يابحر فيك بعثتُ كل زوارقي
مشفوعةً بكتائب الأشواقِ
ترنو إليك لكي تعيد حبيبها
من غربة كتمزق الأوراقِ
ياروعةَ الأمواجِ قودي سيرها
نحو الحبيب بشوقها البرّاقِ
فلعلها تلقاه مثلي تائهاً
فتعيده في موجةٍ لرفاقِ
و تضمُّه كالأم في أحضانها
خوف الأذى من عالم الأعماقِ
يا بحر كم أشتاق رؤيةَ غائبي
كم حدقت عيناي في الآفاق
كم راقبت يابحر سير مراكبي
مشحونةً بعواطف المشتاقِ
كم سالت الدمعات بي محاجري
فشعرت وهج النار في أحداقي
كم صحتُ كالمجنون باسم أحبتي
كم باءت الأصواتُ بالإخفاق
كم حاولت روحي السباحةَ نحوها
لكنها خشيت من الإغراق
يا بحر خبِّر عن مكان أحبتي
يابحر جُدْ للصبِّ بالاشفاق
يابحر تلك زوارقي صنَّعتُها
وجعلتها في موثق ووثاقِ
وأمرتها ألا تخون وصيتي
فأعدتها يابحر بالميثاق
فوقفتُ عند الشطِّ وهي بجانبي
كالحائر المغلول في الأعناق
أرنو إلى الأفق البعيد مسافراً
ببصيرتي وأصيحُ: يا ترياقي
==================
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق