الجمعة، 8 ديسمبر 2017

- اغتصاب علني - وليد.ع. العايش ٧/١٢/٢٠١٧م

- اغتصاب علني - 
-------------
يا قدس ... ألا تعلمين 
بأن الكتابة ولدت لديك 
وأن حبر المأقي 
يسيل من بين مقلتيك 
وأنه حرام عليك البكاء 
ألم أخبرك بأني هنا 
مازلت أحبك أكثر 
كما حب غصن رمان 
وقصفة زيتون مجمر 
فالحب بين نهديك أزهر 
فكيف يليق بك 
لون دربك الأحمر ... 
ألم أخبرك بأن العيون 
تبكي اثنتين ... اثنتين 
وأن الدموع تجف تماما 
في مقلتين ... 
والعشق لا يأتي بالعمر مرتين
فمن ياترى 
يرسم دمعة العين الحزينة 
ومن يستفز 
أشواقي الدفينة 
مرة فقط ... ومرة وأخرى 
أعبر شاطئ قلبي 
لأنسج من رحم لهفي 
نشيدا يحوز رضا مقلتيك 
أطرز شتى الأغاني 
بحضرة سيدة النساء 
عسى أن تحضر العرس 
السماء ... 
علميني ياقدس 
كيف لا يكون الرثاء 
كيف لا يكون البكاء 
علميني أنت ... 
كيف اعبر جسر الملوك 
كي أصلي بين نهديك هناك 
علميني كيف تكون الصلاة 
مابين موت يئن 
واجتثاث حياة 
قولي بالله عليك 
كيف يكون الغناء 
بلا ناي تاهت 
في بلاد الحجاز ... 
تحن عيوني بلهفة 
ويطرق قلبي باب النجاة 
لما لا تكوني سيدة النجاة ... 
أخاطب نفسي هذا المساء
لست وحدك أيتها السماء 
إن تاه الأعراب في سراب 
خراب هو ... أو كالخراب 
فإني أحفظ الدرب إليك 
كما كنت أحفظ
الطريق إلى نهد أمي 
ألا تعلمين بأن شوقي 
بلغ في عباب الياسمين 
بعدد نجوم الحنين ... 
ألا تعلمين 
بأن الشام لك 
وبغداد لك 
وصنعاء لك 
وأنا هنا ... أيضا لك ... 
ياقدس علام النحيب 
أعرف ... أعرف 
فلا مجيب الدعاء 
يحن لمحراب حبي 
ولا شيخ القبيلة 
يتذكر كم درهما 
قبض ثمن الغياب 
ليشتري بعض الثياب 
ثياب البلاط الأخير 
ياقدس ألا تعرفين 
بأن الرجال باتوا محالا 
بزمن الضلال 
وأن الزكاة أمست 
مجرد مبدعة 
في حضن الجبال ... 
أصحاب الجلالة 
يرموننا بالزنا 
كما رموك في زمن الضمير 
ذاك الضمير الأسير 
استغفري ذنبا 
لم تقترفه يداك 
فإن باعك رعاة البقر 
فالشام ماتزال هنا 
تعرف السبيل إليك 
فكوني أنت ... أنت 
واصرخي بأن الرجال 
مازالوا هنا 
وإن ذهبت أنا 
فإنك لن تذهبين 
فالرجال مازالوا هنا ...
ولو مات كل البشر 
بعد أفول نجم القمر ... 
--------------
وليد.ع. العايش 
٧/١٢/٢٠١٧م

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...