مَن الكاذب ؟
لو أنها قالت سنلتقي غداً .. أو بعد غد
واعتذرت عن المجئ بعدها .. بلا سبب
لو أنها ..
لقلت في نفسي لما الضلال والسؤال والكمد ؟
وأن للغياب مايبرره
وما استطاع أن يدينني أحد
لكننا لن نلتقي .. ولو لحظة .. قصيرة الأمد
* * *
كنا كسائلين أعرجين في مدينة
تعج بالصخب
نحس مثلما يحس أهلها
بذلك الذي يحوم فوقنا
وأن شيئا ما يقوم بيننا ..
كما يقوم بينهم .
وكان عجزنا القديم كالحياة لحظة الفراق
عجزهم
وأننا وأنهم
ننوء بالرؤي الحزينة
لكنهم كانوا علي الدوام
يحتمون من شقائهم .. بنا
ويهربون في جلودنا
ويدفنون عريهم ، كما النعام
في صقيع عرينا
وكلما مرت بنا الأيام في طريقها
تضيف للمخزون في عروقنا
ففي الصباح .. لانود أن نعيش للظهيرة
وساعة الغروب
نحسد النهار إذ يموت قبلنا
وعندما تسيل رعشة النجوم
في عيوننا الضريرة
نقول من صميمنا .. ياليتها الأخيرة
لكي نغوص في سكينة الأبد .
* * *
وذات يوم فوجئ الصباح .. أنها مضت
تحجرت بجانبي ظلالها ..
وأنني أغمضت عيني إذ أنني .. وخنتها
وبالسنين في مسارب الخداع بعتها .
ولن أراها مرة أخري لأعتذر ..
بأنني بشر !!
----------------------
محمد مهران السيد 1964
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق