الجمعة، 4 مارس 2022

عامل الوطن او ( عامل النظافة ) بقلم .د.عزمي رمضان .شاعر واديب وسفير سلام دولي.

 

يستيقظ باكرا مع بزوغ الفجر، يؤدي فرضه بهدوء وسكينة، يوقظ زوجته وابناءه الصلاة ، ثم يجهزوا انفسهم للمدرسة ، ثم يخرج الى عمله، كان سعيدا جدا بعمله وبحياته، رغم بساطتها وقسوتها وقلة مواردها عليه ، وكان كثير الحمد على ذلك والشكر لله على ما رزقه الله من ابناء صالحين ومن عمل يسترزق منه، لم تكن تلك الوظيفة هي التي يطمح لها ولكنها كانت تسد حاجته وعائلته ،من الحاجة والعوز للناس. 

وظيفة اصبح مجتمعنا الظالم يستهزا بها كثيرا بل وصل به الحال الى نبذ هذا العامل من الوسط الاجتماعي حيث لا تتم دعوة صاحبها الى المناسبات الاجتماعية ، في المحيط والوسط المجتمعي الذي يعيش فيه، وكانه آفة يهرب منها الجميع ، وما هذا الا نخلف ما بعده تخلف في مجتمع رضي لافكاره السوداء ان تعشعش في راسه ،كيف لا واصحاب الانوف العالية والانفس المريضة والشباب الطائش، لا يلقون بالا الى امثال هؤلاء العمال البسطاء، فيسخرون منهم ويتضاحكون عليهم ويلقون بقذارتهم هنا وهناك والتي تعكس البيئة التي خرجوا منها  امام هذا العامل البسيط الذي يقوم بجمعها بابتسامة طيبة ويطلب من الله لهم الهداية .

نعم يبتسم لانه ينظف اوساخنا وقاذوراتنا التي عجزت عقولنا ان تستوعب ان هذا الانسان هو من اهم عناصر المجتمع الذين يساهمون بنطوره والمحافظة على رقيه وتميزه بين المجتمعات الاخرى ، بحضارة مميزة خالية من كل عيب.

نعم هؤلاء لهم اليد الطولى فى الحفاظ على التوازن البيئي كي لا تنتشر الامراض في  احياءنا ومقاطعاتنا وقرانا ومدننا، هؤلاء هم الجنود المجهولون  الذين يعملون دون كلل ودون وملل ، مقابل القليل من المال من الرواتب المتدنية لهذه الفئة من العمال ،ليعولوا اسرهم التي تنتظرهم في نهاية اليوم بفارغ الصبر للعودة بلقمة عيش نظيفة طاهرة يسعدوا بها اسرهم  واطفالهم .

إن عامل الوطن او عامل النظافة له كل التحية والاحترام والتقدير على كل جهد يقوم به ويشكر عليه حتى نكون بمأمن  من الامراض. 

لهؤلاء تنحني القبعات ، ولنتكاتف جميعا ونكن يدا بيد في سبيل مساعدة هؤلاء وتغيير نظرة المجتمع لهم لانهم عناصر مهمة جدا في مجتمعاتنا الذين لولاهم لتغير الحال كثيرا في بناء المجتمعات وتقدمها .

نعم انهم هم الجنود الذين يعملون  ويسهرون على صحتنا ، فاحترامنا لهم واجب وتقديرنا لهم  فرض علينا فهم من الأهل والجيران  او من الاقارب او الاصدقاء ، ولنرفع رؤوسنا عاليا بهم ونفتخر بهم أينما كانوا .

فكل التحية والاحترام والتقدير لكل عامل وطن او نظافة يخدم أمته بامانة واخلاص.

بقلمي: د.عزمي رمضان

مستشار الامين العام لمنظمة انسانيون العالمية للتوحد واصحاب الاحتياجات الخاصة وملتقى الثقافة العالمي للمحبة والسلام والحقوق..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...