أرجوكم لا تسخروا مني :*بقلم وألوان خالد سليمان
**************************************************
أحيانا تسكننا كآبة من ضغط مواقف الحياة علينا ، وتسكننا الهموم من مفاجآت الحياة وردود الأفعال على مواقفنا مع من نحبّ ومن لا نحبّ ، ويشاء الله أن يزيل كآبتنا برحمته وحنانه ؛ فيقدّر لنا مواقف خارج الحسبان والتصوّر .
سأحكي لكم ما حدث ؛ واحكموا أنتم ، دون ذكر أسماء أو أماكن ، حيث كان بيني وبين طالبات كلية التربية قسم اللغة العربيّة ؛ لإعراب بعض آيات القرآن المقررة عليهن ؛ فصليت المغرب ؛ والتقيتهنّ في منزل إحداهنّ وكان منزلا أنيقا أنيقا ،
ووسط تقدير من حضر لي ؛ أحسست أنني لو مددت ذراعيّ ؛ لطرت من السعادة لحرصهن على العلم وشكرهنّ لي ؛ لأنني يسرت لهنّ الإعراب بطريقة مبسطة ، ودائما أكرر لطلابي وطالباتي : لست عبقريا ، ولكنّ لغتنا العربية سهلة يسرها الله ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر )
وبينما نحن وسط شرح وإعراب وتوضيح ، صرخت إحدى الطالبات صرخة مفاجئة قائلة : فار فار ، فما كان منّي إلا أن صرخت ، ورفعت قدميّ عن السجادة الأنيقة ، ووضعتهما على مقعدي الفخم أو قل خبأتهما داخلي ، ولا أدري كيف حدث هذا ؟ ،
وارتطمت أصابعي بزجاج منضدة السفرة واهتزّ فنجان قهوتي صارخا ، وضحك الجميع لما حدث منّي ،
وكلّ ما أعرفه ، أنني فقدت حاستي السمع والبصر مؤقتا ، وما كانت من الضيفة الكريمة ، إلا أن أغلقت باب المطبخ ؛ لأن الفأر عدو النحو تسلّل من نافذة المطبخ ، وقفز على البوتاجاز ، وما إن أغلق الباب ، حتى عاد سمعي وبصري ووعيي ؛
فسمعت ضحكات عجيبة ، ورأيت أفواها مفتوحة لا تغلق من الابتسام ونوبات الضحك المجنونة ، وحاولت تبرير موقفي ؛ فلم أجد حروفا ولا كلمات ،
وتقدمت إحدى الطالبات ؛ لتقدّم لي كأسا من الماء ، ففزعت وقلت : من فضلكنّ الاقتراب منّي ممنوع ، وأحذّركنّ من ردود أفعالي العنيفة جرّاء دخول هذا الفأر للمطبخ .
وبعد أن أفقت من ذهولي ابتسمت ، وغبت في نوبة ضحك عميقة ، أزحت بسببها جبال الضيق والكآبة من صدري ، وابتسمت الحاضرات وقلن : كل هذا بسبب فأر ؟؟!!
فقلت مبررا موقفي المفاجئ ، والذي يعدّ من أسرار شخصيتي : يا جماعة الخير أنتن متخيّلات أنني أخاف من الفأر ، لا وألف لا ، إنه ليس خوفا ؛ ولكنّه تقدير واحترام ، لكنّ الناس يسمّونه خوفا ، وغابت الحاضرات في ضحك وابتسام ،
وبعدها وجدتني سعيدا متفائلا ، وقد أزاح الله عنّي جبالا من الهموم ، ما كنت أظنّها تفارقني بسهولة ، ولكنّها زيارة لضيف غير مرغوب فيه ،
وأريد أن أطمئنكم ، أنني أكملت شرحي لهنّ ، وأنا أجلس القرفصاء على مقعدي الفخم ، وقلت لهنّ : لو خرج الفأر من المطبخ ، سأجلس فوق المنضدة لأكمل شرحي ، ومع أذان العشاء انتهى شرحي ، وحمدت الله على السلامة والنجاة من موقف لم يكن في الحسبان ،
أرى بعضكم يسخر منّي ومن موقفي ، ولكنّي كما قلت لكم : إنني لا أخاف من أي فأر في الدنيا ، ولكنّه تقدير واحترام ، ولكنّ بعضنا يسمّيه خوفا ورعبا ،
وعامة أنا في منزلي أضع كل احتياطات الأمان لدخول أي فأر ، ودائما أكرر : خالد سليمان والفئران لا يجتمعان في أي مكان ،
اللهمّ لا تجعلني في مواجهة مع أيّ فأر في أيّ مكان يارب ، وكلّ ما أرجوه منكم ألا تسخروا منّي ، فقد كنت في حاجة لشيء يزيل كآبتي وغمّي ، وقد كان ، فلا تسخروا منّي .
**************************************************
أحيانا تسكننا كآبة من ضغط مواقف الحياة علينا ، وتسكننا الهموم من مفاجآت الحياة وردود الأفعال على مواقفنا مع من نحبّ ومن لا نحبّ ، ويشاء الله أن يزيل كآبتنا برحمته وحنانه ؛ فيقدّر لنا مواقف خارج الحسبان والتصوّر .
سأحكي لكم ما حدث ؛ واحكموا أنتم ، دون ذكر أسماء أو أماكن ، حيث كان بيني وبين طالبات كلية التربية قسم اللغة العربيّة ؛ لإعراب بعض آيات القرآن المقررة عليهن ؛ فصليت المغرب ؛ والتقيتهنّ في منزل إحداهنّ وكان منزلا أنيقا أنيقا ،
ووسط تقدير من حضر لي ؛ أحسست أنني لو مددت ذراعيّ ؛ لطرت من السعادة لحرصهن على العلم وشكرهنّ لي ؛ لأنني يسرت لهنّ الإعراب بطريقة مبسطة ، ودائما أكرر لطلابي وطالباتي : لست عبقريا ، ولكنّ لغتنا العربية سهلة يسرها الله ( ولقد يسرنا القرآن للذكر فهل من مدّكر )
وبينما نحن وسط شرح وإعراب وتوضيح ، صرخت إحدى الطالبات صرخة مفاجئة قائلة : فار فار ، فما كان منّي إلا أن صرخت ، ورفعت قدميّ عن السجادة الأنيقة ، ووضعتهما على مقعدي الفخم أو قل خبأتهما داخلي ، ولا أدري كيف حدث هذا ؟ ،
وارتطمت أصابعي بزجاج منضدة السفرة واهتزّ فنجان قهوتي صارخا ، وضحك الجميع لما حدث منّي ،
وكلّ ما أعرفه ، أنني فقدت حاستي السمع والبصر مؤقتا ، وما كانت من الضيفة الكريمة ، إلا أن أغلقت باب المطبخ ؛ لأن الفأر عدو النحو تسلّل من نافذة المطبخ ، وقفز على البوتاجاز ، وما إن أغلق الباب ، حتى عاد سمعي وبصري ووعيي ؛
فسمعت ضحكات عجيبة ، ورأيت أفواها مفتوحة لا تغلق من الابتسام ونوبات الضحك المجنونة ، وحاولت تبرير موقفي ؛ فلم أجد حروفا ولا كلمات ،
وتقدمت إحدى الطالبات ؛ لتقدّم لي كأسا من الماء ، ففزعت وقلت : من فضلكنّ الاقتراب منّي ممنوع ، وأحذّركنّ من ردود أفعالي العنيفة جرّاء دخول هذا الفأر للمطبخ .
وبعد أن أفقت من ذهولي ابتسمت ، وغبت في نوبة ضحك عميقة ، أزحت بسببها جبال الضيق والكآبة من صدري ، وابتسمت الحاضرات وقلن : كل هذا بسبب فأر ؟؟!!
فقلت مبررا موقفي المفاجئ ، والذي يعدّ من أسرار شخصيتي : يا جماعة الخير أنتن متخيّلات أنني أخاف من الفأر ، لا وألف لا ، إنه ليس خوفا ؛ ولكنّه تقدير واحترام ، لكنّ الناس يسمّونه خوفا ، وغابت الحاضرات في ضحك وابتسام ،
وبعدها وجدتني سعيدا متفائلا ، وقد أزاح الله عنّي جبالا من الهموم ، ما كنت أظنّها تفارقني بسهولة ، ولكنّها زيارة لضيف غير مرغوب فيه ،
وأريد أن أطمئنكم ، أنني أكملت شرحي لهنّ ، وأنا أجلس القرفصاء على مقعدي الفخم ، وقلت لهنّ : لو خرج الفأر من المطبخ ، سأجلس فوق المنضدة لأكمل شرحي ، ومع أذان العشاء انتهى شرحي ، وحمدت الله على السلامة والنجاة من موقف لم يكن في الحسبان ،
أرى بعضكم يسخر منّي ومن موقفي ، ولكنّي كما قلت لكم : إنني لا أخاف من أي فأر في الدنيا ، ولكنّه تقدير واحترام ، ولكنّ بعضنا يسمّيه خوفا ورعبا ،
وعامة أنا في منزلي أضع كل احتياطات الأمان لدخول أي فأر ، ودائما أكرر : خالد سليمان والفئران لا يجتمعان في أي مكان ،
اللهمّ لا تجعلني في مواجهة مع أيّ فأر في أيّ مكان يارب ، وكلّ ما أرجوه منكم ألا تسخروا منّي ، فقد كنت في حاجة لشيء يزيل كآبتي وغمّي ، وقد كان ، فلا تسخروا منّي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق