الأحد، 26 نوفمبر 2017

الأمُّ محمد خالد الأمين / المغرب

الأمُّ
****
كنتَ الـــــــــــمَشِيجَ معلَّقًا تتجدَّرُ
.........تقْتاتُ من دمِــــــــــها ومَا يَتَوَفَّرُ
***
مَا أنتَ إلا مضــــــــغةٌ وَتطوَّرَتْ
.........مِنْ نُطــــــــفَةٍ عَبْر القَنَا تتصوَّرُ
***
وَكُسِيتَ لحْـــــمًا سَاترًا بِوشاجِهِ
.........لَفَّ العظـــــــــــــامَ وَجِلدهُ يتغيّرُ
***
ألمٌ يُنــــاوِرُ من متاعب حمْلِهَا
.........كحَمَــــــــــامةٍ مكسورةٍ تتضرَّرُ
***
مَغْصُ الــــــوِلادةِ همُّها وَكَأنَّهُ
.........يَوْمُ الحِسَابِ بِبَــــــالِهَا يتضمَّرُ
***
أنتِ الكـــريمَةُ والحبيبةُ فيضُكِ
.........خصبٌ سَـــــقَى أفواهَ لا تتخيَّرُ
***
دومًا تُراقِـــبُ ما يَدورُ جِوَارهَا
.........لا عينَ يُغمَـــضُ جَفْنُهَا وَيُخَدَّرُ
***
كم قبَّلتْ ما أظْلمَتْــــــــهُ ظِلالُك
.........فخْرًا كفحلٍ زَانَـــــــــهَا تتشكَّرُ
***
سَهرَتْ بكَ اللَّيلَ البهيمَ جَريحَةً
.........كُنْتَ السِّـــــــــراجَ لِلَيْلِها تتسَمَّرُ
***
عــــهدٌ على نفـــــسٍ وما غَدرَت بهِ
..........وغَدَا الوفـــــــــاءُ بِنُبْلِها يتقطَّرُ
***
زرعَتْ شتـــــائلَ في منابتِهَا ولا
.........يُثنِي معيقٌ ربْوَهــــــــــا فَتُزَهَّرُ
***
أنت الأمــــــــيرُ ولا مثيلَ يفوقُكَ
.........في عينِــــــها نجــــــمٌ سَنَا يتعفَّرُ
***
كانتْ وِسَــــــــادتُك الأبِيَّةُ رُكبَةً
.........وَتطيبُ نومًــــــــــا ناعمًا تتخمَّرُ
***
عهدُ الأمومةِ نــــــــاعمٌ بطهارةٍ
.........كوِشـــــــــــــــاحِ بَدْرٍ ليلهُ يتنوَّرُ
***
عيدٌ يباركـُــــــــــــها بوردةِ فُلَّةٍ
.........نَسمَتْ أريـــــــــجًا فائحًا يتحرَّرُ
***
أنْتِ الشّعــــــــارُ كَكَوثرٍ بحنانِكِ
.........تَسقِي السَّكينةَ رحْـــــمةً تتعطَّرُ
***
لايبهَتُ الرَّحِمُ الحــــــليمُ بفُرقَةٍ
.........مَا دَام قلــــــــــبُ الأمِّ لا يَتَجمَّرُ
***
أنْتِ الطَّــــهُورَةُ كَالبتولِ صفيَّةٌ
.........كزُلالِ مــــــــــــــاءٍ دافق يتفجَّرُ
***
رَفَعَ الجَليلُ مَقـَـامَها وعُروشَها
.........أسْمَى سَمَـــــــاء والرِّضَا يتقرَّرُ
***
إِحْلِيــــلُها كَــــــرَمٌ وَليسَ مثيلُه
.........في الكوْن طعمًا صَـائِغًا يتعصَّرُ
***
ذاقَـــــتْ مَرارةُ حمْلِهَا فَتَجَلَّدتْ
.........صَبْرًا وكـَــــــــان وَكيلُهَا يتدبَّرُ
***
سندٌ رحِـــــــيمٌ ساهرٌ صلواتنَا
.........غيثٌ لــــــــــهَا وَتُرابُها يتنضَّرُ
****
ضَوْءُ الحَكيمِ زَهَا بهَا حتَّى غَدَتْ
.........نَجمًا يُضيءُ دُروبَنَــــــــا وَتُطهَّرُ
***
اخْفِضْ جنـــــــــــاحَ مذلَّةٍ فإِنَّهَا
.........بعْدَ الكَرِيمِ رٍضَـــــــاؤُهَا يتصدَّرُ
************************
محمد خالد الأمين / المغرب
***********************
الصورة من الويب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...