لى الراحلة التيوالغائبة التي لا تغيب ، إلى حبيبة عمري وجنّتي ، إلى زوجتي – رحمها الله - أهديها تلك الكلمات :
زجاجة عطرها الدامعة الحزينة ، اقتربت منها ولم أحاول لمسها وحاولت أن أشمّها ، فحملني عبيرها إلى وادي الذكريات ،
ففاضت قارورة روحي بتلك الخاطرة في الذكرى الثالثة لوفاة زوجتي - رحمها الله –
واستيقظ عطرك في المكان :*بقلم خالد سليمان
*****************************
حبيبة قلبي ، استيقظ عطرك في المكان يدقّ أجراس الزمان
فأيقظ معه قبائل الذكريات ،
هي لم تكن نائمة لكنّها انتبهت بعد أن أغفت من التعب
أراها الآن اصطفت خلف بعضها حشدا من الصور
وكلّما علا صوت عطرك ؛ استجابت وأسرعت في الحضور
ملامحك تجلّت في المكان كوردة بيضاء زادها ظلام البعد إشعاعا
وطافت ابتسامتك أرجاء سمائي وانفرط عقد النجوم
يتبعه قطيع أبيض من غيمات فضية
من يصدّق أنّ لغرفتي الآن سماء وقمرا ونجوما وابتساما وغيوما ؟
اليوم عيد ؛ فتألّق وجهك وغطّى ملامح القمر برداء شفّاف
ملامح وجهك زرعت في قلبي ورودا ماسية
هل للعطور ملامح وابتسامات ودموع ؟؟!!
منذ عامين غابت تلك الملامح ، واستيقظ في عمري كتاب الدموع
ظننت لأوّل وهلة حين رأيت زجاجة عطرك أنّها تشغل فراغا على الطاولة
ولكن حين شممتها انطلق عبيرها يحملني على سحابات من حرير
ولمست غطاءها ؛ فخرج المارد جبّارا ليقول : شبيك ،
لكنّه لم يكمل ، وتهدّج صوته ببكاء عجيب
ونظر إليّ المارد الفضيّ قائلا : لا يمكنني أن ألبّي طلبك
وتضاءل تضاءل حتّى اختفى ،
هل كان يعلم أنني سأقول له : أريدها لحظة ، أريد حضورها ،
؛ لأشاهد كل العمر في عينيها
هل كان يعلم أنّ أيامي عطشى لبسمة حبّ تخطر في عينيها ؟
هل كان يعلم أنّها رحلت ، وأخذت الألوان معها والأضواء معها ؟
بكى المارد حين رأى في عينيّ مطلبا مستحيلا لن يحققه
تحوّلت غرفتي إلى حديقة عامة مختلفة الورود والوجوه
نظرت للمرآة ، فوجدتها تبكي ، ما أصعب بكاء المرايا !
ونظرت لملامحي ؛ لأراها غابت وتاهت ما أسوأ أن ترى نفسك بلا ملامح !
يا لبرد العمر القاسي حين تنظر بجوارك فترى نفسك وحيدا خلت أصابعك ممن تحب !
ما أجمل وألذّ حوار الأصابع !
وما أسوأ أن تخلو تلك الأصابع ممن كان دمها وأعصابها !
نظرت لأسفل وانطفأت نظرتي ، وانكسر ضوء الفرحة فيها
رغم ازدحام المكان بالحضور ، لكنّ غول الوحدة يفترسني
يمزّق أشلائي شلوا سلوا
ما أصعب أن تعود الذكريات بعد غياب باكية حزينة !
لتبكي سيّدة الحضور
لتبكي من كان الغياب يخشاها ، ولا يستطيع الاقتراب منها ولا من عالمها
الآن ، يغلّف الغياب كلّ شيء : مشطي وزجاجة عطري ،
ويسافر في شرايين باقة وردك الحزينة
يأتي العيد لثالث مرة بدونك ، وحين يدقّ بابي ؛ فأفتح مشتاقا سعيدا
وحين أراه أحتضنه ، ولكنّه لا يدخل رغم أنني أجذبه بكلّ قوّتي ، لا يدخل
حين تتجوّل مقلتاه في المكان ، ولا يراك
وحين تبحث مسامعه عن نغمات ضحكتك ونبرات صوتك فلا تجدك
فتنكسر في عينيه الفرحة ، ويرتدي نظارته السوداء الحزينة
وتبكي قافلة الورد التي ترافقه ، وتتحوّل إلى قطع من الفحم الصامت
يعود العيد أسيفا حزينا ولا يدخل
أدرك حجم حزنه وانكساره لغيابك ، كم للعيد من أحاسيس ومشاعر !
كان العيد لا يدخل بيتي إلا ليهنئ نفسه بك ، فأين أنت ؟؟
كلّ الناس يهنئّون أنفسهم بالعيد إلا أنت
أنت التي كان العيد يهنّئ نفسه بها
ويجلس إليك كطفلة وديعة تنتظر منك نظرة
تنتظر منك كلمة
تنتظر حبة من الشيكولاتة التي لا تكون لذيذة إلا بلمسة من يديك
الآن يرحل العيد لثالث مرة باكيا دامعا
يمضي بعيدا يحمل حقائب الآلام والأحزان
وأغلق بابي ببطء حتى يذوب ظلّ العيد في لحم المسافات
وأعود أعود وفراشي من شوك وطعامي من شوك
ما أصعب أن يأتي العيد بلا عيد !
فأنت العيد
زجاجة عطرها الدامعة الحزينة ، اقتربت منها ولم أحاول لمسها وحاولت أن أشمّها ، فحملني عبيرها إلى وادي الذكريات ،
ففاضت قارورة روحي بتلك الخاطرة في الذكرى الثالثة لوفاة زوجتي - رحمها الله –
واستيقظ عطرك في المكان :*بقلم خالد سليمان
*****************************
حبيبة قلبي ، استيقظ عطرك في المكان يدقّ أجراس الزمان
فأيقظ معه قبائل الذكريات ،
هي لم تكن نائمة لكنّها انتبهت بعد أن أغفت من التعب
أراها الآن اصطفت خلف بعضها حشدا من الصور
وكلّما علا صوت عطرك ؛ استجابت وأسرعت في الحضور
ملامحك تجلّت في المكان كوردة بيضاء زادها ظلام البعد إشعاعا
وطافت ابتسامتك أرجاء سمائي وانفرط عقد النجوم
يتبعه قطيع أبيض من غيمات فضية
من يصدّق أنّ لغرفتي الآن سماء وقمرا ونجوما وابتساما وغيوما ؟
اليوم عيد ؛ فتألّق وجهك وغطّى ملامح القمر برداء شفّاف
ملامح وجهك زرعت في قلبي ورودا ماسية
هل للعطور ملامح وابتسامات ودموع ؟؟!!
منذ عامين غابت تلك الملامح ، واستيقظ في عمري كتاب الدموع
ظننت لأوّل وهلة حين رأيت زجاجة عطرك أنّها تشغل فراغا على الطاولة
ولكن حين شممتها انطلق عبيرها يحملني على سحابات من حرير
ولمست غطاءها ؛ فخرج المارد جبّارا ليقول : شبيك ،
لكنّه لم يكمل ، وتهدّج صوته ببكاء عجيب
ونظر إليّ المارد الفضيّ قائلا : لا يمكنني أن ألبّي طلبك
وتضاءل تضاءل حتّى اختفى ،
هل كان يعلم أنني سأقول له : أريدها لحظة ، أريد حضورها ،
؛ لأشاهد كل العمر في عينيها
هل كان يعلم أنّ أيامي عطشى لبسمة حبّ تخطر في عينيها ؟
هل كان يعلم أنّها رحلت ، وأخذت الألوان معها والأضواء معها ؟
بكى المارد حين رأى في عينيّ مطلبا مستحيلا لن يحققه
تحوّلت غرفتي إلى حديقة عامة مختلفة الورود والوجوه
نظرت للمرآة ، فوجدتها تبكي ، ما أصعب بكاء المرايا !
ونظرت لملامحي ؛ لأراها غابت وتاهت ما أسوأ أن ترى نفسك بلا ملامح !
يا لبرد العمر القاسي حين تنظر بجوارك فترى نفسك وحيدا خلت أصابعك ممن تحب !
ما أجمل وألذّ حوار الأصابع !
وما أسوأ أن تخلو تلك الأصابع ممن كان دمها وأعصابها !
نظرت لأسفل وانطفأت نظرتي ، وانكسر ضوء الفرحة فيها
رغم ازدحام المكان بالحضور ، لكنّ غول الوحدة يفترسني
يمزّق أشلائي شلوا سلوا
ما أصعب أن تعود الذكريات بعد غياب باكية حزينة !
لتبكي سيّدة الحضور
لتبكي من كان الغياب يخشاها ، ولا يستطيع الاقتراب منها ولا من عالمها
الآن ، يغلّف الغياب كلّ شيء : مشطي وزجاجة عطري ،
ويسافر في شرايين باقة وردك الحزينة
يأتي العيد لثالث مرة بدونك ، وحين يدقّ بابي ؛ فأفتح مشتاقا سعيدا
وحين أراه أحتضنه ، ولكنّه لا يدخل رغم أنني أجذبه بكلّ قوّتي ، لا يدخل
حين تتجوّل مقلتاه في المكان ، ولا يراك
وحين تبحث مسامعه عن نغمات ضحكتك ونبرات صوتك فلا تجدك
فتنكسر في عينيه الفرحة ، ويرتدي نظارته السوداء الحزينة
وتبكي قافلة الورد التي ترافقه ، وتتحوّل إلى قطع من الفحم الصامت
يعود العيد أسيفا حزينا ولا يدخل
أدرك حجم حزنه وانكساره لغيابك ، كم للعيد من أحاسيس ومشاعر !
كان العيد لا يدخل بيتي إلا ليهنئ نفسه بك ، فأين أنت ؟؟
كلّ الناس يهنئّون أنفسهم بالعيد إلا أنت
أنت التي كان العيد يهنّئ نفسه بها
ويجلس إليك كطفلة وديعة تنتظر منك نظرة
تنتظر منك كلمة
تنتظر حبة من الشيكولاتة التي لا تكون لذيذة إلا بلمسة من يديك
الآن يرحل العيد لثالث مرة باكيا دامعا
يمضي بعيدا يحمل حقائب الآلام والأحزان
وأغلق بابي ببطء حتى يذوب ظلّ العيد في لحم المسافات
وأعود أعود وفراشي من شوك وطعامي من شوك
ما أصعب أن يأتي العيد بلا عيد !
فأنت العيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق