شيخ الذي لم يبلغ بعد التسعين جوهرة ملاك

شيخ الذي لم يبلغ بعد التسعين

أبصرته ممزق الثياب منهك الحال يمشي بلا هدف
عيناه تلمعان من تدفق أنهار الاهات التي سكنت الفؤاد الحزين
اختبأت ابتسامته خلف غيوم الانكسار 
الدرب طويل.... طويل .....يا وجع
هكذا سمعته يمني نفسه و يضع اليد على الجبين
اتخذ من الجدار متكئا لجسده النحيل الواهي
مسح بكف الاشتياق جفنيه و رفع الى السماء يديه و بدأ يتمتم بين شفتيه
هل تسمعينني يا قرة العين ، هل لأناتي و اهاتي تسمعين
ضائع أنا بين بقايا السنين ، تاهت معالمي و لم أبلغ بعد الأربعين
يا نارا أوقدتها الذكريات صبرا علي فالألم نخر مني و وصل حد الشرايين
سكتت موسيقى عودي عن عزف أغنيات الأنين غابت بسمتي فاه من فاهي و اه من بطش المحبين
يا نجم هل يا ترى خلف نورك ما أفك به معالم السر الدفين
تاهت كلماتي بين هذا المنظر و أقسمت أن أقترب منه و أستفسر
صدني و قال لا تقربي عالمي ، لا يهمني من تكونين
خلف تلك النجمة يسكن الحنين
هناك زمزمي الذي يخمد نارا سكنت المقلتين
لملم عنك يا نبض أشلاء الدمع و ارسم بدم القلب هويتي
أخبرهم اني الطفل البريء و كم قست علي الحياة و أردتني شيخا لم يبلغ بعد التسعين .
✒ جوهرة ملاك