا دكتور أنا معي تهشم بسيط بعظام الجمجمة وارتجاج خفيف في الدماغ وفقدان قليل بالتوازن على اثر حادث تعرضت له , كان المعالج G ينظر بإستغرب مما يروي ويقول المريض .. وتابع المريض حديثه وهو يبتسم قائلا كنت أنتظر صباحا باص المبيت كي أذهب للخدمة وكنت قريبا من الرصيف وكان ساتق باص المبيت صديقي ,,أراد أن يمازحني كالعادة فتوجه بالباص نحوي بسرعة كي أركض من أمامه ويضحك هو والركاب من تصرفي وأنا أهرب من أمامه ...لكني لم أتحرك من مكاني ظننت أنني سأجبره ويتوقف لأنه يمازحني ولن يدفعني في الباص ويخيب مسعاه لكنه اندفع نحوي بسرعة من غير قصد لم يستطيع أن يسيطر على مكابح الحافلة وصدمني , فأغمى علي ...واحضروني للمشفى وهذه قصتي ,,,ضحكت بسري وقلت بيني وبين نفسي ماهذا الغباء والحمق ,,,وتحمست وسألت الثالث وأنت ما قصتك ,,,قال يادكتور أنا كنت احرس في منطقة قريبة من الحدود والمنطقة كلها تلال ووديان , والمحرس عالي واصعد عليه بسلم طويل من الحديد ..المحرس عالي لكي ارى أي تحرك في المنطقة لمسافة بعيدة , توقف المريض عن الكلام ليلتقط نفسسه من الارهاق والتعب الشديد الذي يبدو عليه
كان المريض يتكلم بصعوبه وكان ثقيل اللسان ,ثم تابع حديثه وهو يتنهد كنت تعبان ونعسان في تلك اللية المشؤومة فغمضت عيني للحظة غصبا عني فهويت للاسفل وسقطت من المحرس للأرض وحالياً أنا أعاني من تنميل وخدران في ذراعي لأن الفقرات تضغط على الاعصاب وأوجاع في رأسي ...قال المعالج /G/ في نفسه ياإلهي أيضا هذا مغفل ثالث في نفس الغرفة ياللأمر العجيب , ثم قال المعالج/ G / وهويضحك للمريض الرابع وأنت هات وسمعنا قصتك... قال المريض وهويتحدث بهدوء وبتأني شديد والله يادكتور أنا بخدم في منطقة جبلية باردة كثيرا في الليل وكان دوري في الحراسة وشعرت بالبرد الشديد فبدأت بجمع الاوراق من السلال التي في القطعة من أجل أن أتدفأ عليها وبينما أنا مشعل النار وجالس بالقرب منها مستمتع بالحرارة والدفء حدت انفجار هائل لا أدري أهو من الزجاج أو من صاعق متفجر فمتلأ جسدي بالشظايا والبلور التي تناثرت من الانفجار وتأثرت بها أعصابي وهذه هي قصتي ... وبعد أن انهى المعالج G جلسة علاج المريض X خرج من الغرفة بعد أن ودع المرضى أغلق الباب وراءه وهو يبتسم ويقول في نفسه سأسمي هذه الغرفة ...
غرفة المغفلين الأربعة
بقلم الكاتب غسان أبو شقير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...