السبت، 19 يناير 2019

العلاقات الاسلاميه الدوليه عبر العصور 👈بقلم الدكتور /صالح العطون💥

العلاقات الاسلامية الدولية عبر العصور
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ د. صالح العطوان الحيالي -العراق- 5-1-2019
نشأت الدبلوماسية بين الأمم والدول منذ القديم كوسيلة للتفاهم والاتصال؛ وذلك نظرا لحاجة المجتمعات إليها، باعتبارها مفتاح العلاقات الدولية التي تتداخل فيها المصالح، ولا يستغني فيها أحد عن غيره.
الدبلوماسية: كلمة يونانية الأصل مشتقة من لفظة: " دبلو " ( diploo ). ومعناها: الطَوْيُ والثَنْيُ، ومنها جاء اسم تلك الوثيقة الرسمية التي كانت تُطوى وتُثنى، والتي عرفت بالدبلوما ( diploma ). وكان يَبعث بها الحكام بعضُهم إلى بعض في علاقاتهم الدولية الرسمية.
وقد تطور النشاط الدبلوماسي نسبيا بممارسة الرومان له، ثم ممارسته من قبل العرب في الجاهلية والإسلام، وغيرهم من الدول والأمم الأوربية الحديثة كالفرنسيين والإنجليز... وصار من دلالاته الشائعة ممارسة الكياسة واللباقة والمهارة في التعامل.
ثم غدا العمل الدبلوماسي مصطلحا على عِلْمٍ متكاملٍ له أسسه ونظرياته ومعالمه وامتيازا ته وأحكامه الدولية المتعارف عليها، والتي يقصد بها في النهاية: إتقان فن إدارة العلاقات بين الدول وتوثيقها وتنميتها نحو الأفضل في زمن السلم، وفض المنازعات ونحوها في زمن الحرب.
لا ريب في أن ظهور الإسلام في مطلع القرن السابع الميلادي يعد من أهم الأحداث التاريخية في العالم. وقد كانت رسالة الإسلام، منذ بدايتها، رسالة شاملة ودعوة عالمية موجهة إلى جميع الشعوب والأقوام، ففي حقبة وجيزة من الزمان، امتد الإسلام شرقاً وغرباً، ودخل فيه الناس أفواجاً بصورة سريعة، تعد معجزة لا مثيل لها في التاريخ.
وهكذا، جاءت الحضارة العربية إنسانية في مبادئها، دولية في نطاقها، وقد أسهمت إسهاماً بارزاً في الحضارة العالمية، وفي جميع مظاهرها، العلمية والاقتصادية والاجتماعية، واشتهرت، بوجه خاص، بشريعتها الخالدة، التي وضعت نهجاً حياتياً كاملاً، يشمل نواحي الدين والأخلاق والقانون جميعاً.. للإسلام نظرة للعلاقات الدولية تختلف في أساسها عن تلك التي يأخذ بها القانون الدولي الوضعي، فالإسلام أصلاً لا يعترف بانقسام العالم إلى كيانات سياسية ذات سيادة، لكل منها نظامها القانوني في العيش بحيث لا يخضع أي منها لقواعد أعلى إلا إذا قبل القواعد؛ على العكس من ذلك يهدف الإسلام إلى توحيد بني البشر في ظل نظام قانوني واحد هو الشريعة الإسلامية. فالشريعة الإسلامية موجهة للناس كافة، دونما تمييز على أساس الأصل أو العرق أو اللغة. ومن المتفق عليه عند الفقهاء المسلمين أن بلاد المسلمين واحدة، مهما تعددت أقاليمها وتباعدت أمصارها واختلف حكامها
القول بأن المسلمين كانوا ينشرون الإسلام بحد السيف غير صحيح؛ لأن الإكراه على الدين لا يجوز كما قال الله تعالى: {لاَ إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} [البقرة: 256]، وقال تعالى: {فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ} [الكهف:29]، ولكن المسلمين يدعون إلى دينهم ويبينون محاسنه, فمن رضي به دخل فيه, ومن لم يرضَ به دفع الجزية وبقي السلطان للمسلمين.
فاتهام الإسلام بأنه انتشر بالسيف ادعاء باطل، فالإسلام لم يكره أحدًا، ولم يجبر إنسانًا على اعتناقه؛ لأن الله لا يقبل إسلام المرء إلا إذا كان مصدقًا ومعتقدًا في أن الإسلام هو دين الله الخاتم الذي ينبغي أن يتبعه جميع البشر، وهذا لا يتأتى لمن يجبر على اعتناق الإسلام, فالإكراه ينافي أصل الإيمان.
ويدل على ذلك أن في الإسلام تشريع [أهل الذمة], وهؤلاء غير مسلمين رغبوا في العيش في دار الإسلام مع المسلمين على أن يبقوا على دينهم، والدولة الإسلامية تجيبهم إلى طلبهم وتدخل معهم بعقد يسمى [عقد الذمة], بموجبه يصير آمنًا على نفسه وماله ودمه مع بقائه على دينه، وفي الغالب يسلم هؤلاء أو الكثير منهم، ولو كان الإسلام ينتشر بالسيف لما شرع الإسلام عقد الذمة وآثاره ...
بدأ الإسلام دوره في المجتمع بأنه كان أساس التعاون وقاعدة للخير، فقد نادى بأنَّ جميع البشر متساوون. وكانت الدعوة سلمية هادفة بالدخول إلى الدين الإسلامي بشكل سلمي، لكن المسلمون واجهوا عداء مبكر إلى الحد الذي دفع بهم إلى الهجرة إلى المدينة المنورة نتيجة عدوان قريش التي لاحقتهم مما دفع بالمسلمين بالدفاع عن أنفسهم في العديد من الغزوات كغزوة بدر وغزوة أحد. ولم تكن قريش العدو الوحيد أنَّما واجه المسلمون اليهود بعد ذلك، واستخدامهم للسيف كان جزءاً من الدفاع عن النفس. ونتيجة للقواعد السليمة في الإسلام نشر هذا الدين بسرعة إلى إنحاء العالم عن طريق السفراء والسفارات. وساهمت المعاهدات التي أبرمها المسلمون مع الدول الأخرى في تعزيز العلاقات بينها، وقد كان معاملة الإسلام لتلك الدول أفضل معاملة حتى بالنسبة للدول التي كانت تعاديها فقد حظي أسرى تلك الدول بأفضل معاملة، وكذلك احترم الإسلام الديانات الأخرى ومناصريها وأعطتهم حق البقاء مقابل دفع ما يُعرف بالجزية.
أولاً: التمثيل الدبلوماسي في الإسلام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ :
ا -الدبلوماسـية النبويـة:
ـــــــــــــــــ بعد أن استقر النبي- صلى الله عليه وسلم -في المدينة المنورة وكوَّن الدولة الإسلامية، تصدَّى في خلال سنواتها الخمس الأولى للحملات العسكرية التي كانت تشنها قريش على المسلمين.
ثم بادر في السنة السادسة من الهجرة بالخروج إلى مكة لأداء العمرة مع ألف وأربعمائة من أصحابه، فصدته قريش عن دخول مكة، وأرسلت إليه وسطاء ورسلا حاولوا ثنيه عن دخول مكة، ومن هؤلاء: بديل بن ورقاء الخز اعي، ثم الحليس بن علقمة، ثم عروة بن مسعود الثقفي. وفشل هؤلاء الدبلوماسيون تباعا في تسوية الخلاف بين الطرفين وتقريب وجهتي نظريهما. فبعث النبي- صلى الله عليه وسلم -عثمان بن عفان سفيرا من طرفه إلى قريش، ليبلغهم أهداف هذه الرحلة الدينية التي جاء المسلمون من أجلها، وأنهم لا يريدون الحرب.
لكن قريشا احتبست عثمان عندها فشاع أنها قتلته، فأقبل الصحابة يبايعون النبي- صلى الله عليه وسلم -تحت الشجرة على قتال قريش حتى الموت؛ جرَّاء ما أشيع عن قتلها عثمان مبعوث المسلمين، وهتكها الأعراف الإنسانية الدبلوماسية في هذا الصدد.
ثم ما لبثت قريش أن أدركت حرج الموقف فأطلقت عثمان، وأرسلت سهيل بن عمرو مبعوثا جديدا، ففاوض النبي- صلى الله عليه وسلم -حتى تم الاتفاق بينهما على مجموعة نقاط، وسُمِّي هذا الاتفاق " صلح الحديبية ".
ثم لم يمض شهران على هذا الصلح حتى قام النبي- صلى الله عليه وسلم -بمكاتبة الملوك والأمراء داخل الجزيرة وخارجها، فأرسل مبعوثه الدبلوماسـي عمرو بن أمية الضمري بكتاب يحمله إلى النجاشي ملك الحبشة، كما أرسل حاطب بن أبي بلتعة مبعوثا دبلوماسيا إلى المقوقس ملك مصر، وكتب إلى كسرى ملك الفرس كتابا حمله إليه الصحابي السفير عبد الله بن حذافة السهمي، وبعث دحية بن خليفة الكلبي سفيرا بكتابه إلى قيصر ملك الروم، كما كتب إلى المنذر بن ساوى أمير البحرين كتابا حمله إليها العلاء بن الحضرمي، وبعث عمرو بن العاص سفيرا إلى ملك عمان...
ومن خلال هؤلاء الدبلوماسيين والسفراء والرسل وغيرهم ـ ممن وردت أسماؤهم في السيرة النبوية ـ استطاع النبي- صلى الله عليه وسلم -أن يبلغ دعوته، ويعرِّف هؤلاء الأمراء والملوك وشعوبهم بمبادئ الإسلام الإنسانية التي أرسله الله تعالى بها؛ لينير للناس طريق الحياة السعيدة.
ب- السفارة في عهد الراشدين
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ : يُعرَّف السفير في الإسلام بأنَّه الرسول والمصلح بين القوم، ويتمثل دوره بالتفاوض بالشرح والتحليل والبيان والأعلام وتبادل الرأي الأخر. أما أصول السفارة فكانت مستمدة من القرآن والتشريع والاجتهاد والقياس، بالإضافة إلى بعض المبادئ القديمة التي تتوافق معها. وفي العهد الراشدي كان هناك جملة من الشروط التي كان مطلوباً توافرها في السفير (الفصاحة في اللسان، والجرأة، وتحمل المسؤولية الاجتماعية، والصدق، وسرعة البديهة، ومعرفة لغة الطرف الأخر، والأمانة) وكان معظم السفراء من الصحابة والقضاة والعلماء، فلقد كان عمر بن الخطاب سفير قومه عندما يحدث خلاف بينهم وبين غيرهم.
وكان قتل السفير بمثابة إعلان الحرب. فمثلاً أقدم الغساسنة الذين كانوا يوالون لملك الروم بقتل سفير الرسول محمد صلى الله عليه وسلم (الحارث بن عمير الازدري) فقد كان ذلك بمثابة إعلان حرب.
كما أنَّ السفراء لم يكن لديهم سفارات دائمة في البلدان التي يذهبون إليها إلا إنَّهم كانوا يستقبلون بكامل الهيبة وكان لهم مكان مخصص للاجتماع والمأكل والمشرب والمنام. ويقال أنَّ أولى السفارات كانت سفارة (حكيم بن حزام) وسفراء الحديبة الذين بعثهم رسول الله إلى قريش من أجل أداء العمرة، كما تبادلوا قريش بالسفراء من أجل معرفة نوايا المسلمين من دخول مكة.
ج-الدبلوماسية في العصر الأموي:
صارت دمشق عاصمة الدولة الأموية فغدت أقوى وأقرب الحواضر الإسلامية إلى القسطنطينية عاصمة دولة بيزنطة وريثة الدولة الرومانية، فنشطت الدبلوماسية الإسلامية في تقديم العديد من الخدمات الإنمائية والتجارية حال السلم، بل قامت أيضا في حال الحرب بجهود واضحة ضخمة للوصول إلى فك الاشتباك والنزاع بين الطرفين في العديد من الحالات.
ومما يروى في هذا: أن الخليفة مروان بن عبد الملك أوفد الشعبي التابعي المعروف سفيرا إلى الإمبراطور " جوستنيان الثاني " في العام 70 للهجرة؛ وذلك لحل بعض المنازعات وتوطيد العلاقات بين الطرفين، وقد أثنى الإمبراطور في كتابه إلى الخليفة على لباقة سفيره الشعبي ومهارته وحنكته وفصاحته ونجاحه في إدارة الحوار والوصول إلى حلول مقبولة لدى الطرفين.
د- السفارة في العهد العباسي
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ : وصف السفارة في عهد الخلفاء العباسيين بأنَّه شهد نوع من التطور وإضفاء لطابع الكبرياء والهيبة، فقد كان السفراء يرفقون بالهدايا بين الأطراف إلا أنَّ ذلك لم يمثل السياسة الإسلامية أنما كانت تعبر عن السياسة الداخلية.
وكان السفير يحمل تذكرة (أوراق الاعتماد) يتضمن اسم المبعوث وصفته والغرض المرسل من أجله واسم الحاكم المرسل إليه.
هـ-الدبلوماسية في عصور إسلامية لاحقة:
ــــــــــــــ تابعت الدبلوماسية الإسلامية نشاطاتها حال السلم وحال الحرب بين الدولة الإسلامية والدول المجاورة، وذلك على أيدي الأمويين في الأندلس، ثم الفاطميين في مصر، ثم الأيوبيين في الشام، ثم العثمانيين في اسطنبول...
ومن هذه النشاطات الدبلوماسية المرويَّة عن الفاطميين إرسال الخليفة المستنصر بالله عددا من المبعوثين إلى " قسطنطين " ملك الروم في عام 466 للهجرة، للتفاوض معه من أجل تزويد مصر بكميات كبيرة من القمح؛ بسبب ما حلَّ بها من قحط وجفاف، فوافق الإمبراطور على ذلك، لكن المنية عاجلته قبل إنفاذ الصفقة، فخلفته في الحكم الإمبراطورة " تيودورا " واشترطت على المستنصر الدخول معها في تحالف عسكري ضد خصومها السياسيين فأبى ذلك، فامتنعت من تنفيذ الاتفاق، وفشلت البعثة الدبلوماسية في تحقيق مهمتها.
و-أسس وأهداف الدبلوماسية الإسلامية:
ــــــــــــــ تقوم أسس وأهداف الدبلوماسية الإسلامية على تعاليم الشريعة الغراء، وهي تنهل منها لتعكس بوضوح تطلعات الإسلام الإنسانية النبيلة إلى توثيق العلاقات وتبادل المصالح بين الشعوب، ومن تلك الأسس والأهداف ما يلي:
1ـ التعريف بالإسلام ومبادئه وفضائله والدعوة إليها: وهذا واضح في الرسائل التي حملها سفراء النبي إلى الملوك والحكام في داخل الجزيرة العربية وخارجها.
جاء في رسالته- صلى الله عليه وسلم -إلى قيصر الروم: " من محمد رسول الله إلى هرقل عظيم الروم، سلام على من اتبع الهدى، أسلم تسلم، أسلم يؤتك الله أجرك مرتين... " قل يا أهل الكتاب تعالوا إلى كلمة سواء بيننا وبينكم أن لا نعبد إلا الله ولا نشرك به شيئا ولا يتخذ بعضنا بعضا أربابا من دون الله...".
2ـ حل الخلافات والنزاعات بالطرق السلمية: ويتجلى ذلك في إرسال النبي- صلى الله عليه وسلم -عثمان بن عفان إلى قريش ليطلعهم على حقيقة قدومه، وأنه يريد العمرة ولا يريد الحرب، وهو مستعد للتفاهم إن أرادت قريش ذلك، وقد كان له ما أراد، فأرسلت قريش سهيل بن عمرو إليه، فاتفقا على صلح الحديبية كما هو معروف.
3ـ تنمية العلاقات الإنسانية: تهدف الدبلوماسية في الإسلام إلى تكوين علاقات إنسانية بين المسلمين وغيرهم، وتنمية هذه العلاقات بالوسائل المشروعة والتواصل الاجتماعي والاقتصادي والمعيشي والعلمي والفني... ويشهد لذلك اختلاط المسلمين بقريش بعد صلح الحديبية، وتبادلهم معها المصالح الاقتصادية والمعيشية والمعارف الثقافية، فضلا عن توثيق العلاقات الاجتماعية والرحمية التي تجمع بين الطرفين.
ومن هذا القبيل أيضا: ما حدث في زمن هرون الرشيد الخليفة العباسي الذي أرسل إلى " شارلمان " ملك الفرنجة ( فرنسا ) وفودا تحمل معها الهدايا والمبتكرات العلمية التي أبدعها المسلمون وتفننوا في اختراعها وصناعتها كما هو معروف ومفصل في مواطنه.
الرسائل
ــــــــــــــــ : كانت الرسائل تبعث من قبل الرسل أو السفراء وكانت باللغة العربية، وبالمقابل كانت الرسائل التي ترد باللغة التي بعث بها السفير، لذلك كان من الضروري وجود مترجمين محنكين لترجمة الرسائل، وكانت الرسائل التي تبعث للملوك والأباطرة لا تخلو من ألقابهم كما أنَّ الورق الذي كان يكتب عليه الرسائل كان من أجود أنواع الورق وكذلك الأمر بالنسبة إلى الحبر المستخدم.
ثانياً: المعاهدات
ــــــــــــــــــــــــــ : جاز القران للمسلمين المعاهدات مع ضرورة الوفاء به، وذلك في سبيل حقن الدماء. والمعاهدة في عهد الإسلام كانت تتم عن طريق الخلفاء أو الأمراء والمستشارين الأمر الذي لقن الغرب درساً في الشورى فلم يكن لهم في الشورى دراية من قبل. وكمثال عن الشورى نذكر:
* الشورى بين رسول الله صلى الله عليه وسلم واصحابه.
* الشورى بين رسول الله صلى الله عليه وسلم ومستشاريه.
وكان توقيع المعاهدة بين ملكين كافر ومسلم أو نائبهما أو بين الملك والنائب الأخر، كما اشترط في المعاهدات التي كان المسلمون يبرمونها مع العدو ألا تحرم حلالاً أو تحلل حراماً وألا تخل بالإسلام.
كمثال عن المعاهدات نذكر:
ــــــــــــــــــــــــــ
معاهدة المدينة
ــــــــــــ عقب الهجرة بين المسلمون المهاجرين والأنصاروبين اليهود (بني قينقاع، بني قريظة، بني النضير) وبين العرب غير المسلمين والتي نصت على:
(التعاون العسكري والأدبي والمادي، وللجماعة شخصية دينية وسياسية، والرسول صلى الله عليه وسلم هو الرئيس الأعلى ومفض للنزاعات.
* معاهدة الحديبة
ــــــــــــــــــــ بين المسلمين وبين قريش والتي نصت على: (العمرة لا تتم في العام السادس الهجري أنَّما في السابع الهجري، مدة الهدنة 10 سنوات، حرية الدخول في عهد قريش أو عهد الرسول صلى الله عليه وسلم.
المسلمون كانوا يطلقون على المعاهدة (عقد الصلح) إن كانت أطرافها إسلامية أما أن كان أحد أطرافها غير مسلمة فكانوا يختارون واحدة من المسميات التالية (السالمة، الموادعة، المهادنة، المواصفة). وكان من شروط المعاهدة:
* يجب أن لا تتعارض مع نص شرعي ولا مع القواعد الأخلاقية.
* أن تكون بين طرفين أو أكثر من ذوي السيادة (شرط أهلية العقد).
* أن يوقع عليها حاكما الطرفين أو الحكام في الأطراف المتعددة.
* أن تكون المعاهدة محددة بزمن.
والحالات التي تنتهي فيها المعاهدات كانت:
* انتهاء المدة المحددة في المعاهدة.
* اتفاق أطراف المعاهدة على إنهائها وفق متغيرات ومستجدات، وهو ما يعرف بالمفاسخة (فسخ العهد).
* اعتداء أحد الطرفين على الأخر.
ثالثاً: الأمان
ــــــــــــــــــــ: عُرف العهدين الراشدي والعباسي نوعين من الأمان:
الأمان الدائم: ويقصد به التعايش السلمي بين أهل الكتاب وغير المسلمين وهذا الأمان يعقده الإمام أو نائبه.
الأمان المؤقت:
عام: إذا قام جيش من المسلمين بإلقاء القبض على مجموعة كبيرة من الأعداء (جيش) أعلنوا استسلامهم في هذه الحالة تكون عليهم هذا الأمان، ولكن في حال الشعور بخطرهم فيجوز رفع هذا الأمان.
خاص: إذا قام أحد المسلمين بإلقاء القبض على أحد الأعداء الذي أعلن استسلامه، في هذه الحالة تكون عليه الأمان.
رابعاً: الحرب في العلاقات الدولية الإسلامية:
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ: إنَّ الإسلام بدعوته الإنسانية دعا إلى عدم البدء بالاعتداء بل دعا إلى عدم تمني الحرب أو استعجالها والى الصبر والتريث. أذا فالإسلام حرم البدء بالاعتداء مهما كان نوعه ودرجته وبنفس الوقت حرم الاستسلام والخذلان أيضا وحث على العفو والصبر إلا:
* أذا كان الاعتداء موجه إلى العقيدة أو موجها إلى مصالح الأمة.
* في حال نقض العهد أو الميثاق قبل إكمال مدته مستغلاً الظروف لمصلحته لأنَّ المواثيق والمعاهدات لها حرمتها.
* في حالات منع نشر العقيدة الإسلامية، وضد الطغاة الظالمين دفاعاً عن المستضعفين وضد الكفرة والفجرة.
إذا: الحرب في الإسلام جاء لإعلاء كلمة الحق لا في سبيل أحد أو طائفة أو قبيلة أو زمرة.
* الحالات التي أوجبها الإسلام لوقف القتال:
1- توقف العدو عن القتال عارضاً للسلم.
2- انتهاء الحرب بهزيمة الأعداء أو استسلامهم.
3- إن أبدى العدو رغبته في دفع الجزية للمسلمين مقابل الكف عن قتالهم.
4- دخول الأعداء الإسلام.
* أشكال الحرب في الإسلام:
* في حال نشوء حرب بين (دولة إسلامية، ودولة إسلامية أخرى) لا بد من التوسط لإنهاء هذه الحرب وإزالة أسبابها، وفي حال إصرار إحداها فلابد من مناصرة الأخرى.
* في حال نشوء حرب بين(دولة غير مسلمة، ودولة غير مسلمة أخرى) يجوز فيها الحياد بعد النظر إلى مصلحة المسلمين فيها.
* في حال نشوء حرب بين(دولة غير مسلمة مرتبطة بمعاهدة مع المسلمين، ودولة غير مسلمة) على الدولة المسلمة المرتبطة بالدولة الغير مسلمة أن تقف إلى جانبها ومناصرتها إن كانت على حق.
* في حال نشوء حرب بين(دولة غير مسلمة، ودولة مسلمة) إذا كانت الدولة المسلمة على حق فلا بد من الوقوف بجانب الدولة المسلمة دون تردد، وأن كانت على الباطل فلا بد من مناصرتها
خامساً: الأسرى
ـــــــــــــــــــــــ: الأسير في الإسلام هو العدو الذي يقع في قبضة المسلمين نتيجة حرب أو معركة أو هو الشخص المسلم الذي يقع في قبضة العدو. وهنا يتم التعامل مع الأسير معاملة جيدة حيث يسمح له بأن يزوره أهله، ويتوجب أن يقايض بغيره أو بمجموعة حسب أهميته، أو يدفع المال في سبيل فك أسره. مثال على ذلك تبادل الأسرى بين المسلمين والفرنجة.
سادساً: التجسس
ـــــــــــــــــ: نهى القرآن الكريم عن التجسس نهياً شاملاً وحازماً، فقد كان المسلمون أذ كشفوا عن أمر جاسوس عدو فإنَّهم كانوا لا يشعرونه بذلك قدر الإمكان وكانوا يقومون بإعطائه معلومات خاطئة، ولكن أذا اضطروا إلى كشف ذلك له فإنَّهم كانوا يتعاملون معه بلطف في سبيل أخذ معلومات منه أو في سبيل أن يوصلوا معلومات خاطئة إلى الجانب الذي بعث به، ولم يكن يجوز قتل الجاسوس إلا في حال خطورته الشديدة وذلك في حالة هروبه وإفصاحه عن معلومات مهمة، وفي حال قيام جاسوس مسلم بالتجسس على المسلمين فأنَّ عقوبته كانت شديدة.
سابعاً: الخيانة
ــــــــــــــــــــ: وهي اعم واشمل من الجاسوسية وفيها إضرار للمسلمين وفائدة للأعداء.
ثامناً: العلاقات بين الدول الإسلامية
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ: إنَّ العلاقات بين الدول الإسلامية هي علاقات بينية وليست خارجية لأنَّ المسلمون امة واحدة كذلك ديارهم ديار واحدة حتى لو اختلفت أصولهم ومواقعهم الجغرافية.
تاسعاً: التعاون الدولي
ــــــــــــــــــــــــــــ : اقره الإسلام وحث عليه ووضع له قواعد ثابتة لضمان عدم الاستغلال والاتكار الضار ومنعاً للفوضى وكمثال عل ذلك الاستمرار بالتعامل بالدينار الرومي والدرهم الفارسي حتى بعد صك النقود الإسلامية أي أنَّه دليل على استمرار التعاون. والتعاون يتصف بالمحبة والإيثار ومبعثه أنَّ الخلق جميعاً تربطهم أواصر الرحم، وقد تجسد التعاون في الشورى والزكاة والصدقة، وبالنسبة للدول فهي لا تعيش منعزلة أنَّما ترتبط وتتأثر بما حولها وعليها قدر المستطاع أن تنشى علاقات وطيدة مع الدول كافة بقدر المستطاع.
عاشراً: المفاوضات الدولية
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ : الدولة الإسلامية كانت تفوض مبعوثيها لإجراء المفاوضات ووضعت لها أساساً وأصولا ًواختارت لها الكفاءة البشرية علماً وسلوكاً اهتداء بنهج الشريعة، وكانت المفاوضات تلتزم بالصبر والصدق وحماية المفاوض ومع حاشيته وأمتعته ومقره وأدواته ومعداته ووسائل اتصاله.
مثال:
* المفاوضات التي تمت بين المسلمين والنجاشي ملك الحبشة.
* المفاوضات بين وفد قريش (عبد الرحمن بن أبي ربيعة) والنجاشي من أجل طرد المسلمين من الحبشة.
والمفاوض في الدولة الإسلامية كان قليل الكلام وكثير التدبر لتلافي الزلل التي تتيح الفرصة للآخرين، ويحتفظ بأسراه ولا يبوح بها، وكان عليه أن يكون مستمع جيد ولبق وذو أخلاق حميدة وكفء، وعند التفاوض كان لا بد أن يبدأ بنقاط الاتفاق ثم الانتقال رويدا رويدا إلى الموضوعات الأكثر خلافاً.
أحد عشر: العلاقات الدولية في مجال الاقتصاد
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ : الرسول صلى الله عليه وسلم عندما سمع أنَّ قريش تمر بضائقة اقتصادية عقب صلح الحديبة أرسل ب 500 دينار إلى أبو سفيان من أجل أن يفرجوا بها عن ضائقتهم. كما أنَّ الرسول طلب من زعيم منطقة اليمامة أن يستأنف بيع القمح إلى قريش بعد أن ضايقته قريش بسبب دخوله إلى الإسلام.
العملات الأجنبية في الإسلام
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ: تم التعامل بالعملات الأجنبية كالدراهم والدنانير قبل وبعد الإسلام، وبعد أن جاء الإسلام ظهرت النقود الإسلامية التي بدئت تستعمل إلى جانب النقود الأجنبية.
الأسواق:
ـــــــــــ كانت الأسواق موجودة قبل الإسلام لكن في عهد الإسلام تطورت وتوسعت وأصبح يعرف فيها الناقد (هو الشخص الذي يميز بين الدراهم والدنانير ويتأكد من سلامتها). وكذلك عرف المحتسب (هو الشخص الذي يحارب الغش ويكشف عن الموازين والمكاييل ومسؤول عن الحيوانات التي تذبح).
التجارة الخارجية:
ــــــــــــــــــ كان هناك تعامل تجاري بين المسلمين وبين أوربا (وبخاصة الدولة البيزنطية)، وبين المسلمين والشرق الأقصى.
مثال: اتجار المسلمين بالحبوب والنسيج الى الشرق الأقصى مقابل الأخشاب، الفيلة، التوابل.
كما كان هناك تصدير للجلد اللين وللقماش المشجر والقماش الناعم من قبل المسلمين إلى أوربة والشرق الأقصى

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...