قصيدة " بديهيات التحرر الفكري"
درر رمضانية:
"بديهيات التحرر الفكري"
أخزى شيء أن تتحرر الأفكار من العبودية المطلقة لخالقها.
أيها اﻹنسان المخلوق،
المتغطرس بالعقوق،
في زمن التشدق والفسوق،
والتفلسف والتعنت والمروق .
كيفما كنت، مهما ملكت واعتليت،
مهما قرأت ودرست وارتقيت،
مهما ملكت من شهادات واكتفيت.
كيفما كان جنسك ولونك وعرقك،
وحزبك وعقيدتك وانتماؤك،
أنت عبد مدان لخالقك
مغلوب على أمرك رغم أنفك،
مدان بقهرك بضعفك، بافتقارك بحاجياتك،
مدان بقصر عمرك، بانقضاء أجلك،
مدان بجبريتك الحيوانية في خلقتك،
مدان بضعفك بمرضك بشيبك وهرمك.
اعتقد ماشئت، وقدس ماشئت، واعبد ما شئت
فأنت عبد مخلوق مدان لخالقك،
لا تزيغ شعرة عن ما قدر لك في قدرك،
عند اكتمال خلقك في أحشاء أمك.
عش حياتك طولا وعرضا فأنت مدان لخالقك،
عند لحظة الضعف واﻷنين،
وصم المسمع وغشاوة العين،
كل اﻷلوان البراقة تختفي في الحين،
واﻷفكار التي تعششت فيك من سنين،
عندها ترى الحقيقة واليقين،
في صمت بارد حزين،
واستسلام بالقهر مشين.
لما تلتف الساق بالساق وتتصلب الرجلين،
لا ملاذ... ﻻ إعتاق...أيها...العبد الباق.
إنه الموت الذي كنت تراه بعيد
صار أقرب لك من الوريد
يحصد الأنفاس كحصاد الزرع ويزيد.
لا طبيب لا راق، إنها لحظة الفراق،
أيها العبد الضال المتكبر العاق.
يقول الرب الجليل، في محكم التنزيل.
(بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَٰنِ الرَّحِيمِ
أَلْهَاكُمُ التَّكَاثُرُ * حَتَّىٰ زُرْتُمُ الْمَقَابِرَ * كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * ثُمَّ كَلَّا سَوْفَ تَعْلَمُونَ * كَلَّا لَوْ تَعْلَمُونَ عِلْمَ الْيَقِينِ * لَتَرَوُنَّ الْجَحِيمَ * ثُمَّ لَتَرَوُنَّهَا عَيْنَ الْيَقِينِ * ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) [ سورة التكاثر]
بقلم. محمد السوارتي الادريسي
للشاعر/ة/ محمد السوارتي
تحت إشراف
د. منى ضيا
رئيس مجلس الإدارة د. منى ضيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق