السفير الصحابي معاذ بن جبل (رض) إلى الروم قبيل موقعة " فحل "
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د.صالح العطوان الحيالي 15-12-2017
كان قادة المسلمين ينتقون السفراء والوفود المفاوضة بدقة وعناية وكان هؤلاء السفراء على درجة عالية من القوة والبلاغة والشجاعة في القاء كلماتهم مشفوعة بالحجة والدليل والاقناع لخصمهم وكان من بين السفراء المفاوضين الذين اختارهم امين الامة ابو عبيدة عامر بن الجراح لمفاوضة الروم قبيل موقعة فحل الشهيرة ....بعد مناوشات بين الروم والمسلمين قبيل موقعة " فحل " ، أرسل الروم إلى المسلمين : ان ابعثوا إلينا رجلا نسأله عما تريدون ، وما تسألونه وما تدعون إليه ، ونخبره بما نريد ، فأرسل إليهم أبو عبيدة عامر بن الجراح (رض) الصحابي معاذ بن جبل الانصاري (رض) مفاوضا وسفيرا عن المسلمين ، فاستعد الروم لاستقباله ، واظهروا اجمل ما عندهم من الزينة ، وانفذ ما عندهم من الاسلحة ، وفرشوا ألأرض باثمن البسط ، والنمارق ألتي تكاد تخطف الابصار ، ليفتنوا معاذا عما جاء له ، او يرهبوه ، ويفتوا في عضده ، ففاجأهم بتعاليه عن زينتهم ، ورفضه لكل أشكال ألمغريات ، وبشدة تواضعه ، وزهده ، بل اغتنم ذلك الموقف لأستخدامه سلاحا ضد الروم ، فأمسك بعنان فرسه ، وابى ان يعطيه لغلام من الروم ، وأبى الجلوس على ما أعدوه لأستقباله ، وقال لهم : " لا اجلس على هذه النمارق التي استأثرتم بها على ضعفائكم ، وجلس على الارض ... وقال : إنما أنا عبد من عباد الله أجلس على بساط الله ، ولا أستأثر بشيء من مال الله على اخواني " ، ودار بينهم حوار ، سألوه فيه عن ألإسلام ، فأجابهم ، وسألوه عن نبي الله عيسى عليه السلام ، فقرأ عليهم قوله تعالى "" إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون "" آل عمران : 59" وأوضح لهم ما يريده منهم المسلمون ، وقرا عليهم قوله تعالى "" يأيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة "" التوبة : 123"" ، وقالوا له : " إن سبب انتصار المسلمين على الفرس هو موت ملكهم ، وإن ملك الروم حي ، وجنوده لا تحصى " ، فقال لهم : " إن كان ملككم هرقل فإن ملكنا الله ، وأميرنا رجل منا ، إن عمل فينا بكتاب الله ، وسنة نبيه ، أقررناه ، وإن غير ، عزلناه ، ولا يحتجب عنا ولا يتكبر ، ولا يستأثر علينا ، واما عن كثرتكم ، فقرأ عليهم قوله تعالى " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين " البقرة :249" ، ولما فشل الروم في التأثير على معاذ (رض) أو النيل منه فيما اعدوه من بهارج ، وخيلاء ، عادوا يعرضون عليه الصلح ، وان يعطوا المسلمين البلقاء ، وما والاها ، فأعلمهم معاذ (رض) : " أنه ليس أمامهم إلا الإسلام ، او الجزية ، أو الحرب ، فغضبوا وقالوا : إذهب إلى أصحابك ، إنا لنرجوا أن نقرنكم في الحبال ، فقال معاذ : أما الحبال ، فلا ، ولكن والله لتقتلننا عن آخرنا ، أو لنخرجنكم منها أذلة صاغرون " ! ، ثم أنصرف ...
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د.صالح العطوان الحيالي 15-12-2017
كان قادة المسلمين ينتقون السفراء والوفود المفاوضة بدقة وعناية وكان هؤلاء السفراء على درجة عالية من القوة والبلاغة والشجاعة في القاء كلماتهم مشفوعة بالحجة والدليل والاقناع لخصمهم وكان من بين السفراء المفاوضين الذين اختارهم امين الامة ابو عبيدة عامر بن الجراح لمفاوضة الروم قبيل موقعة فحل الشهيرة ....بعد مناوشات بين الروم والمسلمين قبيل موقعة " فحل " ، أرسل الروم إلى المسلمين : ان ابعثوا إلينا رجلا نسأله عما تريدون ، وما تسألونه وما تدعون إليه ، ونخبره بما نريد ، فأرسل إليهم أبو عبيدة عامر بن الجراح (رض) الصحابي معاذ بن جبل الانصاري (رض) مفاوضا وسفيرا عن المسلمين ، فاستعد الروم لاستقباله ، واظهروا اجمل ما عندهم من الزينة ، وانفذ ما عندهم من الاسلحة ، وفرشوا ألأرض باثمن البسط ، والنمارق ألتي تكاد تخطف الابصار ، ليفتنوا معاذا عما جاء له ، او يرهبوه ، ويفتوا في عضده ، ففاجأهم بتعاليه عن زينتهم ، ورفضه لكل أشكال ألمغريات ، وبشدة تواضعه ، وزهده ، بل اغتنم ذلك الموقف لأستخدامه سلاحا ضد الروم ، فأمسك بعنان فرسه ، وابى ان يعطيه لغلام من الروم ، وأبى الجلوس على ما أعدوه لأستقباله ، وقال لهم : " لا اجلس على هذه النمارق التي استأثرتم بها على ضعفائكم ، وجلس على الارض ... وقال : إنما أنا عبد من عباد الله أجلس على بساط الله ، ولا أستأثر بشيء من مال الله على اخواني " ، ودار بينهم حوار ، سألوه فيه عن ألإسلام ، فأجابهم ، وسألوه عن نبي الله عيسى عليه السلام ، فقرأ عليهم قوله تعالى "" إن مثل عيسى عند الله كمثل آدم خلقه من تراب ثم قال له كن فيكون "" آل عمران : 59" وأوضح لهم ما يريده منهم المسلمون ، وقرا عليهم قوله تعالى "" يأيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار وليجدوا فيكم غلظة "" التوبة : 123"" ، وقالوا له : " إن سبب انتصار المسلمين على الفرس هو موت ملكهم ، وإن ملك الروم حي ، وجنوده لا تحصى " ، فقال لهم : " إن كان ملككم هرقل فإن ملكنا الله ، وأميرنا رجل منا ، إن عمل فينا بكتاب الله ، وسنة نبيه ، أقررناه ، وإن غير ، عزلناه ، ولا يحتجب عنا ولا يتكبر ، ولا يستأثر علينا ، واما عن كثرتكم ، فقرأ عليهم قوله تعالى " كم من فئة قليلة غلبت فئة كثيرة بإذن الله والله مع الصابرين " البقرة :249" ، ولما فشل الروم في التأثير على معاذ (رض) أو النيل منه فيما اعدوه من بهارج ، وخيلاء ، عادوا يعرضون عليه الصلح ، وان يعطوا المسلمين البلقاء ، وما والاها ، فأعلمهم معاذ (رض) : " أنه ليس أمامهم إلا الإسلام ، او الجزية ، أو الحرب ، فغضبوا وقالوا : إذهب إلى أصحابك ، إنا لنرجوا أن نقرنكم في الحبال ، فقال معاذ : أما الحبال ، فلا ، ولكن والله لتقتلننا عن آخرنا ، أو لنخرجنكم منها أذلة صاغرون " ! ، ثم أنصرف ...
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق