الأربعاء، 6 أبريل 2022

نص بقلم د.محفوظ فرج

 

عن سهل بن سعد رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (في الجنّة ثمانية أبواب، فيها باب يُسمى الريّان، لا يدخله إلا الصائمون) رواه البخاري كتاب بدء الخلق باب صفة أبواب الجنة برقم ٣٠٨٤

.................

الحديث النبوي الشريف  من أسلوب الخبر وعلى الرغم مما فيه من إيجاز فقد حفل في التوكيد القائم على القصر لأنه من أحاديث الترغيب التي تتطلب توكيدا .


الجملة الأولى مبتدأ وخبر تقدم فيها الخبر على المبتدأ (١)( في الجنة ثمانية أبواب ) وهذا التقديم  كان جوازا لأن المبتدأ ( ثمانية )  مخصصة بتمييزها المضاف إليه ( أبواب ) وهو قصر الصفة على الموصوف .


 وفي الجملة الثانية  يتوالى الوصف  ( فيها باب يسمى الريان ) وهو أيضا ورد بجملة إسمية تقدم فيها الخبر على المبتدأ جوازا لأن المبتدأ نكرة مخصصة بالصفة وهي الجملة الفعلية ( يُسَمّى الريان ) وهو توكيد بالقصر وفي كل ذلك قصر المسند على المسند إليه .


ثم تلاه الوصف بأسلوب توكيد القصر ( لا يدخله إلا الصائمون ) وفي هذه المرة جاء القصر بالنفي والإستثناء وهو مدار الحديث والقصد منه فقد  مهد الرسول صلى الله عليه وسلم إلى بلوغ القصد باستدراج (٢) رائع فقد أحاط بعدد أبواب الجنة وكان تقديم الجنة هو استدراج في الترغيب يشرح الصدر ويسعد النفس  ثم بلغ  باب الريان الذي قصر على دخول الصائمين  


د.محفوظ فرج

----------

١- يتقدم الخبر على المبتدأ جوازا إذا كان المبتدأ نكرة مخصصة بالصفة أو الإضافة والخبر شبه جملة 


٢- الاستدراج ( استفعال ) من قولهم استدرجته إلى كذا إذا أنزلته درجة درجة حتى تستدعيه إليك وينقاد لما قلته من ذلك / الطراز ، للعلوي ٢/ ١٤٨



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...