الاثنين، 7 مارس 2022

اسمحي لي بقلم حسام الدين صبرى من ديوان بقايا حلم



              اسمَحِي لِي

أنْ أكُونَ جُزءًا مِنْ تَارِيخِكِ الكَبِير

وأنْ أزْرَعَ فِي الصَحَراءِ بَعضَ الزهور

وأنْ أكُونَ فِي دِفءِ فِنجَانِكِ المُمتِعِ

                    الصَغِير

اسمَحِي لِي  أنْ. أبحَثُ. في عَينَيكِ

عَنِ الحَيَاةِ وعَنِ النَجَاةِ وعَنْ شَىءٍ

وعَنْ شَىءٍ شَىءٍ يُغنِي إنسَانٍ فَقِير

وأنْ أضعَ   الشَمسَ. في  رَاحَتَيكِ

           والقَمرَ عَلى كَتفكِ

وأرسُمُ النُجُومُ عَلَى صَدرِكِ نَقشٌ أخِير

اسمَحِي لِي أنْ أُمَزِّقَ دَفَاتِرِي القَدِيمَة

وقَصَائدِي القَدِيمَة وألحَانِي القَدِيمَة وأختَرِعُ

        نَغمُ مِن شَفَتَيكِ مُثِير

ولاَ تَسأليني عَنْ وَطَنِي، لاَتَسألِيني عَنْ زمني

وأينَ وُلدتُ وأينَ عِشتُ وكَيفَ كَانَ المَسِير

اسمَحِي لِي أن أعلِنَ اليَوم مِيلَادي وأعتَنِقَ

            وأعتَنِقَ دِينُ عَينَيكِ

وأُحَطِّمَ الأوثَانَ والأصنَامَ وأتَعَلَمَ أن أطِير

وأرحَلَ عَنْ مُدُنِ النِسَاءِ المُزَيَّفَة وأترُكَ أترُكَ

              النَبِيذَ المُزَيف

والرمَانَ المُزَيَّف وأرحَلَ عَنْ هَذَا الوَهمِ الكَبِير

اسمَحِي لِي أنْ أسكَرَ لِأوَلِّ مَرةٍ بِخَمرِكِ أنتِ

وأتَلَحَّفُ الذَهبَ بِشَعرِكِ أنتِ وأعلِنُ عَاصِمَةَ الحُبَّ

             بَعدَ احتِلَالٍ مَرِير

قَلِّدِينِي قِلاَدَتكِ وامَنَحِيني الشَرعِيةَ أنتِ 

أنتِ سُلطَانَةَ الأرضِ وأنَا فَارِسٌ بِلَا هُوِيَّة

قَدْ أرهَقَتني الحُروبُ واستَعمَرتني واستَعمَرتني

              النِسَاءُ الخَطِيرَة

وسَافَرتُ كَالمُهَاجِرِ مِن الشِفَاه المَلسَاء إلَى

              إلَى الدُرَرِ المُثِيرَة

اسمَحِي لِي فِي مُحِيطِ صَدرِكِ أُقِيمُ شَطَّا

               يَطُلَّ عَلى البَحرِ

وفِيهِ يَرسو الشِعرَ وفِيهِ تَتَغَير المَقَادِير

وفِيهِ يُولَدُ حُبٌّ جَديدٌ وشَوقٌ جَديدٌ وعَزفٌ

وعَزفٌ جَديدٌ وفَنٌّ جَديد وأحيى فيهِ شَدوِ البلابِل

وأُحيى فِيهِ شَدوِ البَلَابِل ونَشِيدُ العَصَافير

                 إسمَحِ لِي 

اسمَحِ لِي أنْ أُحِبُّكِ بِأسلُوبِيَ الهَمَجىَّ الوَحشِيَّ

              الضَعِيفَ القَدِير

وأنْ أرسِمكِ عَلَى جِلدِي وفِي وَجهِي وأحَطَّمَ

وأحَطِّمَ القُيودَ وأصطَلِي جَحِيمَ أنفَاسِكِ

 وأبقَى بينَ يَدَيكِ ممزوجًا بِخَلِيطِ بِخَلِيط

               الجَنَةِ والسَعِير


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...