الأربعاء، 23 مارس 2022

مابينَ توبةٍ وعِصيان بقلم حسام الدين صبرى/ديوان

 

مَنْ قالَ أنِّي نَسَيتُكِ.. عَليَّ الإجَابةُ الآن

أنَا لَا أقوَى لَاأقوّى عَلىّ قَطعِ الشُريَان

ولَاأَستَطِيعُ أن أُوقفَ زَحفَكِ في نَفسِي

                وفِي الوجدَان

ولاأستطيعُ مُبارَزةَ الشَّوقِ، مَن أكُونُ مَن

 أكُونُ لِأغَيِّرَ في القَدَر؟وأمحُو اليَقِينَ والإيمَان؟

مَن أكونُ حتَى أمحُو تَاريخِ الحُبَّ مِن الوجُود؟

مَن أكُونُ حَتى ٱغَيَّرَ في السُننِ وٱحرفَ الآيَاتِ

                    والسُجُود؟

مَن أَكُونُ لأنثرَ الشَّوكَ وأقتُلَ الوُرود؟ 

وألونَ الَليلَ نهَارًاوأوقِفَ السَّاعاتِ وأوقِف الزَمان

مازِلتُ في مِحرابِكِ أتعَبَّدُ مابينَ توبةٍ وعِصيان

مابينَ جُرحٍ مَزَّقَ الضُلوعَ وعَواصِفَ شَوقٍ وحَنَان

أنَا مَاسَلوتُكِ لَحظَةً يَاعُمرِي لازِلتُ بكَأسِكِ أنتِ سكرَان

لازِلتُ اُفتِّشُ في الليلِ عَنكِ وفي الوُجُوهِ وفي الشُطآن

لازِلتُ قلَقًا جِدًا عَليكِ كيفَ أصبَحتِ وكيفَ أمسَيتِ

                      وكيفَ حالُكِ الآن؟

هل تنعمين بالنومِ ليلًا.. أم تُطاردُكِ مِثلي أحزَان؟

أعلمُ أنكِ عنيدةٌ جِدًا لن تَقولي مُفتقِداني ورافِضَةُ.

كُلَ عِبَاراتي وكُلُ شىءٍ استَحلهُ  نِسيَان

لكن باللهِ باللهِ كَيفَ ترمينني بِالجُرحِ أتألمُ في صمتٍ

                         صرختي كِتمان

كيفَ لا أُعبِّرُ عَن غَضبي أماتَحسَبين أنَّني إنسَان؟

أنسيتِ أنَّني طِفلٌ مُشرَّدُ بلا أُمٍّ وأنتِ أمي والأوطَان؟

أنسيتِ أنَّني أفتَرشُ القَهرَ واليَأسَ وأنتِ الأملُ الباقي

                         في. نبضِ الكِيَان ؟        

أنَسيتِ أنَّني نَزعتُ عُروقِي وأورِدتِي لتَسكُني في أمَان؟

أنسيتِ أنكِ أنفاسٌ في صَدري وضياءٌ في عُمري يحلُ

                         يحلُ في كُلَ مكان؟

أنسيتِ أنَّني لأجلكِ غيرتُ التَاريخَ واعتمدتُ لأجلكِ الجنون

ولأجلكِ اخترعتُ الثلجَ..في آخرِ. نيسان؟

وصُغتُ لكِ دُستورًا جَدِيدًا وشرعتُ لكِ قانوناً جديدًا

وجَلستُ جلستُ على العرشِ سُلطان 

أنسيتِ أنَّني قيسٌ وعَنتر في زَمانٍ غير الزمَان؟

أنا مَذبوحٌ مذبوحٌ فيكِ من مِصرَ إلى الهِند ودمي

 ودمي يجري في ضواحِي لُبنَان

أنسيتِ كُلَّ هذا وأنتِ تَعلَمينَ أنني أدَّعي النِسيان

وتعلَمين أنَّ نبضي المُسافرَفيكِ عودتهُ ليست بالإمكان

أنتِ لاتسكُنين قَلبي فقط..بل تملُكين عقلي 

وتمشين في جسدي وفي الشُريان

ادَّعيتُ كذبًا أنني أوقفتُ سَيرَكِ في جسدي ورميت

 قلبي وقتلتُ الخَفقَان

هل صدقتِ هذا؟ هل صدقتِ في هذا القلبِ الذي

                   يخترعُ لكِ المعاني؟

هل صدقتِ أنني أحيا بدونكِ ليلةً أو ساعةً أو ثوانِ؟

هل المُؤمنُ الحقُّ يعودُ للأوثان

هل يعبُد الأصنامَ وفي قلبهِ نورُ الرحمن؟

لا ياطِفلتي أنا مازلتُ على العهدِ كَالقابض على جمرةِ نار

                 في عُصورِ الشيطان

فكلُّ شىءٍ قد يموتُ إلاحبُّكِ يموتُ حين الموتُ يلقاني

فإذا قتلتِ الأمُّ أبناءَها وتركت الطيورُ صغَارها

وكفَّتِ الأرضُ عن الدَّوران...

لن أنساكِ ياعمري وإن كانَ النسيانُ حالَ الإنسان

فحُبُّكِ لا يَخضَعُ لطبيعةِ البَشرِ ولايَخضعُ لقانونِ النسيان

فإن لم تترحمي وتترفقي بي لن أدعو عليكِ 

                 تُعاني مثلما أعَاني

سأعيشُ كيوسفَ في سُجونِ مِصرَ وكيعقوبَ في ارضِ كَنعان


----------------------------


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...