في ليلةٍ سوداء ..
صمّاءٌ ، بكماءُ ..
جلسْتُ بمواجَهةِ سماءٍ حالكةَ السوادِ
فقط تكتفي بالنَّظَرِ ..
عميقةٌ ، جوفُها داكِنٌ و عشوائيٌّ
تلاشَتْ في زواياها جميعُ الكُتُبِ السّماويةِ
وتناثَرَ بها طِوالُ اللِّحيةِ
يفُرّونَ هارِبين
تعمَّقْتُ قليلاً في المُراقَبَةِ
كُلُّ صَنفٍ من الحيواناتِ يَقِفونَ أزواجاً
رُبَّما يتبادلُون المحبّةَ ، الحديثَ ، أيَّ شيءٍ ، لا أدري
حاولْتُ الغوصَ لمسافاتٍ أبعدَ
وَقْـعُ أجراسٍ يُطرَقُ داخِلَ أُذُناي
ترتيلٌ بصوتٍ مشكورٍ يحتَلُّ أنسِجَةَ دِماغي
بدأَ شعورُ الرّهبَةِ يرتَعِشُ داخِلَ قلبي
حتىّ بَدَوتُ في خشوعٍ تامٍّ
رُبَّما هذا المكانُ تتوحَّدُ فيهِ محبَّةُ اللهِ
و نقاءُ القلوبِ
تختَفي البَغضاءُ والكراهِيّةُ المُتخفِّيةُ تحتَ الأقنِعَةِ
هذا المكانُ حيثُ الصِّدقُ والخشوعُ
رُبَّما اقتَرَبْـتُ
أودُّ إمضاءَ مصيري هنا
حيثُ نتوحَّدُ جميعاً تحتَ رعايةِ الله بصدقِنا
دونَ اختلافٍ
لا ندعْ للظُلمِ مكاناً
ونمحي الحُزنَ المؤلِمَ
نُحارِبُ الفُراقَ و البُعد
نبقى مُتَّفِقين على أنَّ الجِنس البَشَريّ ليسَ إلّا امتداداً لِحياةٍ أبديَّةٍ
و أنّ هنالِكَ رابِطٌ بين قلوبِنا لا يُمكن قطعَهُ حتى بالموتِ
هذا الخيطُ يربطُ قلوبَ كُلِّ جيلٍ سويَّةً
إنَّهُ لأسعَدُ مكانٍ تصوَّرتُهُ في حياتي
بعدَ لحظاتٍ قصيرةٍ
لا أدري كيفَ عُدْتُ قاطِعةً كُلَّ تلكَ المسافاتِ لأُواجِهَ هذا السطحُ البشريُّ البغيضُ
أذكُرُ جيداً الوقتَ الذي أمضيْتُه هناك
لقد شعرْتُ بمحبةِ اللهِ
لقد أرسلَ علينا رحمةً و حُبَّاً زرعهُ في قلوبِنا
لنزورَ جميعُنا ذلك المكانُ
حيثُ الامتزاجُ المُقدَّسِ المُعطَّرِ برائحةِ البخورِ و أصواتِ الأجراسِ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق