نشيد العراق ( موطني ) اعتراف بالاحتلال
بقلم سيدمحمد الياسري
أحيانا توجد في حكاياتنا غواية ، ربما تشد فيما يشد افقها خيط متسربل للبحث ، لكن ربما يغوينا الشاعر عند يتحدث عن الم لايراه غواية ، بل يراه موجع جدا وما اصعب وجع الروح !
إبراهيم طوقان يشد رحله ويتركه للمهجرين ، ثم يرحل جسدا ويظل النشيد عالقا (( هل أراك )) فيما اغوته الكلمة عسى ان تخفف من وجعه بأمل ان يرى وطنا ، يراه المهجرون، في حين انه ليس السؤال رؤية فحسب ، بل انه أمل حتى العشق ، وخيال حتى يعيش معه ، وفيه ، وله ، لا امنية بل حقيقة ملتصقة للحقيقة وكأن الحلم الذي يبكي فيه فعلا يبكي لأجله ، شعر ربما كان ثقيلا على اللسان ، عسير في الغناء ( لولا لحنه ) ، لان ثقله دليل على ثقل الأرض التي استخف بها العالم ، ولم يستشعر بها غير ثلة بسيطة اما تدفع الأرواح لها قصرا او يدفع لها الموت مجانا .
النشيد الوطني ( موطني ) ، عبارة عن أمل ينتظر ، واقف ويشحذ الهمم ، ليس الا .. وفيه أمنية ابعد من التربة المسلوبة نهائيا ، لذا كانت تلك العبارة : (هل اراك) ... وظلت الأمنية تدور حول رؤية هل يرى الشعب الفلسطيني وطنه يوما غانما ؟ وسالما ؟ نعم ، فالسلامة تأكد منها إبراهيم طوقان جيدا : انها أصبحت امنية لا واقعا وكذلك الغنيمة الا انه يعيش فيهما لان المنطلق صارت فلسطين جزءا مغتصبا ، وكانت في عهده توجد بعض الأجزاء التي تشيّد وتنشد بالامنية أجزاء حية كان ينظر لها إبراهيم طوقان هي الحياة ، والنجاة ، والكرامة ، مما اثارته تلك الأجزاء انه يتأمل التحرير وتحقيق الأمنية التي بها يشيد لن يبقى عبدا وشبابه لايكل ولايبيد ، لايصيبه النصب والتعب ، لايمكن لشعب يوما يبيد فالشعب الفلسطيني ليس كالهنود الحمر يا أيها اليهود سيظل ولودا للحرية والشباب ، لذا تظل القصيدة امل التحرير ، وامل إبراهيم طوقان ان تتحرر بلاده فعلا من الاحتلال ، (وان تستقل) كما وردت من دون سيميائية للتحرير .
الموسيقار اللبناني محمد فليفل ملحن القصيدة حين لحنها سنة ١٩٣٤ م ، أعطى للقصيدة روح أخرى واظهر لها جسدا اخر ، متعلق بتلك السنة وماقبلها من السنين ، ربما ترك اثار الحزن ظاهرة استلهمها من إبراهيم طوقان نفسه ، لانه استودع فيها مسحة الحزن ، حيث ان بين طياتها تلك الحسرة المملوءة بالوجع اللامتناهي ، وهي التي أعطت ذلك الخلود ، بين الأمنية الحزينة والعزيمة التي لاتبيد رفض العبودية وانتظار الانتصار على عتبة الشباب الذي لايكل ، والمستقبل الذي يراه ستنتصر الشعوب يوما ما على أي محتل ، هذا ما اظهره الموسيقار بلحنه عندما مزج الحماسة مع الحزن فجعل لها روحا متجددة ومتغيرة مع تغيرات الوطن ، مازال سليب ... وما زال يرفض الذل والهوان والعبيد ... ومازال ( يستقل او يبيد ) ، بدائرة تعود ان البلاد غير مستقلة والابادة مستمرة حتى المستقبل كان مخاضه يعتصر الإبادة كمعصرة الزيتون ، فيخرج جيلا ينتظر ( يستقل او يبيد).
من المؤثر ان المغتربين اكثر التصاقا بهذا النشيد ، لان حزنه حزن بعد ، وامله امل العودة ، لهذا نراه النشيد الاغترابي الدائم والهجرة الدائمة والترحال في وقت لم يعد الوطن لابنائه وطن بل غربة ، ولعل الموسيقار محمد فليفل اختار الحزن بعدما ادرك ان في ايامها هجرة وتهجير ، حتى ان قضية العرب ( كساسة ) صارت بمؤتمراتهم إيقاف الهجرتين ، هجرة الفلسطينين الى خارج فلسطين، هجرة نزع وسلخ الجلد من الشاة ، وهجرة اليهود الى داخل فلسطين ، هجرة اللحم كي يلبس شاهٌ الجلد المصلوخ ، وهنا جاءت الأمنية تندفع بقوة الامل امل العودة ، وسؤال الرؤية التي كلما تقدم زمنا أصبحت ضعيفة جدا وباتت تغشو ليلا ويصيبها الضباب صباحا ً.
لعل سيميائية النص فيما تخص دلالة التكرار لفظا لا ايقاعا ، يظهر فيها الاغتراب واضحا وليس إشارة ، اما الإيقاع فانه يمسه مسا ويخلد في نفسه لوعتان لوعة الحزن ولوعة نشوة الامل بالانتصار ، لذا كانت سيميائية الهناء والحياة ابعد من امل ان الأبناء لايورثون الا الحرب والتربية توعز انه لابد من ان الأبناء والاحفاد ليس لهم طريق الترف ولا الحياة الطيبة المترفة ، لا حجاج للنص على الأرض ، فالحجاج اختفى كاشارة ان الفلسطينين هم الأصل وظهرت السيميائية كشعرية تطير كالنوارس على الشطآن ، هكذا هي القصيدة أمل العودة للمغتربين لا اكثر .
لا ابالغ في الوصف وليس غوايا فيه ، واعتز بابراهيم طوقان انه الشاعر الذي صدق ولم يعبر كبعض الشعراء بالتخييل وترك الواقع المملوء بالاغتصاب حتى الطمث ، لانه هكذا عبر بصدق الشعور اننا سنظل نولد ونتزاوج ونبقى نغرس في أبنائنا حب الوطن وندفعهم للموت كما جلبناهم للحياة ، ونبقى نهاجر الا اننا سنعود ولا نقول (متى؟) ففلسطين محتلة ارضا وهي احتلت قلوبنا .
نعم ، إبراهيم طوقان اعترف ان النشيد انشادا للأجيال لان ارضهم محتلة ولايصلح هذا النشيد الا لأرض الاحتلال ... فهل الساسة العراقيين على علم بذلك ، على ان اكثرهم – ساسة العراق - ممن يدرس الشعر جيدا ويمارسه كغواية لا يرى فيه غير ذلك ، ربما فاتهم ، وربما انهم مجبرون ، وربما ان النشيد واقعهم الذي ظل ينشدونه وهم يدركون انهم محتلون ...
العراقيون اليوم يرددون ( هل اراك ) وتختنق فيهم العبرة التي زرعتها الهجرة الفلسطينية ، كان قريب جدا للمغتربين الهاربين ، وما ان دخلوا حتى خرج غيرهم وظل العراق حلقة الاغتراب كفلسطين ، ليس لاحتلال امريكي الان ، بل لان الاحتلال هنا مختلف : (كان ومازال) ، يوما ما كان العراق في نظر الخارجين – الان - سيادي وهم كانوا يغردون لامريكا ويقاتلون بمكانها ضد ايران ، بحرب دامت ثمان سنوات ، خرج فيها العراقيون اما من الحياة بالموت المجاني الذي زرعه صدام ، او بالهروب كي يحتضنوا نشيد ( موطني ) يغني بامنية الاستقلال وبامنية العودة للأرض المسلوبة .
من المؤسف -ان طيلة - حكم صدام حسين كان الشعب يظن انه قائد ، لا مساومة في ذلك ، مازلوا بعضهم يعيشون الخدعة ، او لعبة الغميضة ، صحيح ليس كل الشعب ، بل زمرته ، لكن اصبح شعار الشعوب العربية ، وبالطبع لايعرفون ان يقاتل بالنيابة ، وانه على جواد من خشب ، كجواد طروادة ، يختبيء فيه الامريكان متى ماانتهوا من ايران يحترق ذلك الجواد ويسقط القائد خاويا وتظهر بعض جرائمه ويغطى على بعضها ، لانها ستظر الجواد الخشبي وهذا ما لا تريدة القوى العالمية ...
لعبة الاحتلال ما أمرّها ! نعم ، طورا بصورة مخفية ، وتارة تكون بصورة علنية ، كما هي اليوم ، لقد احترق الحصان القديم وصنعت عربة حصان وليس حصان لكن هذه المرة مكتوب عليه بصراحة ( صنع في الولايات المتحدة ) ، جاء الحصان ويجر معه عربته المملوءة بالقادة ، وما اكثرهم ، لكن هذه المرة الحصان حقيقيا ، والعربة التي سيحرقها الشعب ، انها الورقة الرابحة لسلطة القوى العالمية ، ولسان حال أمريكا يقول : متى ما خرجتم من طوعنا واهدافنا سأحرقكم انكم خونة ويأكلكم الشعب الذي مازال يردد نشيده الوطني : (هل اراك ) ، و ( يستقل اويبيد ) سيقتلكم كي يروا بلادهم حرا ، ولن يكل حتى يرى السلامة ...
نشيد من أراده المحتل ، ام المختل ، لا احد يعلم حتى الشعراء لحد الان لم يجدوا في قاموس شعرهم ان هناك نشيدا ليس فيه وجع او انتظار ، او مجد قديم يحتاج له التجديد ، شعب موجع منذ القدم لايستطيع حتى كتابة نشيده الوطني وتلحينه ... وقيادة فاشلة بقيت ١٣٩٨ سنة بالتحديد ، مختلفة النمط والطغيان وتغير الأهداف تحت ايدلوجيات باتت لاتتصل لا بدين ولا بحكمة انسان ، ولا بقدر دولة من أجل انسان ! بقدر ما صارت قانون اسمه دين ... ذهبت منه القيادة وظل يأن تحت الحاكم ، وينشد لايريد ، لايريد ذلا مؤبدا كالعبيد .... اعتراف حكومة وإقرار شعب من خلال نشيدة انه محتل ١٣٩٨ سنة، رقما لا ينسى ونحن في سنة ٢٠١٩ م ...
اعتراف بالنشيد انه يريد في المستقبل بإرادة شبابية قادمة وهذا هو الاختيار الأصعب ان يستقل اما الان فانه تحت طائلة بند الاستعمار .... او تحت محك ( يستقل او يبيد ) باي إبادة فيما بينهم بالدين ، بالانسانية ، بالقانون ، حاصلها ان هناك موت مجاني واعتراف وعلم مازال اسود واحمر ورقعته الخضراء والبيضاء قليلة بقدر الأمنية ، ومع هذا يموت وينشد نشيد الاعتراف انه .... محتل ... محتل
بقلم سيدمحمد الياسري
أحيانا توجد في حكاياتنا غواية ، ربما تشد فيما يشد افقها خيط متسربل للبحث ، لكن ربما يغوينا الشاعر عند يتحدث عن الم لايراه غواية ، بل يراه موجع جدا وما اصعب وجع الروح !
إبراهيم طوقان يشد رحله ويتركه للمهجرين ، ثم يرحل جسدا ويظل النشيد عالقا (( هل أراك )) فيما اغوته الكلمة عسى ان تخفف من وجعه بأمل ان يرى وطنا ، يراه المهجرون، في حين انه ليس السؤال رؤية فحسب ، بل انه أمل حتى العشق ، وخيال حتى يعيش معه ، وفيه ، وله ، لا امنية بل حقيقة ملتصقة للحقيقة وكأن الحلم الذي يبكي فيه فعلا يبكي لأجله ، شعر ربما كان ثقيلا على اللسان ، عسير في الغناء ( لولا لحنه ) ، لان ثقله دليل على ثقل الأرض التي استخف بها العالم ، ولم يستشعر بها غير ثلة بسيطة اما تدفع الأرواح لها قصرا او يدفع لها الموت مجانا .
النشيد الوطني ( موطني ) ، عبارة عن أمل ينتظر ، واقف ويشحذ الهمم ، ليس الا .. وفيه أمنية ابعد من التربة المسلوبة نهائيا ، لذا كانت تلك العبارة : (هل اراك) ... وظلت الأمنية تدور حول رؤية هل يرى الشعب الفلسطيني وطنه يوما غانما ؟ وسالما ؟ نعم ، فالسلامة تأكد منها إبراهيم طوقان جيدا : انها أصبحت امنية لا واقعا وكذلك الغنيمة الا انه يعيش فيهما لان المنطلق صارت فلسطين جزءا مغتصبا ، وكانت في عهده توجد بعض الأجزاء التي تشيّد وتنشد بالامنية أجزاء حية كان ينظر لها إبراهيم طوقان هي الحياة ، والنجاة ، والكرامة ، مما اثارته تلك الأجزاء انه يتأمل التحرير وتحقيق الأمنية التي بها يشيد لن يبقى عبدا وشبابه لايكل ولايبيد ، لايصيبه النصب والتعب ، لايمكن لشعب يوما يبيد فالشعب الفلسطيني ليس كالهنود الحمر يا أيها اليهود سيظل ولودا للحرية والشباب ، لذا تظل القصيدة امل التحرير ، وامل إبراهيم طوقان ان تتحرر بلاده فعلا من الاحتلال ، (وان تستقل) كما وردت من دون سيميائية للتحرير .
الموسيقار اللبناني محمد فليفل ملحن القصيدة حين لحنها سنة ١٩٣٤ م ، أعطى للقصيدة روح أخرى واظهر لها جسدا اخر ، متعلق بتلك السنة وماقبلها من السنين ، ربما ترك اثار الحزن ظاهرة استلهمها من إبراهيم طوقان نفسه ، لانه استودع فيها مسحة الحزن ، حيث ان بين طياتها تلك الحسرة المملوءة بالوجع اللامتناهي ، وهي التي أعطت ذلك الخلود ، بين الأمنية الحزينة والعزيمة التي لاتبيد رفض العبودية وانتظار الانتصار على عتبة الشباب الذي لايكل ، والمستقبل الذي يراه ستنتصر الشعوب يوما ما على أي محتل ، هذا ما اظهره الموسيقار بلحنه عندما مزج الحماسة مع الحزن فجعل لها روحا متجددة ومتغيرة مع تغيرات الوطن ، مازال سليب ... وما زال يرفض الذل والهوان والعبيد ... ومازال ( يستقل او يبيد ) ، بدائرة تعود ان البلاد غير مستقلة والابادة مستمرة حتى المستقبل كان مخاضه يعتصر الإبادة كمعصرة الزيتون ، فيخرج جيلا ينتظر ( يستقل او يبيد).
من المؤثر ان المغتربين اكثر التصاقا بهذا النشيد ، لان حزنه حزن بعد ، وامله امل العودة ، لهذا نراه النشيد الاغترابي الدائم والهجرة الدائمة والترحال في وقت لم يعد الوطن لابنائه وطن بل غربة ، ولعل الموسيقار محمد فليفل اختار الحزن بعدما ادرك ان في ايامها هجرة وتهجير ، حتى ان قضية العرب ( كساسة ) صارت بمؤتمراتهم إيقاف الهجرتين ، هجرة الفلسطينين الى خارج فلسطين، هجرة نزع وسلخ الجلد من الشاة ، وهجرة اليهود الى داخل فلسطين ، هجرة اللحم كي يلبس شاهٌ الجلد المصلوخ ، وهنا جاءت الأمنية تندفع بقوة الامل امل العودة ، وسؤال الرؤية التي كلما تقدم زمنا أصبحت ضعيفة جدا وباتت تغشو ليلا ويصيبها الضباب صباحا ً.
لعل سيميائية النص فيما تخص دلالة التكرار لفظا لا ايقاعا ، يظهر فيها الاغتراب واضحا وليس إشارة ، اما الإيقاع فانه يمسه مسا ويخلد في نفسه لوعتان لوعة الحزن ولوعة نشوة الامل بالانتصار ، لذا كانت سيميائية الهناء والحياة ابعد من امل ان الأبناء لايورثون الا الحرب والتربية توعز انه لابد من ان الأبناء والاحفاد ليس لهم طريق الترف ولا الحياة الطيبة المترفة ، لا حجاج للنص على الأرض ، فالحجاج اختفى كاشارة ان الفلسطينين هم الأصل وظهرت السيميائية كشعرية تطير كالنوارس على الشطآن ، هكذا هي القصيدة أمل العودة للمغتربين لا اكثر .
لا ابالغ في الوصف وليس غوايا فيه ، واعتز بابراهيم طوقان انه الشاعر الذي صدق ولم يعبر كبعض الشعراء بالتخييل وترك الواقع المملوء بالاغتصاب حتى الطمث ، لانه هكذا عبر بصدق الشعور اننا سنظل نولد ونتزاوج ونبقى نغرس في أبنائنا حب الوطن وندفعهم للموت كما جلبناهم للحياة ، ونبقى نهاجر الا اننا سنعود ولا نقول (متى؟) ففلسطين محتلة ارضا وهي احتلت قلوبنا .
نعم ، إبراهيم طوقان اعترف ان النشيد انشادا للأجيال لان ارضهم محتلة ولايصلح هذا النشيد الا لأرض الاحتلال ... فهل الساسة العراقيين على علم بذلك ، على ان اكثرهم – ساسة العراق - ممن يدرس الشعر جيدا ويمارسه كغواية لا يرى فيه غير ذلك ، ربما فاتهم ، وربما انهم مجبرون ، وربما ان النشيد واقعهم الذي ظل ينشدونه وهم يدركون انهم محتلون ...
العراقيون اليوم يرددون ( هل اراك ) وتختنق فيهم العبرة التي زرعتها الهجرة الفلسطينية ، كان قريب جدا للمغتربين الهاربين ، وما ان دخلوا حتى خرج غيرهم وظل العراق حلقة الاغتراب كفلسطين ، ليس لاحتلال امريكي الان ، بل لان الاحتلال هنا مختلف : (كان ومازال) ، يوما ما كان العراق في نظر الخارجين – الان - سيادي وهم كانوا يغردون لامريكا ويقاتلون بمكانها ضد ايران ، بحرب دامت ثمان سنوات ، خرج فيها العراقيون اما من الحياة بالموت المجاني الذي زرعه صدام ، او بالهروب كي يحتضنوا نشيد ( موطني ) يغني بامنية الاستقلال وبامنية العودة للأرض المسلوبة .
من المؤسف -ان طيلة - حكم صدام حسين كان الشعب يظن انه قائد ، لا مساومة في ذلك ، مازلوا بعضهم يعيشون الخدعة ، او لعبة الغميضة ، صحيح ليس كل الشعب ، بل زمرته ، لكن اصبح شعار الشعوب العربية ، وبالطبع لايعرفون ان يقاتل بالنيابة ، وانه على جواد من خشب ، كجواد طروادة ، يختبيء فيه الامريكان متى ماانتهوا من ايران يحترق ذلك الجواد ويسقط القائد خاويا وتظهر بعض جرائمه ويغطى على بعضها ، لانها ستظر الجواد الخشبي وهذا ما لا تريدة القوى العالمية ...
لعبة الاحتلال ما أمرّها ! نعم ، طورا بصورة مخفية ، وتارة تكون بصورة علنية ، كما هي اليوم ، لقد احترق الحصان القديم وصنعت عربة حصان وليس حصان لكن هذه المرة مكتوب عليه بصراحة ( صنع في الولايات المتحدة ) ، جاء الحصان ويجر معه عربته المملوءة بالقادة ، وما اكثرهم ، لكن هذه المرة الحصان حقيقيا ، والعربة التي سيحرقها الشعب ، انها الورقة الرابحة لسلطة القوى العالمية ، ولسان حال أمريكا يقول : متى ما خرجتم من طوعنا واهدافنا سأحرقكم انكم خونة ويأكلكم الشعب الذي مازال يردد نشيده الوطني : (هل اراك ) ، و ( يستقل اويبيد ) سيقتلكم كي يروا بلادهم حرا ، ولن يكل حتى يرى السلامة ...
نشيد من أراده المحتل ، ام المختل ، لا احد يعلم حتى الشعراء لحد الان لم يجدوا في قاموس شعرهم ان هناك نشيدا ليس فيه وجع او انتظار ، او مجد قديم يحتاج له التجديد ، شعب موجع منذ القدم لايستطيع حتى كتابة نشيده الوطني وتلحينه ... وقيادة فاشلة بقيت ١٣٩٨ سنة بالتحديد ، مختلفة النمط والطغيان وتغير الأهداف تحت ايدلوجيات باتت لاتتصل لا بدين ولا بحكمة انسان ، ولا بقدر دولة من أجل انسان ! بقدر ما صارت قانون اسمه دين ... ذهبت منه القيادة وظل يأن تحت الحاكم ، وينشد لايريد ، لايريد ذلا مؤبدا كالعبيد .... اعتراف حكومة وإقرار شعب من خلال نشيدة انه محتل ١٣٩٨ سنة، رقما لا ينسى ونحن في سنة ٢٠١٩ م ...
اعتراف بالنشيد انه يريد في المستقبل بإرادة شبابية قادمة وهذا هو الاختيار الأصعب ان يستقل اما الان فانه تحت طائلة بند الاستعمار .... او تحت محك ( يستقل او يبيد ) باي إبادة فيما بينهم بالدين ، بالانسانية ، بالقانون ، حاصلها ان هناك موت مجاني واعتراف وعلم مازال اسود واحمر ورقعته الخضراء والبيضاء قليلة بقدر الأمنية ، ومع هذا يموت وينشد نشيد الاعتراف انه .... محتل ... محتل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق