أيّامنا مقسومةٌ منذُ الأزلْ
قد فُصِّلَتْ والفصلُ يتلوهُ فصلْ
الصيفُ ولّى هارباً ، لقد رحلْ
قد فرَّ مثلَ السارقِ على عجلْ
وَكلُّ فصلٍ عادةً لهُ أَجَلْ*
جاءَ الخريفُ مُقبلاً ها قد وَصَلْ
النبتُ أمسى أصفراً ، لقد ذَبَلْ
وماتتِ الأزهارُ في كلِّ حقلْ
وأمستِ الأشجارُ منْ دونِ حِلَلْ
حزينةً ، أصابها أمراً جَلَلْ
سيذهبُ الخريفُ ، يرحلُ المَحلْ
سيحضرُ الشتاءُ عاجلاً ، يصلْ
أمطارهُ تُخيفنا عندَ الهَطلْ
مظلّةٌ ، تُنقذنا مِنَ البَلَلْ
والثلجُ كمْ يُريحنا إذا نزلْ
خميرةٌ للأرضِ والخيرَ حَمَلْ
يمضي الشتاءُ حاملاً كلّ العِلَلْ
يأتي الربيعُ ناقلاً لنا الأملْ
طقسٌ جميلٌ رائعٌ وَمُعتدلْ
حيثُ الخَضارُ والورودُ والفللْ
تكسو الزهورَ أرضنا على مَهَلْ
وَ تصدحُ الطيورُ تبدأُ الوَصِلْ
والنحلُ في الحقولِ يمضي يرتحلْ
بينَ الزهورِ حيثُ مصدرِ العسلْ
شعر المهندس : صبري مسعود " المانيا "
* أجل : بمعنى مدّة محددة أو عمر
القصيدة على بحر الرجز : ( مستفعلن مستفعلن مستفعلن ) كل شطر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق