الثلاثاء، 14 أغسطس 2018

***نُـــــــــــــــوَّاره***!!) قصـة ********************** بقلم الأديب الشاعر:احمد عفيفى

***نُـــــــــــــــوَّاره***!!) قصـة
**********************
بقلم الأديب الشاعر:احمد عفيفى
*******************
فى تمردٍ مباغتٍ وقف أمام المرآة ,قال:سوف اُطيل شعر رأسى, وأصبُغه باستثناء موضعٍ صغير أعلى السالفين,وسأستخدم عطراً شبابياً,وأبتسمُ ابتساماتٍ شبابية!..
غير أن المسألة لم تبدُ بهذه البساطة,حيث أنفق دهراً يفتش عن بدلةٍ شبابية,وربطة عُنق تُلائمها..دون جدوى!
*هذا -أمشيرُ- المُتقلب, مازال يمقته,ويمقت مطره وزوابعه -وشخير- زوجته..
*يعرف أن-سلمى- ودودة وهادئة كنسمةٍ ربيعية,-هكذا كانت قبل ان تصير:أرملةً.. ويعرف أنه يروقُها- بعيدا عن -الشعر المصبوغ والهندام الشبابىًّ- وفارق العقدين بينهما..غير أنها حييّةُ اكثر مما ينبغى , تُحب أبنائه كثيراً, وتخشاهم أكثر..
*أمَّا -نُـوَّاره-,فهى أكثر فتنة وأنوثة و-جنوناً-, حين يزوره طيفها فى ليلهِ البارد,يظل متحمساً,مُتمتماً لنفسه:(آااهٍ -يانُـوَّاره-هذا قلبى الذى لم يزل شاباً, يزأر فى براحه النائىِّ رُغماً عن الحقيقة والواقع والمثاليات التى تتكأ على رغباتى بقسوةٍ..وما تفتأ تُذكِّر بأننى مازلتُ طيباً ,ومثالياً ,ومستأنساً , وقائداً, وتابعاً)..
*وبعيداً عن وقاره,وفى استنفارٍ جديد,وقف ثانيةً أمام المرآة,ثم أغمض عينىيه هُنيهةً, وحين فتحهما شاهد غضنفراً, فانتعش, وبُشّت أساريره,لكنه حين اقترب من المرآة رأي الغضنفر وديعاً يتثائب ويذرف الدموع تباعاً, وقبل أن يوشك الليل على الرحيل, ضغط بمخالبه الغضنفرية على معدته, فأيقظت عصافيراً وحشيةً جائعة,لكن الطعام هناك, حيث الشخير الوحشىّ, الذى لن يروق صاحبته أن شيئاً يحمل بصماتها, سيذهب هكذا دون مقابل!
*آااهٍ -يانُوَّارة-, مازالت فتنتك الطاغية تدغدغ قلبه, بينما خريفه الوحشىّ جالساً قُبالته, وهو مستلقٍ برتابة قاتلة, كأنه يسخر منه, يُذكِّره دائماً بالعسل المأسوف عليه..
*وأنت أيها الأمشير الغاشم,لماذا أغضبته وخبّأت النجوم,وأسكتّ العصافير, وجعلت العبرات تسيل, والاُذنُ تئنُ تحت وطأة الصفير؟..
*نعم -نُوَّاره- مازال وجهُك الفاتن يُزغللُ عينيه كهذا البرق, لابد وأنك إمرأةٌ صيفيةٌ, حيث شُرفتك لم تزل مضاءةً, تماما كوجهكِ, كأنك تومئين له أن يظل يقظاً,قاتلك الله,كيف تُشبهينه بأمشير؟..حتى وإن أبدي تعاطفاً مع شعرك المتطاير المترامى الأطراف,وعينيك الشقيتين اللتين تبتسمان له دائماً رغم أنف الناظرين؟..
أجل..لقد اصبحتِ وحيدةً مثله,وأصبح الوقتُ ملائما لتقترفا أفعالاً شبابية, فما زال تواقاً للحب الذى ينشده مُذ كانت المرأة لا تجد مشقّةً كى تُثبت أنها أنثى..لم يعد ملائماً أن تقبع الفريسة خاملةً تستنهض الصياد..إذ كيف يُراقَ ثلجاً بثلجٍ؟,لن يُسعف الصياد- -آنذاك- سوى أن يقول شكرا على فنجان القهوة,مع حرصه الشديد على إزالة ما قد يُفشى سرّه..سيكتفى بالكتابة ونظم الشعر, وربما يتسلل الى الشارع, ليستقبل وابلاً من المطر الثقيل يُفيقه من الكمون الطويل..
نعم -يانُوَّاره-, كم يتمنى قبل أن يشيخ هنا,وأنت مازلت تُشبّهينه بأمشير,بينما يشبّهُ فستانك الفضفاض بالبراح الذى تمرحين فيه بحديقة قلبه..نعم سيصمد ويصدُّ الزوابع, ودلالُك المستبد, سيجلس على نفس الكرسىّ,بنفس المكان منتظرا عودتك الى طاولتك الأثيرة, مُحذراً إيـّاك:ليس صديقه ذلك الجالس إلى طاولته ذو الشعر اللامع, والبشرة الغضّة المُشبّعة بالإحمرار , والذى ربما يصغره بعقدين,ذلك المختبئُ خلف نظارته الشمسية السوداء, وخلف عينين , نهمتين , متحفزتين!!
*******************************
من مجموعتى القصصبة= طقوسُ صارمة =

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...