السبت، 6 أبريل 2019

آمیرة من مملکة الاساطیر ،،،بقلم الگاتب // حسام الدین بهی ریشو

أميرة من مملكة الأساطير

          (قصة قصيرة)

=============

حسام الدين بهي الدين ريشو

================

التقينا أول مرة ؛ ذات ليلة آسرة على طاولة اهتمام مشترك .

تجلت خلالها كأميرة ناهدة من أميرات الأساطير . يجذب بريق عينيها مايقع عليه من بشر وشجر وحتى الحجر ! 

فتراها في براءة الطفولة التى لم تتلوث .

أخذت ترمقنى بمزيج من المودة خافضة لي جناحها خلال الحوارات التى راقت لكلينا .


ولأن انطباعات اللقاء الأول غالبا هي التى تحدد مسار العلاقة في مستقبل الأيام ؛ فإن هذا اللقاء أسهم بدرجة كبيرة في أن أحتل حظا من اهتمامها ؛ كما أكدت لي فيما بعد مضيفة :

" كن معافى ولتبق لي أغلى صديق أحبه وأخ أعزه وأب أجله ؛ ولا حرمنى الله من وجودك في حياتي لأنك أرق قلب رأيته "


كان قلبي يترنح بين انقباض وانبساط وأنا أشم لكلماتها عطرا أخاذا .


ولأنها كانت ربيعا جميلا تفتح للتو وكنت خريفا حزينا تلقى كل طعنات الحياة ؛ ولم تبق إلا الطعنة الأخيرة على ما أعتقد ؛ فمن احبونى اقتنصهم الموت في عتمة الأيام ومن أحببتهم ضيعهم الزمن المراوغ وهو يهمس لي :

" أيها العاشق بلا رفيق جمر بلا رماد وظمأ بلا شراب .... فات أوان الغرام والحب والأشواق والحنان "


فقد تنازعتنى الهواجس رغم يقيني بصدق ماتقول وتأكيدها في كل لقاء أو مكالمة على تلك الرباعية " الصداقة والأخوة والأبوة والحب "


كانت كلماتها تنسكب في روحى خمرا أو تفتح نوافذ القلب لأشعة شمسها المشرقة . حتى أني ظننتها ملاكا هبط من السماء في ليلة من ليالي القدر وضل معراجه إلى السماء مرة أخرى 


مع الأيام أدمنت حديثها الذي نُسِجَتْ حروفه من جواهر الصدق .

" أنت لي السند والعون والإلهام ونصائحك هي الأغلى والأجمل والأحلى "


لكننى مع ذلك كنت حذرا يصدنى فارق العمر بيننا مقدرا أصالة جذورها وجوهرها وحسها الإنساني المرهف ؛ ومقدرتها العفوية على نقش صورتها بذاكرتي كوشم يزداد بريقا وحضورا مع الأيام ؛ حتى صارت أيقونة العمر وملاذه ودواؤه من ضجر الأيام وغدرها ؛ رغم هاجس الزمن المراوغ وهو يهمس لي :

" جمر بلا رماد وظمأ بلا شراب ؛ فات أوان الغرام والحب والأشواق والحنان "

وكأنها كانت بالبصيرة تسمع تلك الكلمات ... ففاجأتنى ذات لقاء بمعانقتى أمام الحضور واهبة لوجنتَىَّ قبلتين ... تدفق بعدها شلال مشاعري المختزنة خلف سياج الحذر .

**********************

حسام الدين ريشو

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

متهم بلا شهود بقلم الشاعر عثمان كاظم لفته

  ســيدي القـــاضـــي جلبوني اليكَ بلا احلام اليوم وغداً والماضي وهاأنذا بين يديكَ بلا احلام…  اذاً أنتَ ســـتــُقاضــي شخصا إفتراضــي وأنا ...