الجمعة، 25 مارس 2022

الشتاء_السوري بقلم بسمةنجاح_آية

 

جاء الشتاء خجلاناً متأخراً على غير عادته حانياً على المتشردين ..النازحين ..المفترشين الأرصفة والحدائق والطرقات ..

طرق الباب برفق ففتحت أبواب السموات بمطر روى الحيوان والنبات وغسل الشوارع مما ألقي عليها من نفايات وكف عنا ما أدمى مقلتنا من لسع الحشرات 

وفي إحدى الأمسيات سمعنا أننا سنتعرض لأعنف المنخفضات فاستعددنا باللفحات والقبعات ونمنا من الظلمة مبكرين واستيقظنا لنرى الدنيا غير الدنيا وكأننا عرجنا فوق السموات واستقلينا إحدى الغيمات 

كانت الأرض تزفها السموات كعروس تزدان بفستانها الأبيض 

نسينا البرد نسينا الحرب وتسابقنا إلى الخارج لنلعب حرباً من نوع جديد حرب قذائف الثلج وهذه المرة القذيفة تسعد وتضحك الأطفال !!!!!!!!

ويالها من متعة حين تطأ بقدميك أرضاً مخملية لم يطؤها أحد قبلك وكأنك تطأ على سطح القمر 

جلت بناظري لأجد الناس منقسمين إلى فريقين كما هو حال الدنيا دائماً الغني منعم مبتسم والفقير معفر مكفهر 

أناس تعالت ضحكاتهم وهم يتقاذفون كرات الثلج ويصنعون منه رجلاً ويدفؤون جسمه الثلجي بلفحة وقبعة صوفية 

وأناس تعالت آهاتهم فهم من لحم ودم ولايجدون لفحة ولاقبعة بل رأيت منهم من لف على قدميه أكياس نايلون لتقيه برد الثلج فهو لايملك حتى حذاء !

وآخر خرج من بيته متلفح بحرامه يسير في الطرقات وكأنه شبح 

وآخرون ينكشون الثلج بالعصي ليزيحوه عن سقف بسطاتهم التي كادت أن تنهار من كثر تجمع الثلوج فوقها كما انهار بت بيوتهم ومحلاتهم من قبل 

يالله كم الدنيا مليئة بالمفارقات !!!!!!!!!!

تأملت الأشجار المزينة بالثلوج كأشجار الميلاد وقد تجمع حولها الصغار ينتظرون كما تخيلت بابا نويل بعربته التي تجرها الغزلان

تهيأت أنني أراه محلقاً في السماء يوزع هداياه على الصغار فيفرح الكبار والصغار 

سمعت من بعيد صوتاً ظننته أجراس العيد فنحن نشارف على نهاية عام وحلول عام جديد 

وكلما الصوت اقترب شوقي زاد وقلبي اضطرب 

أتراها أصوات أجراس الغزلان التي تجر عربة بابا نويل حقاً 

ياترى ما سيحمل للأطفال في عيد الميلاد لهذا العام ؟؟؟؟؟

سكتت الأصوات وانقطعت الأنفاس واستلقى الناس على فراش الثلج الأحمر فما الصوت كان كالذي حلمت ولا المشهد كان كما تخيلت إنما كااان ................................................

بكت السماء بمطر غزير ورفع الشتاء رأسه داعياً :رباه إن بين يدي جنودك من برق ورياح وثلوج وأمطار فأطلق يدي لأنتقم من قتلة الصغار 

تذكرت حينها ماحل بنبينا محمد وأصحابه وكم حوربوا وعذبوا وحوصروا وجوعوا  وكيف نزل جبريل لينتقم له من المشركين بإطباق الجبال عليهم حينها أمره النبي بالرحمة بهم عسى أن يعودوا لرشدهم ويخرج من أصلابهم قوم موحدين ثم أخذهم الله أخذ عزيز مقتدر ولكن لكل أجل كتاب 

فالله يمهل ولايهمل  

ولنا في رسول الله أسوة حسنة  

فصبراً صبراً عسى الله أن يجعل في العام القادم فرجاً وأمناً 

ويجعل من بعد عسر يسراً فيارب أفرغ علينا صبراً وأوجد لنا من عندك حلاً

صاح الشتاء قائلاً:رباه لقد ضقت ذرعاً ...أآتي لأسقي زرعاً أصحابه يترجون مساءً وصبحاً لينزل ربهم عليهم مطراً

أم أرحل طاعة وسمعاً لمن يضجون بكرة وعشية يريدون شمساً تمنحهم أمناً ودفئاً ؟؟!!!

أأنزل ثلجاً يفرح قلوبهم لعباً وضحكاً ويجبرهم للقتال وقفاً ويمنحهم للمتعة والفرح والسلام وقتاً 

أم أرحل سريعاً مبتعداً رحمة بأطفال في المخيمات يموتون جوعاً وبرداً ؟؟!!

مضى الشتاء على استحياء متثاقل الخطى ينظر بوجوه الناس محتاراً وهو يهمهم قائلاً :رباه أفرغ على السوريين صبراً 

رباه امنح السوريين من عندك حلاً...



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...