الخميس، 24 مارس 2022

الذّكاء العاطفي عند الأطفال : بقلم الأستاذ جمال سبوعي من الجزائر.

 

الكثير منّا يغفل أو يتجاهل عن قصد أو غير قصد أو عن علم أو غير علم عن المراحل الإنمائية للأطفال ، و كيفيّة التّعامل مع كل مرحلة مهمة من حياة الطّفل ، و ما تكتسيه من تدخل و مساعدة و توجيه  و تقويم من طرف الأهل حفاظا على الصّحة النّفسية للطّفل و تكوين شخصية متزنة قادرة على مواجهة الحياة المستقبلية للطّفل. 

إذن لنأخذ جانب مهم و مرحلة حسّاسة جدا من مراحل حياة الأطفال تدخل في تشكيل شخصيته مستقبلا و بإختصار شديد ، و تسمّى هذه المرحلة بالذّكاء العاطفي المبكر ، فلنعلم جميعا أن الطّفل الّذي يتمتّع بالقدرة على التّحكم في مزاجه يسمّى طفل ذكي عاطفيا ، فهو قادر على أن يوقف حزنه في لحظات ليشعر بالسّعادة دون أن يتدخّل أحد في ذلك.

كم يتميّز الطّفل الذّكي عاطفيا بقدرته على فهم مشاعر المحيطين به ، فهو يدرك مثلا أن أمه الآن حزينة أو سعيدة أو غاضبة حتى لو كانت تتظاهر بخلاف ذلك.

الأطفال بشكل عام أذكياء عاطفيا أكثر من الكبار ، و يمكن أن يستغل الأهل ذكاء أطفالهم هذا ليدرّبوهم من سن مبكر ليتمكنوا من التّعايش مع ضغوط الحياة و يتكيّفوا مع متغيّرات بيئتهم و يتعافوا سريعا بإذن الله تعالى من الصّدمات النّفسية و الإحباطات التي قد يتعرضون لها. 

و كل هذا يتم من خلال ترك الطّفل يتصرّف بتلقائيته مع عدم الحرص على مراعاة مشاعره أكثر من اللازم.

علما بأنّ الأهل عندما يحرصوا على حماية أطفالهم من الإحباطات و الحزن و المشاعر المزعجة ، أو عندما يحرصوا على إسعادهم طوال الوقت ، هذا يعتبر أمر طبيعي و مطلوب ، و لكن المبالغة فيه تحوّل الطّفل إلى كائن مزعج جدا ، و قد يصاب بـالغباء العاطفي إذا رأى أهله يبالغون في الحرص على حمايته من الإحباطات و الحزن ، و بالمقابل إذا رآهم يبالغون في الحرص على إسعاده.

فبدل أن يختار هو من مشاعره ما يريحه نفسيا تجده يختار ما يجعل أهله يستجيبون لطلباته وينصاعون لأوامره و يطلبون سعادته.

الإستجابة لغضب الطّفل و صراخه مثلا بإعطاءه شيء ليس من حقه أو السّماح له بممارسة خطأ مراعاة لمشاعره يجعله بطيء التّكيّف مع متغيرات الحياة ، فيطيل حزنه و يصبح غير قادر على ضبط غضبه و غير قادر على التّعايش مع أقرانه خارج بيئة البيت.

يجب أن نعرف أن أفضل و أسهل و أسرع عمر لاكتساب المهارات المتعلقة بالمشاعر مثل مهارة ضبط الإنفعالات أو إدارة الغضب أو الرّضى بالواقع ، هو عمر ما قبل المدرسة يعني السّبع سنوات الأولى ، و من فاته اكتساب هذه المهارات في هذا السّن يصعب عليه اكتسابها فيما بعد.

 و أخيرا دعوهم يمارسون ذكاءهم العاطفي ليكبر معهم إن شاء الله مع المراقبة البعدية و مع التّقويم المستمر للأخطاء و التّعثرات و الله الموفق والمستعان.

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...