وما يبغيهِ منّي لستُ أدري
تنهّدَ صارخاً وأباحَ غدري
زماناً كنتُ أحسبهُ حبيباً
تغزّلَ حرفهُ بجمالِ شعِري
تنصّلَ عن وعودٍ قدْ رواها
وأنكرَ قولهُ وأشاعَ هَجري
عشقتهُ دونَ خلقِ اللهِ لكنْ
بما تُبدي ظنونهُ ضاقَ صدري
تسلّى بالفؤادِ وعاثَ فيهِ
ونبضُ القلبِ يجري حيثَ يسري
أرى عينيهِ تبرقُني اتهاماً
كأنّي قدْ كبوتُ ونلتُ وزري
تقاسيمٌ بوجههِ حدّثتّني
فانكرني وظلماً راحَ يجري
فجئتُ معاتباً فيهِ عيوني
أيجرأُ أن يعيشَ بدونَ ذكري
كلامهُ دائماً فيهِ تجنِّ
وفي جلِّ المواقفِ نالَ عذري
ويعلمُ إنّني دوماّ أراهُ
يخاصمُني، ولم يعبأ بأمري
تمادى بالعداءِ وكمْ هجاني
يرومُ الغدرَ كي يلهو بخدري
وما يُدريهِ علَّ البعدَ يُدمي
دموعٌ لمْ تَزلَ للآن تجري
فمَا بالقلبِ مخبوءٌ ولكنْ
تناسى أنّهُ قدْ حزَّ نَحري
نطقتُ الآهَ مِن ظلمٍ شجاني
ورغمَ الآهِ بغضاً رامَ زجري
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق