الاثنين، 14 يناير 2019

)حمو الحرامي )قصة قصيرة /بقلم محمد الرحالي

قصة قصيرة
                  ☆☆ حمو لحرامي ☆☆

لمح حمو رجلا قوي البنية طويل القامة أسمر اللون يعمل بجد في بناء البيوت التي كانت مخصصة للعمال في مقالع الحجارة  - قبل أن تعترض ساكنة الزكارة قرب واد إسلي على المشروع الذي كان سيلحق أضرارا بالغة على بيئتهم - ولم يسبق أن رآه قبل ذلك، فاقترب منه و علم منه أن إسمه عبد السلام ويقطن نواحي تازة وأنه اليوم الأول له في هذه المنطقة الزكراوية  وأنه لا يوجد مكان يبيت فيه طوال مدة خدمته هذه، لما سمع منه الخبر استيقظ الوحش الكاسر  في أمعائه فتفتقت في ذهنه فكرة جهنمية، وقال له :
- يا عبد السلام لقد ارتحت لك كثيرا وأحببتك في الله ولقد مررت بنفس تجربتك هذه وأعلم يقينا ثقلها ومرارتها.
قاطعه عبد السلام قائلا : أحبك الذي أحببتني فيه يا سي حمو .
واسترسل حمو في حديثه يوجد بيت مهجور ويحتاج إلى نظافة و إلى...وسكت .
قال :عبد السلام يحتاج إلى ماذا ؟ أنا في الخدمة .
فأجابه حمو : يلزمه أن نأتي بفقيه محنك يُخرج من البيت المهجور الجن الذين يسكنونه،  ما قولك في هذا ؟
قال : عبد السلام لا مشكلة لدي من أين لنا بفقيه كهذا ؟
قال حمو : لا تقلق عندنا في الدوار فقيه بمثل هذه المواصفات وسبق أن أسر لي أن من قام بإحضار جدي سمين أسود وقام بذبحه على عتبة البيت وأعد له عشاء فخما به وتلا داخله آيات من القرآن الكريم خرج الجن مهرولين لا يلوون  على شيء .
نظر إليه عبد السلام وقال له: إفعل ما تراه مناسبا يا سي حمو وأنا رهن إشارتك ولا تحمل هما للنقود .
قال حمو : مساءا أحضر الفقيه بعد أن نذبح الذبيحة على عتبة ذلك البيت المهجور .
اتصل حمو بصديقه الحميم بلال وأخبره بالخطة وقال لابد أن تلبس جلبابا أبيض وتلعب دور الفقيه المزعوم لتكتمل مسرحيتنا ، بعد صلاة المغرب مباشرة أحضر حمو الفقيه الذي أول ما نطق به مع عبد السلام حين إقترابه  من البيت المهجور ، لا تقلق  سيكون كل شيء بخير اليوم سأنهي أمر إحتلالهم لهذا البيت ،اقترب حمو من عبد السلام فورا وأسر في أذنه ألم أقل لك ذلك؟
إبتسم له عبد السلام إبتسامة الرضى وقال : كلامك صحيح 
وحين انتهوا من وجبة العشاء جاء الفقيه بقنينة ماء وفتحها وبدأ يتمتم بكلام غير مسموع وغير مفهوم و أشبه بالهمهمة ، وقد أوصى حمو بلال أن لا يقرأ القرآن الكريم بالجهر لأنه يعرف أنه لا يحفظ شيئا منه ،إلا أن بلال إستحسن في نفسه  صوته ونسي ما وصاه به صديقه ، وبدأ يقرأ الفاتحة جهريا وأردفها بسورة القارعة التي لم يحسن التلفظ بحروفها فانفجر  حمو بالضحك  فانكشف السر ،فأسرع عبد السلام إلى كومة الحجارة خارج البيت والتقط بكلتا يديه الحجارة، ولما رأى حمو والفقيه ما يحاول أن يقدم عليه عبد السلام ،أطلقا رجليهما  للريح وقد مزقت ضحكاتهما سكون الليل .
.....الزكارة  قبيلة أمازيغية في شرق المغرب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...