الجمعة، 8 ديسمبر 2017

ألا تَغْضَبْ ـــــــــــــــ ابراهيم ذيب سليمان

ألا تَغْضَبْ
_______
ألا تَغْضَبْ
وَأرضُ الشَّرقِ قاطِبَةً
منَ الأنجاسِ تَرتَعِبُ
ألا تَغْضَب
وإنْ شاهدتَ أشْباهَ الرِّجالِ
تَكالَبوا في قَمْعِ سَيِّدةٍ
مُرابِطَةٍ
هُنا في القدسِ .. في
الأقصى
وَتَصرخُ : أينَ يا عَرَبُ ..!!
ألا تَغْضَبْ
وأطفالٌ بلا زادٍ .. بلا مأْوى
يُحاصِرُها جُنودُ الكفرِ
والعَرَبُ
وأقْصانا جَريحٌ في مَهَبِّ
الرّيحِ
والمِحرابُ يَنْتَحِبُ
ألا تَغْضَبْ
وإنْ قالوا : صلاةَ الفجر
إزعاجاً لِطائفةٍ
فإنْ ثَمِلوا ..
فإنَّ النَّوْمَ سُلطانٌ
إذا ما الفجرُ يَقْتَرِبُ
ألا تَغْضَبْ
وإن شاهدتَ أجساداً
مُمَزَّقَةً
وَأُخرى دونَ أطرافٍ ..
وَأشلاءً مُبَعْثَرَةً ..
بَقايا أُسرةٍ بالنّار ِ تَلْتَهِبُ
ألا تَغْضَبْ
وَإنْ تَصْحوا على صَوتٍ
يَهُزُّ الأرضَ
تَنْهَضُ مُسْرعاً تَهْذي ..
وَتبحثُ في رُكامِ البيتِ
عنْ أحدٍ بلا جَدوى
فَتصرَخُ .. ثُمَّ تَحْتَسِبُ
ألا تَغْضَبْ
وإن تبقى معَ الأطفالِ
في بيتٍ لأيّامٍ بلا زادٍ
وَتَحْضُنُهُمْ على عَجَلٍ
فَصَوْتُ المَوْت
في الأجْواءِ مُرْتَقَبُ
ألا تَغْضَبْ
وإنْ شاهَدتَ سيِّدَة
على الإسْفِلتِ مُلقاةً
وَتَنْزِفُ دونَ إسعافٍ
وَجُندٌ حولَها التفّوا
وَتَقتُلُ كلَّ منْ يدنو
ويَقْتَرِبُ
ألا تَغْضَبْ
وإنْ شاهدتَ عندَ الفجرِ
قُطعاناً أتَوْا داركْ
وتعلمُ أنَّهُمْ حَرَقوا
بنِصْفِ اللَّيلِ أشجاركْ
ألا تَغْضَبْ
وإنْ شاهدتَ أوغاداً
على أرضِك
ألا تَغْضَبْ
فَإنَّ الأرضَ مثلَ العِرضِ
تُحْتَسَبُ
وإنَّ الأرضَ تعشَقُ من
يُداريها
وتغضَبُ حينَ تُغْتَصَبُ
ألا تَغْضَبْ
إذن يا سيِّدي قل لي :
متى تَغْضَبْ ..!!!
متى تَغْضَبْ ..!!!
ــــــــــــــــ
ابراهيم ذيب سليمان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...