الجمعة، 24 نوفمبر 2017

داعــي الْـقَـريـضِ أحــمــد قــطــيـش


داعــي الْـقَـريـضِ
.
يـاضـاحِـكـاً وَالـبِـشْــرُ مِـــلْءُ رِدائِــهِ
وَالْأَرضُ طُـــــرّاً أُولِــعَــتْ بِــدِمـائِـهِ
.
وَالْــمَــوْتُ يَـخْـــطَـفُ آلُــهُ مـايَـنْثَــني
يَـسْـــعى إلَـيْــهِ بِـصِـبْــحِهِ وَمَـســــائِهِ
.
أَفَــأَنْـتَ مِــنْ أَتْـبــــاعِ ديــنِ مُـحَـــمَّدٍ
وَتَــظَـلُّ لِـلـطَّـــوَفانِ بَـعْـضَ غُـثـائِهِ؟
.
أَنّــى اتَّـجَـــهْتَ فَـأَنْــتَ شِـــلْوٌ بـائِـسٌ
مِــنْ جِـسْــمِ أُمَّـتِـــنا حُـقِــنْتَ بِـدائِـــهِ
.
أَوْلُـقْـــمَـةٍ فـــي قَـصْـــعَـةٍ مَـرْمـوقَـةٍ
فَـالـضّـاحِكونَ بِــهـا كَـحـــالِ الْـوالِـهِ
.
هَــلْ أَنْـتُـــمُ جَـسَــدٌ يُـداعـي بَـعْــضُهُ
بِـالـسُّهْـــدِ وَالْـحُـمّى صَـغا لِـدُعــائِهِ؟
.
أَمْ فِـتْـــنَةٌ شَـــوْهـاءُ فَـــرَّقَ جَـمْعُــكُمْ
وَلَـهـــا دُعــــــاةٌ داؤُهُــــمْ بِــدَوائِــــهِ
.
هَـــذي شَـــــآمٌ دُمِّــــرَتْ آيــــاتُــهـــا
وَابْــــنُ الــشَّــآمِ عَـبَـثْــتُــمُ بِـرَجــائِـهِ
.
يَــوْمـا تُــنـادوا : فَـالْـبَــقاءُ لِـشَـعْــبِنـا
سُــحْـقـاً لِـنَـمْروذٍ طَـغـى بِـعَـمــائِـــهِ
.
وَالْــيَــوْمَ يَــدْعــو لِــلْـحِـوارِ مُــفَـوَّهٌ
وَكَـأَنَّـمـا صَـــيْــدُ الْــفِــرا بِــهُـرائِـهِ
.
دَجَــــلٌ وَتَـلْـفـيـــقٌ مَــلَأْتُــمْ كَـــفَّـنـا
يــابُــؤسَ آمِــلُـكُـمْ لِـنَـيْــــلِ رَجــائِـهِ
.
وَعِـراقُــنا مَـهْدُ الْـحَضارَةِ أَجْـهَـشَتْ
صُــلُـدُ الْــقُـلـوبِ لِـنَـزْفِـــهِ وَبُـكـائِـهِ
.
أَخْنَتْ عَلَيْهِ جُمــوعُ كِسْــرى دأْبُــهُـمْ
سُــبُـلُ الْـفَـســـــادِ بِـنَـهْـــكِهِ وَبَـلائِــهِ
.
وَخَــوارِجٌ مـاتَـنْـتَــهي عَـــنْ غِـيِّـهـا
حَـتّـى الْـهَــلاكِ وَتَـنْـتَــشي بَـبَقـــائِهِ
.
لَـمْ تِـصْـرِخـوهُ وَإنَّــمـا أَصْـرَخْـتُـــمُ
عُـصَبَ الـضِّباعِ فَـأَوْغَلْتْ بِـشَـقـائِهِ
.
والْأهــلُ بِـالْيَمَنِ الْـحَزينِ تَـقـاطَروا
بِـــدِروبِ مَـــوْتٍ أّمَّــلـوا بِـشِـفــائِهِ
.
وَيَهـــودُ قَد سَــرَقَــوا الدّيارَ وأَهْلُها
جَــأروا لِظُــلْـمٍ يَحْــتَــفي بِسِبـــائـهِ
.
يـا أَيُّـهـا الْأَعْـرابُ خَـيَّبَ سَـعْيُـــكُمْ
رَبُّ الْــبَـرِيَّـةِ ســاخِـطـاً بِـسَـمـــائِهِ
.
لِـوْكانِ عُرْبُ الـشِّرْكِ إذْ لَتَناهَضوا
لأَخٍ لَهُـــمْ وَلَأَنْــصَــتــوا لِــنِــدائِـهِ
.
لَــكِــنَّــكُـمْ أَعْــرابُ ذُلٍّ أبْـــدَلـــوا
دَرْبَ الْـهَــوانِ بِعِــزِّهِ وَسَـــوائِــهِ
.
عُذْراً رِفــاقَ الْـحَرْفِ إذْ أنا كـاتبٌ
وَمِــدادُ حَـرْفـي كَـالْـمُغِصِّ بِـمـائِهِ
.
لَـــوْلا أنــيـنُ الْـبـائِـسينَ يَـحُـزُّنـي
فــي الْـقَـلْبُ يَـخْـرِقُــهُ بِـعُمقِ بِنائِهِ
.
مـاكُـنْـتُ أمْـتَـشِـقُ الْـيَـراعَ مُـلَـبِّياً
داعي الْـقَـريـضِ بِـيُـنْعِهِ وَرَوائِــهِ
.
فَـالـنَّفْسُ مَـلَّـتْ مِــنْ حَـيـاةٍ مُــرَّةٍ
وَأَظَــــلُّ أَجْـرُعُ مَــرَّهـا بِـسْـقـائِهِ
.
أحــمــد قــطــيـش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...