قصيدة " كل الخلق سوف يدخلون النار "
. كل الخلق سوف يدخلون النار
. حتى الأنبياء والرسل والدليل
. من القرآن الكريم
لم أشعر بهذا الشعور من الخوف والرهبة مثلما انتابني وأنا أقرأ هذه الآية الكريمة التي تصرح وبحسم شديد أن كل خلق الله من إنس وجن سيدخلون النار حتى الأنبياء والرسل ولم تستثني أحدا بل جاءت بذلك مؤكدا ومحتوما في قوله سبحانه ( وإن منكم إلا واردها كان حتما على ربك مقضيا ) آية ٧٠ سورة مريم فالآية تقرر أن الكل داخل النار (وإن منكم ) فالمخاطب بالقرآن الكريم الثقلان الإنس والجن والآية قد شملت الاثنين دون استثناء فالكل وارد النار (إلا واردها ) والضمير يعود على النار ... إذن فالأمر جد خطير وقد سمع أحد الصالحين هذه الآية فوقع مغشيا عليه لما استشعره من هول الآخرة ولما أفاق سألوه عن سبب ما حدث له قال : أخبرني ربي بأني داخل النار ولم يخبرني بأني خارج منها .. ذلك لأنه أدرك جيدا معنى الآية
والأمر ليس هينا بل هو عند الله عظيم فمن المعلوم سلفا وخلفا أن الكل سيمر على الصراط والصراط فوق ظهر جهنم وقد وصف الصراط بأنه أدق من الشعرة وأحد من السيف .. والكل سيعبر على هذا الصراط ولكن كيف سنعبر؟ وما هي هيئة العبور؟
العبور على الصراط لن يكون سهلا فكل مخلوق سيعبر وهو يحمل أوزاره وذنوبه ( وليحملن أثقالهم ..) ١٣ العنكبوت ليس هذا فحسب ( .. وأثقالا مع أثقالهم ..)١٣ العنكبوت
فكل إنسان سيحمل ذنوبه مجسمة فوق ظهره ثم يعبر بها على الصراط فوق متن جهنم فمن سرق سريقة أي كان حجمها سيحملها على ظهره ومن قتل ومن سب ومن دمر ومن زنا ومن أفسد ... كل هذه سيحمل كل امرئ ما اكتسب من الإثم ليس هذا فحسب بل سيحمل أوزار كل من أضله وأفسده وكلما زاد الحمل وثقل كان سببا في أن يسقط في النار ولا يخرج منها ... إذن الأمر خطير جدا فما السبيل للخروج من هذه العاقبة السيئة؟ والإجابة عن هذا التساؤل تأتي صريحة في القرآن الكريم
في قوله سبحانه ( ثم ننجي الذين اتقوا ونذر الظالمين فيها جثيا ) ٧٢ مريم
إذن النجاة للمتقين وهذا شيء غريب فلم يعبر القرآن الكريم في هذا الموضع بالمسلمين ولا المؤمنين وإنما عبر بالمتقين وقد عرف السلف التقوى بأنها
العمل بالتنزيل
والخوف من الجليل
والرضا بالقليل
والاستعداد ليوم الرحيل
فمن تحقق فيه معنى التقوى فهو من المتقين الناجين من عذاب الجحيم ومن لم يتحقق فيه ذلك فهو في النار من الخالدين
والقرآن الكريم يوضح حقيقة هامة وخطيرة جدا أن هناك فئة محكوم عليها بالسقوط في النار وعدم النجاة هم الظالمون والغريب أنه لم يقل الكافرين أو الفاسقين أو المفسدين لأن كل هذا من أنواع الظلم فكل ظالم في النار بصريح القرآن الكريم فانتبهوا فالظلم طريق النار ... والظلم له أشكال متعددة ...
فمن كفر بالله فقد ظلم نفسه
ومن أكل حقوق الناس وسعى في الأرض فسادا فقد ظلم غيره
ومن تجبر وأعطى لنفسه ما ليس له بحق فدمر النفس وأبكى العين وأدمى القلب فقد استحق لقب الظلم بجدارة ومصيره النار وبئس المصير
اللهم اجعلنا من المتقين الناجين من عذاب الجحيم يارب العالمين
عادل حسن
للشاعر/ة/ عادل حسن
تحت إشراف
د. منى ضيا
رئيس مجلس الإدارة د. منى ضيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق