خطوة رائدة
▪ ٥ ▪
ثمة خلل في نمط التفكير لدى طليعتنا المثقفة. هذا الخلل مبعثه المادة الثقافية المتداولة بين أيديهم و التي صيغت بطريقة تبعث على مقت و سخط و غضب و توتر و سآمة و تشنج، و تراها تنأى بصاحبها عن هدوء و توازن يجب أن يلازم و يرافق نمط تفكيره.
و حين يكون صاحب المنتج الثقافي غير سوي من حيث الأمثلة المكتسبة المختزنة في ذاكرته، أو من حيث سلوكه إذ يترجم تلك الأمثلة المكتسبة إلى واقع و منطق، فمن الطبيعي أن يكون منتجه الثقافي يكتنفه الخلل و النقص، بل قد خلا من رؤية سوية و سليمة.
فالأمثلة غير السوية المختزنة في ذاكرة المرء تنتج سلوكا و منطقا و عطاء غير سوي ! و ذاك هو حال طليعتنا المثقفة التي من المفترض لها أن تقود المجتمع نحو بر الأمان إذا بها تنحرف بالمجتمع و تسقط به و ذلك بحكم الأمثلة غير السوية المختزنة في ذاكرتها
لقد غدا مثقفنا اليوم ينظر إلى الأمور برمتها وفق منطق السياسية حيث تجده يفلسف الأمور و يضع الحلول و يطرح منتجه الثقافي إنطلاقا من رؤية سياسية ذات طابع أيديولوجي أو حزبي أو طائفي تميز بضيق الأفق و قلة الحيلة
إننا لو أخذنا عينة ممن يكتب على الفيس من الذين يصنفون ضمن الطليعة المثقفة سنجد منهم عجبا إذ تجدهم يضرمون النار في المجتمع بما يطرحون من مادة يظنها الأمي من الناس أنها من العلم أو أنها من صحيح المعرفة و الفكر
و كم يغيظني أولئك الجهال الذين يسارعون إلى تدبيج كلمات المديح و الثناء على أولئك الكتاب و قد غبي عليهم حقيقة أمر أولئك الكتاب و ما يرمون إليه من زعزعة أركان المجتمع و تفجير دعاماته !
و كم يغيظني أولئك الجهال الذين يسارعون إلى تدبيج كلمات المديح و الثناء على أولئك الكتاب و قد غبي عليهم حقيقة أمر أولئك الكتاب و ما يرمون إليه من زعزعة أركان المجتمع و تفجير دعاماته !
و كم يغيظني المثقف يصطاد بالماء العكر
يسارع في استحضار أمثلة توافقه و توافق هواه و توجهاته السياسية و يصرف النظر عن كل نص لا يخدم رأيه الذي غالبا مايكون رأيا عليه مئة مطعن و مطعن
يسارع في استحضار أمثلة توافقه و توافق هواه و توجهاته السياسية و يصرف النظر عن كل نص لا يخدم رأيه الذي غالبا مايكون رأيا عليه مئة مطعن و مطعن
- و كتب: يحيى محمد سمونة -
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق