في كرنفال الحروف أفتقد الكلام/ناريمان معتوق
أفتقد الكلام....
ما عادت تعنيني الوجوه الملونة،
ما عدت إنسانة تنتمي إلى الواقع،
فقط في الخيال ،الخيال،
والحلم واليقظة
سر من أسرار الحياة والإستمرارية،
الوجوه تغيرت...
بات في كل وجه ألف حكاية،
وبات خلف ستائر الوهم يختبئ ألف معنى،
وأنا وحيدة لا ألبس الأقنعة
في كرنفال الحروف ألف معنىً ومعنى،
بت على طبيعتي في أكثر الأحيان
محاولة الإندماج بواقع غريب،
أسرح بالوجوه المبعثرة من حولي
وأحاول أن أعانق الحرف ألف مرة في يومي
هدوء اللحظات يأخذني حيث أنت،
مع أمواجك العاتية...
وتدفق أحاسيس الخجل من عينيك،
بت كخريف يتعرى من أوراق الخجل أمامك،
وعيونك المعلقة تسامر ليلي
طيفك يأخذني حيث يشاء ...
حيث الصحوة الأولى تسرق مني حكاياتي،
وأنا أحاول أن أندمج مع واقع غريب
فلا الصداقة أصبحت بيضاء
كما في قصص الخيال،
ولا الحلم أصبح مزيّناً بنجوم السماء ،
باتت العتمة تحتل آفاقنا
حتى في أقوال الآخرين
بتنا نفهم على مزاجنا بعض الأقوال،
والأفعال دائماً تترجم لنا الصدق
وما ننويه من الكلمات ومعنى الحروف
تكون على هيئة دموع في بعض الأحيان،
وبعض الأحيان على هيئة بشر دون مشاعر تُفهم،
بعض الكلمات تخبرنا بصدق وتحاورنا بأمانة
وتغزل لنا من شعاع الشمس
ألف حكاية من صدق،
ونحن بطيبة قلبنا نغازل القمر
ونتعرى على مرأى النجوم
نحاور الليل والسهر،
ونعلّق على بابنا ألف وردة من حب،
علّ عابر سبيل يقرأ ما تخفيه صدورنا بصدق
ويأتي بخبر يقين عن حقيقتنا الممزوجة بالطيبة،
يلف ذراعيّ الخجل يضم فينا الحرف والحزن والفرح
ويكون مستمعاً جيداً...
يستمع لما جرى فينا من غدر بعض البشر
(في كرنفال الحروف أفتقد الكلام)
ناريمان معتوق
17/2/2019
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق